23 ديسمبر، 2024 1:47 ص

غوستاف يدافع عن ميكافلي ويبقى التشريع الاسلامي هو الافضل

غوستاف يدافع عن ميكافلي ويبقى التشريع الاسلامي هو الافضل

السياسة بالمفهوم العلماني هي تحقيق الغايات مهما كانت الوسائل وهذا يذكرنا بمبدا سجل باسم ميكافلي الغاية تبرر الوسيلة ، ولكن غوستاف لو بون الفرنسي له راي اخر بالسياسية قد يكون اقرب الى الواقع وهو المطلع على حضارة العرب اي الاسلام بالاختصاص الذي يقرا عنه .

السياة هي القدرة على التشريع والتشريع هي ميزة يختص بها من يدخل عالم السياسة من اجل قيادة المجتمع وماهي مؤهلاته فهذه لا تؤخذ بنظر الاعتبار ، باختصار السياسة هي اسلوب الحكم .

يدافع غوستاف عن ميكافلي ولربما له الحق عندما شوهت سمعة ميكافلي بافكاره الهجينة الخاصة بالسياسة والحكم في كتابه الذي الى الان يطبع وهو الامير ، يقول غوستاف ان العظماء في ايطاليا يجعلون لهم قبورا مميزة وفي مكان مميز وهي كنيسة الصليب المقدس ( سانتا كروشيا) ويكتب عليها اسمهم بالذهب وتحت قبابها قبر فلورنسي قبل اربعة قرون الف اول كتاب عن السياسة وفي نفس الكنيسة قبر نقش عليه فقط (ميكافللي 1527 ) وهذا الاسم لا يبلغ المجد شأوه كما يقول غوستاف

كتاب ميكافلي الذي فيه اسلوب السياسة والحكم واعتبر اسوء كتاب في وقتها الا انه حقيقة عن واقع عاشه المؤلف فهو ايضا تقلد المناصب وما كتبه هو واقع فلورنسيا في ادارة الحكم فهذا هو التراث العلماني ولم يات الرجل بشيء جديد في كتابه بل ترجم واقع السياسة والحكم في بلده وهو بذاته كان يعاني من الظلم والاستبداد والتسلط على الفقراء يقول غوستاف انه الف كتابه في عصر زاهر بالفساد الى درجة من يدعى الى مادبة ياتي بالخمر معه لانه يشك بان صاحب المادبة يضع له السم في الخمرة وما كتبه ميكافلي هو وصف حالة وليس ابتكار اسلوب للحكم ، وحقيقة حكام اغلب ان لم يكن بعض الدول الاسلامية دستورهم هو كتاب الامراء في ادارتهم للبلدان التي يتسلطون عليها

يرى غوستاف ان روح السياسة هو تشريع القوانين لادارة البلد وهنا يتبين التخبط الذي كانت عليه اوربا وتحديدا فرنسا ام العلمانية فقد اشارغوستاف الى كثير من السلبيات في اسلوب التشريع .

هنا يتبين للقارئ اللبيب الى اي مدى عظمة وحنكة الاسلام في اسلوب التشريع ، ففي فرنسا المشرع هو من يتسلط على رقاب الناس وليس لخبرة او كفاءة لديه وعندما يتسلط تكون قوانينه من صلب العادات والاعراف التي هي عليها فرنسا فلا يات بجديد بل يقوم بتقنين عاداتهم ومنها مثلا تقنين عمل المومس والى يومنا هذا عندما تفشى زواج المثل شرعوا قانون له

خلال فترة حكم نابليون الذي اصبح مشرع للقوانين وهو قائد عسكري بسبب قتل الملايين فان قوانينه التي شرعها هي من صلب الواقع المفروض على الشارع الفرنسي بغض النظر عن سلبياته او ايجابياته وهذا التشريع تحت ذريعة حرية الفرد التي ادت الى جرائم ومظاهرات وفساد خلفت مجتمع همجي اسمه الشعب الفرنسي وكلما تغيرت العادات تغيرت القوانين وعلى هذا المبدا يريدون للتشريع الاسلامي ان يتغير وفق متطلبات العصر دون النظر الى الثوابت

الشارع الاسلامي يدقق في التشريع ولان الاسلام لديه القران والسنة النبوية فانه يتبحر في علومهما لكي يصل الى قانون عادل لا يظلم احد دون الخضوع للعادات والتقاليد التي لها اثر سلبي اما التي لها اثر ايجابي فان الاسلام يدعمها وبقوة وهنا الاختلاف عن المشرع العلماني .واشار ايضا الى الحركات الاشتراكية ونقابات العمال والشورى والقضاء واثبت انها ادوات للهو وليس من ورائها طائل سوى كسب الوقت ، واما انكلترا فليس لها دستور وقانونها شفهي غير مكتوب في ذلك العصر حتى يسمح للحاكم التلاعب بمصير الشعب الانكليزي

ان مشرعي فرنسا في عصر غوستاف بداية القرن العشرين يراهم انهم لا يتورعون من تشريع الخرافة يقول في كتابه روح السياسة ص (55) جاء في كتب الاقاصيص ان ( سرخس) ساط البحر ( اي ضربه بالسوط) لانه تسبب في غرق سفينته ، وهذا التصرف لا يقبله العقل في عصرنا اي عصر غوستاف الا انه حقيقة عند مشرعي فرنسا ويمكن العمل به وتغيير ما يريدون في المجتمع الفرنسي وفق قوانين هم يشرعوها لاجل غاياتهم في الحكم ، هذا هو اسلوب القيادة في الدولة العلمانية

هنا اختلاف الخطاب الاسلامي عن بقية الايديولوجيات ، وهو من له حق التشريع ؟ وماهي مبادئ التشريع ؟ مهما يكن الجدل فيكفي ان قوانين الاسلام اغلبها قبل 1400 سنة الى اليوم عاملة وبعضها يلجا اليها الغرب خفية مع تغيير بعض العبارات الا ان روح التشريع هو بعينه .