9 أبريل، 2024 1:51 م
Search
Close this search box.

(غمان وثولان ) الاغلبية العراقية / الحلقة الرابعة / الرادود فاقد الموسوي وموكب العوجة الافتراضي !!

Facebook
Twitter
LinkedIn

نشأ مذهب التشيع بالتزامن مع نشأة الاسلام في الصدر الاول من التاريخ الاسلامي ؛ وبمرور الزمن استقطب هذا المذهب ؛ كرام القوم واشراف الناس واكابر الصحابة واغلب سكان العراق وبلاد فارس واليمن وغيرها ؛ لأنه اقترن بالنبي محمد والامام علي والزهراء والحسن والحسين وال البيت وبني هاشم واجلاء الصحابة … .

ومع الايام اتسعت رقعة التشيع ؛ وصار كهفا يؤوي اليه الاحرار والثوار والفقهاء والادباء والعلماء والشعراء … ؛ حتى قال الاديب المصري الكبير طه حسين مقولته المشهور فيهم : ( مازال الشعر رافضيا ) ؛ فالكثير من شعراء العرب والعراق من هذا النوع وكان اغلبهم من الشِّيعة وهم على طبقات :

الأُولى : طبقة الصَّحابيين : وأعاظم شعراء هذه الطبقة كلّهم من الشِّيعة ، أوَلهم النابغة الجعدي ، شهد مع الامام علي صفين ، وله فيها أراجيز مشهورة ، وعروة بن زيد الخيل ، وكان معه بصفين أيضاً و قال ابو الفرج الاصبهاني في الاغاني كان لزيد الخيلَ ابن يقال له عروة ، وكان فارساً شاعر ، شهد القادسية فحسن بلاؤه فيها ، وشهد مع علي بن أبي طالب صفين ، وعاش إلى إمارة معاوية ، فأراده على البراءة من علي ، فامتنع عليه وقال :

يُحاوِلُني معاويةُ بنُ حَربٍ * وَليسَ إلى الذي يَهوى سَبيلُ

على جَحدي أبا حسن عَليّا * وَحَظي مِنْ أبا حَسنٍ جَليلُ

، ولبيد بن ربيعة العامري – نصَّ جماعة على تشيِّعه – ، وأبو الطفيل عامر بن واثلة المشهور ، وابو الأسود الدؤلي ، وكعب بن زهير صاحب ( بانت سعاد ) ، وكثير من نظرائهم … .

الطبقة الثانية : المعاصرة لطبقة التابعين : كالفرزدق ، والكميت , وكثير عزَّة ، والسيِّد الحميري ، وقيس بن ذريح وأقرانهم … .

الطبقة الثالثة : من بعدهم من أهل القرن الثاني : كدعبل الخزاعي ، وأبي نؤاس ، وأبي تمّام ، والبحتري ، وديك الجن عبدالسلام … . ، والشيص ، والحسين بن الضحّاك ، وابن الرومي ، ومنصور النمري ، والأشجع الأسلمي ومحمَّد بن وهيب وصريع الغواني ؛ وبالجملة فجلّ شعراء الدولة العبّاسية في هذا القرن والَّذي بعده كانوا من الشِّيعة ، عدا مروان بن أبي حفصة وأولاده واخرين … .

وكذلك الطبقة الرابعة أهل القرن الرابع الهجري : مثل متنبي الغرب ابن هاني الأندلسي , وابن التعاويذي , والحسين بن الحجّاج صاحب المجون , والمهيار الديلمي , وأمير الشعراء الَّذي قيل فيه بُدى الشِعر بملِك وختِم بملِك وهو أبو فراس الحمداني … ؛ وكشاجم , والناشئ الصغير , والناشئ الكبير , وأبو بكر الخوارزمي , والبديع الهمداني, والطغرائي , وجعفر شمس الخلافة ، والسري الرفاء ، وعمارة اليمني ، والوداعي ، والخبز أرزي , والزاهي , وابن بسّام البغدادي , والسّبط ابن التعاويذي ، والسَّلامي ، والنامي , … وبالجملة : فأكثر شعراء كتاب ( يتيمة الثعالبي ) ـ وهو أربع مجلدات ـ من الشِّيعة ، حتى اشتهر وشاع من يقول : وهَلْ تَرى مِنْ أديبِ غيرَ شيعي … ؛ وإذا أرادوا أنْ يُبالغوا في رقة شعر الرجل وحسنه قَالوا يَتَرفَّض في شعره … .

وقد يُعدّ المتنبي وأبو العلاء أيضاً من الشِّيعة وربما تشهد بعض أشعارهم بذلك … ؛ هذا سوى شعراء الشِّيعة من قريش خاصة ، مثل : الفضل بن العباس ابن عتبة بن أبي لهب ، المُتَرجَم في الأغاني وغيره , وكأبي دهبل الجمحي , وهب بن ربيعة.

أو من العلويين خاصة : كالشريفين الرَّضي والمرتضى , والشريف أبي الحسن علي الحِمّاني بن الشريف الشّاعرِ محمَّد بن جعفر بن محمَّد الشَّريف بن زيد بن علي بن الحسين ؛ وكلّهم شعراء ؛ وكان الحِمّاني يقول : أنا شاعر وأبي شاعر وجدي شاعر… ؛ ومحمد بن صالح العلوي الَذي ترجمه في الأغاني وذكر له نفائس الشعر ، والشريف ابن الشجري … ؛ الى كثير من أمثالهم من شعراء الشيعة العلويين ؛ كما في كتاب ( نَسمة السحر فيمن تَشيَّع وشعر ) للشريف اليماني فسيجد نبذة صالحة منهم بل ومن شعراء الأمويين الشيعة كعبد الرحمن بن الحكم أخي مروان ابن الحكم ، وخالد بن سعيد بن العاص ، ومروان بن محمَد السروجي أموي شيعي هكذا ذكره الزمخشري في ربيع الأبرار… ؛ فالمتتبع لتاريخ الادب والشعر العربي في كل اشكاله وعصوره ؛ سوف يجد الكثير من ذلك وسوف يعلم ان ما يفتخر به العرب اليوم من تراث ادبي محفوظ في بطون كتب التاريخ والملاحم ؛ هو ما ابدع به الشعراء الذين كان جلهم من الشيعة … ؛ و هذا غيض من فيض مما ذكر في كتب التاريخ وما خفي كان اعظمَ .

وبما ان الشيعة نشؤا في ظروف سياسية قاهرة ؛ ونتيجة لمناوئتهم للحكام والحكومات التي كانوا يرونها ظالمة وغير شرعية ؛ واشتداد مشاعر الغضب والاستياء عندهم؛ عندما ذهبت الخلافة من الامام علي وبنيه وتحولت الى بني امية … ؛ اضحوا معارضة رسمية , ومنذ ذلك الوقت صار التشيع يعني رفض الحكام الظالمين والفاسدين ؛ واصبح الشيعة هم الذين يمثلون المعارضة والثورة ضد الظلم والفساد والطغيان على طول الزمن ؛ ما خلا استثناءات تاريخية مهمة ومعلومة تنفس فيها الشيعة الصعداء ومارسوا دورهم الحضاري والريادي في قيادة الامة … .

واستمرت هذه السيرة الثورية فقد عارض الشيعة الاحتلال العثماني للعراق بينما رحب به الاخرون … ؛ وقاوم الشيعة الاحتلال الانكليزي في الوقت الذي تعاون فيه الاخرون مع الانكليز ضد العراق والعراقيين الاصلاء ؛ وصدق الكاتب حسن العلوي عندما قال : (( أن السنة والشيعة عند تأسيس العراق الحديث ؛ رضخوا لقسمة , كان كل منهم فرحاً بنصيبه منها ، فالسنة أخذوا الوطن والشيعة أخذوا الوطنية ، ومن يأخذ الوطن يأخذ معه القانون والثروة والتعليم والجيش المدجج والسفارات والسيادة المطلقة ، ومن يأخذ الوطنية يأخذ أدواته المعهودة ، منشوراً سرياً ، وشعاراً على الجدران الخربة , وبندقية صدئة في الأهوار… )) (1)

وعندما حكم العثمانيون العراق زهاء أربعة قرون ؛ تعثر في غضونها تطوره الاجتماعي والاقتصادي إلى حد كبير ، فتخلف عن الركب بعد أن كان يتقدمه طيلة عصري التاريخ القديم والوسيط , وظواهر التخلف هذه كانت متجسدة في الريف كما في المدينة ، حتى انتشر المد البدوي الذي شمل اغلب مناطق العراق ؛ وسادت الامية والتخلف , وانشرت الامراض والمظالم ؛ بالإضافة الى مرض الطاعون وفتكه بالأهالي ؛ ناهيك عن اضطهاد وتهميش واقصاء وحرمان الشيعة في هذا العهد الاسود … ؛ واستمر هذا الوضع البائس طيلة العهد الملكي والجمهوري ؛ بل وصل الامر الى مرحلة التطهير العرقي والطائفي والمقابر الجماعية في عهد المجرم السفاح صدام ؛ مما نتج عنه تراجع مستويات الشيعة على مختلف الاصعدة ؛ والذي ترتب عليه بالتالي ظهور العديد من السلبيات والسلوكيات الهابطة بين اوساط الاغلبية العراقية ؛ ومنها ؛ اعتلاء منبر الشعر الشعبي والحسيني من قبل بعض الجهلة وانصاف المتعلمين والمثقفين , وشيوع التصرفات السطحية والمسرحيات المشبوهة والسلوكيات المرضية والصاقها زورا , وجهلا , وعمدا – لهدف مشبوه مبيت – بالشعائر والطقوس الحسينية .

و يُعتبر موضوع الشعائر الدّينيّة عموماً ، والشعائر الحسينيّة خصوصاً، من المواضيع المهمَّة ذات الصلة بالمضمون الفكريّ والعقائديّ الذي تعكسه مراسم إحيائها … ؛ فلهذا الموضوع أبعاده المختلفة، سواء العقائديّة أو السياسيّة، أو التاريخيّة أو الاجتماعيّة، أو الفقهيّة أو التربويّة، أو غير ذلك … ؛ كما صرح بذلك كبار رجال الدين الشيعة .

ونكاد نجزم بأنّ اغلب ان لم نقل الأديان والمذاهب والاحزاب والجماعات … الخ ، بل كلّ الحركات والتيّارات الفكريّة عبر التاريخ وإلى عصرنا الحاضر، كان لديها أشكال مختلفة من الطقوس والعبادات أو العادات ،او السلوكيات او المهرجانات او الشعارات … الخ ؛ تعبّر من خلالها عن متبنياتها الفكريّة أو العقائديّة أو السياسية او غيرها، وتحاول إيصالها من خلال ذلك بأساليب وأشكال متعدّدة… ؛ فالشعيرة الدّينيّة تحتوي على ركنين : ركن النشر والإعلام، وركن الإعلاء والاعتزاز وحفظ الهويّة الدّينيّة وفقا لآراء رجال الدين الشيعة .

وعليه لا يصحّ الاستهانة بهذه الرموز والشعارات الإسلاميّة او تشويه معالمها الحقيقية او تزييف اهدافها المعروفة ، فإنّ لها دوراً كبيراً في تحديد الهويّة الحضاريّة للأمّة العراقية ولاسيما الاغلبية الاصيلة ، و لأنّ هذه الرموز والشعائر الدّينيّة سواء شعائر الحجّ أو الشعائر الحسينيّة أو غيرهما ؛ تعد بقاء للمعالم التاريخيّة والحضاريّة للمسلمين والعراقيين ؛ كما ذهب الى ذلك بعض المحققين … ؛ وتختلف الشعائر الحسينيّة في طرق إحيائها من حيث الشكل والصورة حسب طبيعة هذا المجتمع او ذاك ، الا ان جلها ممّا تعارف على إحيائها وإقامتها المحبّون والموالون من اتباع ال البيت والعراقيين الاصلاء ، وتوارثوها من قديم الأزمان ، في مختلف الأماكن والبلدان ، وبمرأى ومسمع من رجال الدين -( العلماء والفقهاء) -والمحبّين والأعداء … ؛ إلّا أنّه وللأسف فقد دخل في بعض أشكال الإحياء ما يسيء إلى الشعائر الحسينيّة وقداستها وقيمتها ، ويضرّ بأهدافها ودورها ، ويؤدّي إلى نقض الغرض من توظيفها في خدمة الدّين واهداف الحركة الحسينيّة ، ممّا دعا رجال الدين الأعلام ولاسيما المحققين منهم ؛ على مرّ العصور إلى الدعوة لتنزيهها عمّا يمكن أن يشينها ويضرّ بهدفيّتها … ؛ وسأنقل لكم هنا بعضاً ممّا جاء في كلام للشيخ محمّد حسين آل كاشف الغطاء يوصي به أصحاب المواكب وأهل إقامة العزاء والشعائر الحسينيّة : (( ووصيّتي ونصيحتي ورغبتي وطلبي من كافّة إخواننا المؤمنين، أمران مهمّان :

الأوّل: تنزيه المواكب الحسينيّة الشريفة من كلّ ما يشينها ويدنّسها ويخرج بها عن عنوان مظاهر الحزن والفجيعة، إذ ليس الغرض من تكرار فاجعة الطفّ كلّ سنة بل كلّ يوم ؛ اللهو واللعب بقصّة من الأقاصيص وعجيبة من الأعاجيب، بل في ذلك من الحكم السامية والأسرار المقدّسة ما يقصر عنه اللسان ويضيق به البيان، فاللازم تطهير تلك المواكب الشريفة عن كلّ ما يمسّ شرفها وكرامتها حتّى يترتّب عليها آثارها المشروعة وغاياتها الشريفة، التي من أجلها وفي سبيلها بذل الحسين، أرواحنا فداه، نفسه وأفلاذ قلبه وأعزّ أهل بيته وأصحابه، حتّى جرى عليه من زوابع الفجايع ما لم يجر على بشر ولا نحسبه يجري على أحد من بعده.

الأمر الثاني : ولعلّه أهمّ من الأوّل ، ألا وهو رفض هذه الخلافات والمشاجرات التي لا تعود إلّا بالضرر المبيد والضعف المهلك علينا معشَر المؤمنين، إنّما اللازم المحتّم علينا (لا) سيّما في مثل هذه الأعصار أن نكون يداً واحدة أمام العدوّ الذي لا يزال يجدّ ويدأب في هدم بيوتٍ أذن الله أن تُرفع …)) ولعل اغلب رجال الدين الشيعة الثقات عملوا على أن لا يكون في هذه الشعائر ما يسبّب وهناً أو ضعفاً لمذهب التشيع ، ولا يعكس صورة سلبيّة أو موهونة لمذهب اتباع أهل البيت او يسيء الى سمعة الشيعة العالمية والاسلامية ؛ وحثوا الخطباء ( الروزخونية) والشعراء و ( الرواديد ) على الالتزام بهذه التوصيات ؛ الا ان البعض من رجال الدين المخرفين والمغالين والمرتبطين بالأجندات والمخابرات الاجنبية المشبوهة عملوا خلاف ذلك , وعارضوا العقل والنقل ؛ امعانا في تفريق الصف الشيعي وخلق الفتن والبلابل الداخلية وتنفيذا للأوامر الخارجية لإلهاء المسلمين الشيعة والعراقيين الاصلاء عن قضاياهم المصيرية . (2)

وقضية عاشوراء و كربلاء الحسين مستهدفة ومنذ القدم ؛ لما لها من مكانة واهمية تعبوية في نفوس الشيعة والعراقيين الاصلاء , فهي مستهدفة من فئات شتى ، ولأهداف منكوسة متنوّعة ؛ فالأعداء يعملون على اثارة الاجواء المسمومة حولها , وتشتيت زوارها , وتفريق حجاجها , وتشويه معالمها , والاساءة الى طقوسها من خلال الدس فيها والتخريب الداخلي عن طريق بعض رجال الدين المرتزقة والدجالين والشعراء والخطباء و(الرواديد ) وغيرهم … .

ولقد اساء بعض الشعراء وكذلك ( الرواديد ) الى القضية الحسينية ؛ وشرق الشعراء وغربوا في اضافة امور ما انزل الله بها من سلطان ؛ بحجة لسان الحال ؛ فقد نصب هؤلاء الجهلة انفسهم ناطقين عن ال البيت وابطال كربلاء ونسبوا لهم كلمات وحالات ؛ قد لا تمت للواقع والحقيقة بصلة ؛ وتناسى هؤلاء قول الامام علي : (( مَن تجرَّأ لك تجرَّأ عليك )) فهذه الشرذمة من الشعراء و(الرواديد ) بأقوالهم واشعارهم وقصائدهم ؛ جانبوا الحق وتحروا الكذب وابتعدوا عن الصواب واقتربوا من الباطل … ؛ تحت ذريعة الانشاد والقول ب لسان حال ال البيت وشهداء كربلاء ؛ وانما مثل هؤلاء كمثل ذلك الشخص الجاهل المغالي المشبوه الذي جاء الى الامام علي وقد أفرط في الثناء عليه ، وكان له مُتَّهماً : أَنَا دُونَ مَا تَقُولُ ، وَفَوْقَ مَا فِي نَفْسِكَ … . (3)

وهذه الظاهرة قديمة جدا ؛ وبسبب هذه الظاهرة السلبية صدرت هذه الروايات او انتشرت بين اوساط الامة ؛ فقد جاء عن النبي محمد انه قال : ((إني اريت في منامي كان بني الحكم بن أبي العاص ينزون على منبري كما تنزو القردة …)) (4), وجاء عنه ايضا انه قال في حجة الوداع : ((دْ كَثُرَتْ عَلَيَّ اَلْكَذَّابَةُ وَ سَتَكْثُرُ فَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ اَلنَّارِ فَإِذَا أَتَاكُمُ اَلْحَدِيثُ فَاعْرِضُوهُ عَلَى كِتَابِ اَللَّهِ وَ سُنَّتِي فَمَا وَافَقَ كِتَابَ اَللَّهِ وَ سُنَّتِي فَخُذُوا بِهِ وَ مَا خَالَفَ كِتَابَ اَللَّهِ وَ سُنَّتِي فَلاَ تَأْخُذُوا بِهِ اَلْخَبَرَ )) (5) .

دارت الايام ورأينا مضمون هذه الروايات بأم العين ؛ فقد اعتلى المنابر الدينية والمجالس الحسينية اراذل القوم , وجهلة الناس , وكذبة البشر, وانصاف المتدينين , والمنافقين ,والمرائين , والدجالين ؛ ولعل نظرة خاطفة في ما تنشره وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الاعلامية عن هؤلاء تؤكد لكم ما ذهبنا اليه انفا .

علما ان ضرر هؤلاء على المنظومة الدينية اشد من ضرر الاعداء المؤدلجين بألف مرة ؛ لان هؤلاء يهدمون المنظومة من الداخل وينخرون جسدها ببطء شيئا فشيء ؛ فالناس تتجنب المنبر ان كان الخطيب او( الرادود ) جاهلا متخلفا هشا ضعيفا مرتزقا جشعا طماعا … ؛ سيء الطباع والاخلاق والتصرفات …؛ وهنا تضيع وتنسلخ تماما مهمة المنبر كما هو المفروض والمدعى ، فما فائدة منبراً بلا تأثير، ومن ثم ما فائدة خطيب يذهب كلامه أدراج الرياح ؟! .

وبعد سقوط الصنم الطائفي عام 2003 , والانفتاح على العالم والاجواء الديمقراطية وحرية الرأي التي عاشها العراقيون ؛ ظهرت في المجتمع سلوكيات مشبوهة وتصرفات هابطة ؛ ومن هذه الظواهر السلبية : ظاهرة الاساءة للشعائر الحسينية والمنبر الحسيني ؛ واحد هذه النماذج ( النمايم ) التي اسأت الى المنبر المدعو جبار صبار محمد , والمولود في محافظة ذي قار – سوق الشيوخ – عام 1988 ؛ والذي انخرط في صفوف المنشدين الدينيين و( الرواديد ) الحسينيين عام 2005 , ثم غير اسمه الى : ( سيد فاقد الموسوي ) ولا اعلم ما الذي فقده , الهوية الشيعية ام الروح العراقية ام الوطنية ام الشرف …؟! .

وقد تعرض الى انتقادات عديدة و واسعة من قبل مختلف الاوساط العراقية ؛ وبالأخص الاوساط الدينية الشيعية وغيرها , اذ عُرف بأطوار اشبه بالغنائية بل هي كذلك , وهي غير مطروقة في الساحة العراقية ؛ واثارت الجدل حولها واعترض عليها الكثيرون … ، لان ( لطمياته ) اشبه بالأغاني , وقد اخترع ايقونة : ( سين سين سين ) ويقصد بهذه اللفظة اسم الامام الحسين ؛ علما ان الشيعة كانوا يسخرون من اهل السنة ؛ لانهم عندما يذكرون اسم النبي محمد يصلون عليه بطريقة سريعة جدا بحيث لا يستطيع السامع تمييز الكلمات لذلك اطلق عليه الشيعة جماعة ( صلعم ) ؛ لانهم اختصروا عبارة : صلى الله عليه واله وسلم ؛ ب ( صلعم ) و بعد هذه العقود الطويلة من الزمن ؛ يأتي المدعو فاقد ليقلد اهل السنة ويختصر اسم الامام الحسين ل : ( سين سين ) ولعله فيما بعد يختصر اسم الامام علي ب : ( عي عي عي ..!! ) … ؛ ناهيك عن اساءاته المتعددة بحق الثوابت والرموز الدينية ؛ فقد تطاول على الذات الالهية في احدى قصائده و ( لطمياته ) ؛ مما دفع اهالي السماوة الى تقديم شكوى ضده وتم اعتقاله من قبل شرطة محافظة السماوة … ؛ وعلى الرغم من ذلك , استمر في نهجه المنكوس في التعاطي مع الشعائر الحسينية ؛ مما دفع بعض العراقيين الى اختطافه في محافظة البصرة ؛ اذ قام هؤلاء بضربه وتعنيفه واخلوا سبيله بعد ساعات من اختطافه ؛ ولعلهم ارادوا بذلك تأديبه ونهيه عن الخوض بالباطل فيما يخص الشعائر الحسينية … ؛ بل اتهمه البعض بانه مرتبط بإحدى الحركات الدينية – غير العراقية – والمرتبطة بالمخابرات البريطانية لتنفيذ اجندات منكوسة في العراق .

ومن قصائده ( مو حالفين نضل سوه ) وهذه كلماتها :

مو حالفين انضل سوه . شو بطلت چنـك !

هوه انته منك ينشبع ؟ . حته آنه امل منك

عاشگتك الناس الغرب . مو حگي اعشگنـك

مو حگي اعشگنـك ….

وكثرت الانتقادات حول هذه القصيدة ؛ لأنها اغنية للمطرب نور الزين بل وغناها غيره , وهذه كلماتها :

مو حالفين نضل سوه شو بطلت چنك

هو انت منك ينشبع! حتى اني امل منك

ذكرني بأيام الصغر! من چنت اناديك ؟

وچنت من الهوا تغار حا چيني واحچيلي الصدگ

… الخ ؛ وادعى كلا منهما انه صاحب القصيدة , وتنازع الاثنان على براءة الاختراع , وشر البلية ما يضحك , وقد استشاط بعض الشيعة غضبا على هذه القصيدة التي تجسد علاقة فاقد بالأمام وكأنها علاقة غزلية او بين شخص وشبيهه ؛ لا بين امام مفترض الطاعة ومقدس – كما يؤمن ويعتقد – وبين شخص عادي كفاقد … , وقد ابتدع فاقد الكثير من السلوكيات الهابطة والتي تتعارض مع الموروث الديني الشيعي الحسيني .

واخر موبقات ومهازل المدعو فاقد هذه القصيدة المنكوسة و( اللطمية ) التافهة ؛ الا وهي قصيدة النار ؛ وجاءت أبيات القصيدة المثيرة، كالآتي :

شفت موكب بي ثجيلة الروجة *** ناس ملتمة وسألت عروجة

كال خدامك ترى من العوجة *** وشِركة ويانة ترى الفلوجة

عجَل يابة تغدة *** اخو روحي شيردة

فرشنة سفرة وحدة آني وياه”.

وقد فتحت هذه القصيدة المنكوسة باب الانتقادات على مُلقيها فاقد الموسوي، وسرعان ما انتشر هاشتاغ عبر تويتر حمل عنوان : “فاقد الصِّدق”، ردَّ فيه مدونون على أبيات هذه القصيدة … ؛ اذ وصفت بأنها لا تمت للحقيقة بصلة , وكتب حساب باسم عزيز الغراوي، على منصة “X” (تويتر سابقاً)، ما نصّه: “فاقد تره إمامنا الحسين “ع” عزيز وغالي عد شيعته فماكو داعي تستجدي التعاطف مع مجالسه ممن قتل أبناء الحسين في سبايكر هذا الانبطاح بطلوه وشوفلك شاعر يكتبلك مثل الشعراء الي يكتبون للرادود محمد باقر الخاقاني واذكرك هاي كلمة عجل يابه عدنه تاريخ اسود وياها فلا تبيض صفحاتهم”.

فيما كتب “ليث الحمراني”، التالي: “يا سيد فاقد الموسوي اهل الفلوجة والعوجة لو وقعت بيدهم لمزقوك وهم اصلا لا يعرفون بأي مكان مدفون الإمام الحسين عليه السلام”.

وعرجَ مدونون آخرون، إلى تذكير الرادود فاقد الموسوي بقيام أهالي مناطق غربية من العوجة والفلوجة وغيرها بعمل بث مباشر وبصورة متكررة على مواقع التواصل الاجتماعي لبث الحفلات الغنائية والسهرات الليلية وبشكل متعمد خلال أيام شهر محرم الحرام، وزادت حدة هذه البثوث ليلة العاشر من هذا الشهر.

وقال حيدر قاسم على منصة “X”، “عيني ملا فاقد البصيرة اهل العوجة و الفلوجة من واحد محرم لليوم دگ چوبي و حفلات و رگص و أعراس، تجي تمدحهم و تسوي لهم لطمية شنو معناها ! هسه لو ذاكر منطقة غير العوجة و الفلوجة بيها باب و جواب بس مو هذه المناطق الراحت بيها نص شبابنا!”.

فيما نشر “علي الولائي” صورة للشهيد “مصطفى العذاري” عندما كان تنظيم داعش الإرهابي يجوب به في شوارع الفلوجة وسط ترحيب الأهالي… ؛ وكتب علي الولائي ساخراً بتعليق أرفقه مع الصورة: “صورة لموكب اهالي الفلوجة وهو يستقبل الزوار”.

لا يستحي فاقد وامثاله من تحويل المنبر الحسيني الى منصة للخطابات والمزايدات السياسية القذرة , والقصائد المنكوسة والتي تهدف الى تزييف الحقائق وقلب الوقائع , واظهار الصالح طالحا والطالح صالحا , والقاتل مقتولا والمقتول قاتلا , والخير شريرا والشرير خيرا , والظالم مظلوما والمظلوم ظالما , والناصبي مواليا والموالي ناصبيا … الخ .

فها هو يكذب علينا جهارا نهارا ويدعي وجود موكب اكبر من موكب بني عامر ؛ يسمى ب موكب العوجة ؛ ولا اعلم اين يقع هذا الموكب الافتراضي ومتى تأسس ومن هم خدامه …؟!

ولماذا اختار العوجة بالذات دون عن باقي مدن الطائفة السنية الكريمة ..؟!

الانها مقر الشيطان , و وكر الجلادين , ومسقط راس العملاء المجرمين , ومنبع القتلة الارهابيين و السفلة الذباحين , والارض الخبيثة والقرية الملعونة على السنة العراقيين … الخ ؛ ام لكون ابناءها هم من ضربوا قبة الامام الحسين والعباس , وهتكوا حرمة المقدسات ودمروا البيوت والقرى والمدن والارياف , واباحوها للمرتزقة الاوغاد , وارتكبوا المجازر الجماعية وعمليات التطهير العرقي والطائفي … ؛ ام لكونهم من شارك بقتل الالاف من ابناء واتباع الامام الحسين في مجزرة العصر ( سبايكر ) …؟!

نعم صدقت وانت الكذوب تأسس موكب عبيد الله بن زياد بتاريخ 2014 في العوجة , وتم ذبح الالاف من الغنم في قصور صدام بن صبحة وبإشراف العلوية العاهرة رغد , و تم توزيع اللحوم على الاسماك في نهر دجلة ( بثواب خليفة المسلمين صدام رضوان الله عليه كما يعبر بذلك اخوتنا النواصب من ابناء الفئة الهجينة ) , وكان من خدمة الموكب البو ناصر والبو عجيل وابناء سبعاوي ومن لف لفهم من سقط المتاع ورعيان العوجة … .

ولا أدري لماذا انشد هذه القصيدة المنكوسة في هذا الوقت , لأنه خائف من عودة هؤلاء المجرمين ام لسبب اخر لا يعلمه الا الله والعملاء الخونة ؟

وصدق الامام علي عندما قال : ((لا ترى الجاهِل إلا مُفرِطاً أو مُفرّطا )) ؛ اذ ان هذا المدعو فاقد كانت له قصائد مشبوهة تتضمن سب الصحابة ؛ لإثارة النعرات الطائفية وتشجيع الاخرين على الهجوم على الشيعة في كافة اصقاع المعمورة ؛ مثل قصيدة : “لعن الله عمر” , وقصيدة أخرى : “الله يلعن أبو حفصة وعائشة وآل … )) ؛ وقصيدة يلعن فيها أصحاب السقيفة خالدا وأبا بكر , ” وثالثة : “ابن الزنا عمر” ؛ وغيرها من القصائد التي لم يتفوه بها شعراء الشيعة الكبار طوال تاريخهم النضالي السامي والنبيل ؛ فهذا الجاهل يتحول بقدرة قادر من سباب للصحابة الى مداح للعوجة و ابناءها ؛ اذ اثنى على موكبهم الافتراضي والكائن في كوكب المريخ وشكرهم على خدمتهم الحسينية اليزيدية المتميزة …!!

وعلى الرغم من تملق هذا الدوني لأبناء الفئة الهجينة ؛ جاء الرد من بعضهم قاسيا كالعادة , واليكم بعض الردود :

فقد علق احدهم قائلا : (( هذا الشخص طائفي نمبر 1 ما نتشرف يجيب اسم العوجة والفلوجة على السانه )) وامام التعليق وضع رسم سكين ؛ ولا اعلم اهو دلالة على الذبح ام قطع اللسان .

وعلقت احدى عاهرات العوجة قائلة : (( بنت العوجة وما نسوي مواكب ههههه )

وعلق اخر قائلا : (( باعو صح احنا ما عدنا محرم لان منحب نضحك ع نفسنه بحجه الحسين نروح نديح ونتواعد وناس تطعن شرف ناس والله كاعد تضحكون ع نفسكم ))

بهذه الطريقة الخسيسة يتم تزوير التاريخ ؛ فالذي يأتي بعد 100 عام ويسمع قصيدة المدعو فاقد واشباهه من الدونية المرتزقة ؛ يصدق بكون ابناء العوجة من السادة الهاشمية ومن خدمة القضية الحسينية , وان الذين ذبحوا وقتلوا الشباب في سبايكر هم اهل الناصرية والعمارة …!! .

…………………………………………………………………..

1- ما زال الشعر رافضيا / الاشرفي / بتصرف .

2- الشعائر الحسينيّة، إعداد السيّد محمود الغريفي، نقلاً عن مقالة للشيخ محمّد مهدي الآصفي بعنوان: الشعائر الحسينيّة ودورها الفاعل في تاريخ الأمّة، ص 111- 112/ بتصرف .

3- رواه البلاذري (ت 279) في أنساب الأشراف: 188 .

4- الحاكم النيسابوري – المستدرك على الصحيحين / كتاب الفتن والملاحم – إذا بلغت بنو أمية أربعين اتخذوا عباد الله خولا / الجزء : ( 4 ) – رقم الصفحة : ( 480 ) .

5- بحار الأنوار ج۲ ص225 .

 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب