10 أبريل، 2024 10:05 م
Search
Close this search box.

غلطة زيلينسكي المفيدة .!

Facebook
Twitter
LinkedIn

منذ اسابيعٍ قلائلٍ خلت وما انفكّت , والرأي العام العالمي وكلتا القيادتين السياسية والعسكرية الروسيّة في حالة استنفار في انتظار الشروع المرتقب للهجوم الأوكراني الكاسح ضدّ القوات الروسيّة , والذي روّجَ له الأوكرانيون على صعيد وكالات الأنباء العالمية والشبكات والمحطات الإعلامية الأخرى , على انّه او كأنّه سيقلب الأوضاع العسكرية رأساً على عقب ويحقق النصر والظفر المنتظر , وقد مهّدت رئاسة الأركان الأوكرانية بضرباتٍ خاصّة بالمسيّرات والصواريخ على جزيرة القرم تحديداً , ممّا رفع حدّة القلق لدى الجيش الروسي , وبالفعل فقد بدا أنّ العدّ العكسي او التنازلي للهجوم قد بدأ , ممّا اربكَ العلاقة بين مجموعة ” فاغنر ” ووزارة الدفاع الروسية حول متطلباتٍ اوسع من الذخائر والأسلحة لمواجهة المعركة وسيّما في ” باخموت ” الأوكرانية .

وَسْطَ هذه الأجواء العسكرية المتلبّدة بالقلق والإستنفار النفسي وتكامل الأستحضارات والأستعدادات للمعركة , فجأةً ومن دون اسبابٍ ومسبباتٍ ظاهرة او موجبة , يعلن السيد زيلينسكي عن تأجيل الهجوم .!

جاء تصريحه هذا في احدث مقابلة معه بثّتها شبكة BBC البريطانية , إذ ذكرَ أن بمقدور القوات الأوكرانية التقدم بنجاح , لكننا سنخسر الكثير من الناس والمعدات وهذا غير مقبول ” على حدّ تعبيره ” واننا بحاجة الى مزيدٍ من الإنتظار والوقت .!

غلطة الرئيس الأوكراني هذه والتي لم تسبقها سابقة في تأريخ المعارك الكبرى والحروب , هي لماذا كشفَ عن هذا التأجيل بدلاً من ممارسة حرب الأعصاب مع موسكو , والمناورة في التصريحات العسكرية وبعض الضربات الصاروخية غير المتوقعة لحرف انظار الروس عن محور الهجوم .!

وكشف النوايا او ” النيّات ” غير واردٍ لا في السياسة ولا في الحرب .!

أمّا الفائدة المستخلصة من اعلان تأجيل الهجوم والى اجلٍ ربما غير مسمّى , فإنّه اولاً اثلج صدور القوات الروسية سيّما في الخطوط الأمامية للجبهة , وجعلها تتنفّس الصعداء , وربما تحظى بإجازة وقتيّة وتخفيض درجة الأنذار القصوى . ثمّ انّ زيلينسكي فقد مصداقية تصريحاته أمام قادة الجيش الأوكراني وعموم الشعب الأوكراني , بجانب ما يتيحه ذلك من رفع الروح المعنوية للروس ويجعلهم في موقعٍ اقوى .

الى ذلك فمن غير المستبعد أنّ ما وراء هذا الموقف الأوكراني المستجد , هو لتسهيل آليّة الوساطة الصينية للمفاوضات المرتقبة بين كييف وموسكو , وفقَ ما اعلنه هنري كيسنجر مؤخراً على وجوب انتهاء هذه الحرب قبل نهاية هذا العام .!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب