23 ديسمبر، 2024 12:35 ص

غفوة النقابات وكثرة الوفيات

غفوة النقابات وكثرة الوفيات

لطلما سعت الدول المتحضرة بالاهتمام بطبقة المثقفين وفي مقدمتهم الكتاب والإعلاميين والفنانين ووفرت لهم كل الإمكانيات وخاصة المادية والصحية ولكن لللاسف الشديد نقولها وبحرقة  شديده ان مايحصل في بلادنا هو عكس ذلك ، من اهمال ونسيان ومتاجرة من النقابات  باسم تلك الفئات المحرومة من ابسط سبل العيش وهي تسعى الى بذل جهود كبيرة بشتى المجالات الفكرية والثقافية والفنية وحين بدء خطر تنظيم داعش الإرهابي يداهم البلاد اول من سعوا الى الوقفة الوطنية من خلال بث اناشيد الوحده الوطنية وفضح الجرائم النكراء بحق الابرياء والبلاد فضلا عن العمل على الاعتدال ونشر لثقافة المحبة والمعنى الحقيقي للتعايش الوطني.

 وراح الإعلاميين والصحفيين يسخروا الاقلام والافلام والصحف والمجلات والإذاعات في تطمين المواطن وتكذيب ادعات الإرهابيين باجتياح البلاد وبغداد خاصة ، واخذ الوضع يهدء وتسير الحياة طبيعية حتى صال وثار الحشد الشعبي والقوات الامنية في تحرير معظم مناطق البلاد من رس الدواعش الاوغاد يساندهم الاعلام والصحافة واهل الفن والفكر وهناك زملاء ضحوا بأنفسهم وهم يتقدمون بسوح القتال ، وقد ساهم كثير من القنوات الفضائية بمتابعة دءوبة لكل المهرجانات والفعاليات التي تدعم وتساند القوات الأمنية والحشد الشعبي .

وتبقى تلك الفئات تناضل وتعمل من اجل الوطن ولكن لماذا هذا الاهمال والتجاهل تجاه معاناتهم وهم يهتمون بمتابعة هموم وشؤون الناس ويوصلون الرسائل الى المسؤول وتأخذ الحقوق وتسهيل المهام لعموم الناس باستثناء امورهم وشؤونهم فهي متوقفة ومنتهكة، وتبقى مشكلة حقوقهم وعقودهم مع  مدراء القنوات الفضائية واصحاب الصحف ومنهم من يعاني  التوقف  بسبب الافلاس وعدم  عمل الحكومة على  المساواة في الإعلان ، و توزيع الإعلانات الحكومية وفق محاباة لصحف موالية للحكومة .

ان تلك العوامل  التي اعتبرت مهددا رئيسيا لاستمرارهم في العمل ، لكنهم يرون أن تضييق الحريات الصحفية من شأنه أن يتسبب في تدهور اصدار الصحف بالبلاد وخاصة اجراءات محكمة قضايا النشر والاعلام .

 واخر اخبارهم هي توقف مشاريع ونتاجات الفنانين التي كانت تدعم من قبل وزارة الثقافة والغاء منحة الوزارة المالية ، وتوقف إعلانات وتمويل الصحف المستقلة إهمال الواقع الصحي والمعاشي لكثير من المرضى وكبار السن ، ملاحقة محكمة قضايا النشر والاعلام للصحفيين وما ينشرون من تحقيقات ومقالات تفضح بعض السياسيين  ومكافحة الفساد ، ومازالت الحكومة  تدعم النقابات والجمعيات والمنظمات ولكن لا ينعكس هذا الدعم على تلك الشريحة هذه المسميات أصبحت كالتجارة العامه التي يمتلكها اشخاص البعض منها اصبح دكاكين يتكتلون ويتحزبون ولا علاقة لهم بالأعضاء وتقديم الخدمة لهم همهم الاول املاء جيوبهم وتوزيع سفرياتهم ومقابلة المسؤولين لغرض مسح الاكتاف وتقديم الطلبات الخاصة والتقاط الصور التذكارية مقابل نسيان احتياجات الاعضاء  وطرح همومهم مثل ماقيل في البرنامج الانتخابي وأصبحت ارتباط النقابات بالحكومة (ماركة تجارية) مسجلة التي تنبني على الطموحات الاقتصادية وتكوين الثروات .

ونرى أن المؤسسات النقابية العراقية ما زالت تعاني عقدة الرجل الواحد ، الذي يمسخ الاهداف ولا يعمل بنكرن ذات ، وكل همه هو سرقة ثروات النقابة ومصادرة الحريات لبقية الأعضاء  . 

ان المشكلة الكبرى المستعصية هي في المؤسسة التشريعية لا تتطبق القوانين التي تشرعها ، وابسط قانون وهو قانون حماية الصحفيين الذي اصبح حبرا على ورق بامتياز وتحيط به عاصفة ترابية ولا وجود له واليوم سرحت العديد من المؤسسات الصحفية افواج من الصحفيين والاعلاميين  بحجة عدم وجود موارد مالية ، بينما كانوا يشفطون الاموال الضخمة طيلة اكثر من عشرة سنوات وبنوا قصور واستحوذوا على عقارات وارصده مالية ضخمه ، ولا يعطوا للعاملين زياده ولو قرش واحد والبعض  المؤسسات اعتبرت مثل الدكاكين  عائلية بامتياز ولم تقف وزارة المالية والعمل والثقافة ولجنة الثقافة والاعلام البرلمانية بتنظيم عملهم وتوزيع الإيرادات بشكل عادل بين العاملين وضمان حقوقهم وامتيازاتهم كما نص في  القانون و الدستور.

 ونرى ان حتى بقية الوزارات والهيئات الحكومية قد وفرت الى موظفيها الضمان الصحي وبقية الامتيازات،وتلعب الرئاسات الثلاث بالأموال( شاطي باطي )  وترسل أعضائها للعلاج خارج البلاد وبذخ في الاموال والايفادات الاخرى، مقابل اهمال واقصاء للاسرة الصحفية واهل الفن والاعلام .

ان  الحكومة والدولة  سائرون  على نهج وتفكير الإمبراطورية العثمانية المجرمه حين أعدمت كبار مفكرين ومثقفين الأرمن حتى لا يكتبوا ويؤرخوا ويتم ارشفة   هذه الحقبة المظلمة ، مازال الفنان والرياضي والصحفي مهمل ويعاني الحرمان  وحين يمرض  يرمى في مدينة الطب ثم يموت ويشيع في اتحاد الادباء او المسرح الوطني ونقابة الصحفيين ويحضر زملائه  فقط  للتشيع الى مثواه الاخير ولا نعلم الى متى يبقى هذا المشهد يستمر والعراق بلد نفطي والنقيب … .