22 نوفمبر، 2024 11:47 م
Search
Close this search box.

غفلة الاستخبارات البريطانية من ثورة 14 تموز!

غفلة الاستخبارات البريطانية من ثورة 14 تموز!

 هل هناك ثورة تُحقق بعيدا عن عيون المخابرات؟ هذ السؤال ربما  لايقبل البعض طرحه، لأنه سؤال في سياقه يدل على ان كل الثورات لها صلة  مع المخابرات، و هذا تشكيك لثورات الشعوب و اهدافها،  لذلك عندما نسأل السؤال كننا نقول ان الثورات ليست من صناعة الشعوب المستبدة و المظلومة و انما اجهزة المخابرات الدولة او الاقليمية تقف ورائها، و تستغل مجراها بنجاحها أم فشلها، و كلامنا هذا يعتبر تقليلا من شأن الثورة و كفاح المظلومين، لذلك يقبلون الناس الذين ضحوا بحياتهم من اجل تحقيق اهداف الثورة.
    لو طرحنا السؤال بصيغة اخرى، ربما الكل يتفقون معي، و سؤالي هو: هل الثورات تُسرَق و تنحرف عن اهدافها؟ بكل التأكيد نقول: نعم كثيرا ما رأينا ان الثورات و  الانتفاضات سرقت من اصحابها، وانحرفت عن اهدافها، انا اعتقد ان مخابرات الدول الكبرى لاتقف بعيدة عن الثورات، سواء دافع عنها، أو وقف ضدها، وحتى ان سكتت عليها فأنها تجد مصالحا في سكوتها، و لذلك نجد ان ظاهرة الفوضى و المستقبل المجهول، عودة الاستبداد بثوب جديد. تكون من مكاسب الثورات، و اجمل ما قرأته عن سرقة الثورات، هو ما وصفه بدر شاكر السياب في (انشودة المطر) و هو يقول” مطر …مطر ..مطر …وفي العراق جوعْ وينثر الغلالَ فيه موسم الحصادْ لتشبع الغربان والجراد” المطر عند السياب هو رمز الامل او الثورة او الربيع ولكن الحصاد لمن؟.
 ثمة نماذج لا حصرلها، لتدخل المخابرات العالمية في الثورات، ولكن نحن نأتي بمثال في العراق، و ذلك في ثورة 14 تموز و  نحن نقترب في ذكرى ثورة14 تموز، التى تعتبر من اهم الاحداث في تاريخ العراق المعاصر، و لأهميتها التاريخية، كل السنة نجد بحوثا و دراسات بصدد هذه الثورة، ولكن حتى الان بقيت الاشكاليات لفهم ثورة 14 تموز،  و ابرز اشكالية هي تتعلق بموقف البريطانيا  التى كانت حليفة للمملكة العراقية.
نقول ان الحكومة البريطانية كانت حليفة  للمملكة العراقية، ولكن اذا قرأنا وثائق موجودة، نجد ان الحكومة البريطانية تخلت عن حليفتها، ولا نعرف ما السبب هذا التخلي؟ بعض وثائق منشورة في كتاب” وثائق ثورة 14 تموز1958 في ملفات الحكومة البريطانية”  للسيد مؤيد ابراهيم الونداوي، في قرأءة الملفات الاولى في الكتاب المذكور يتبين لنا ان الحكومة البريطانية تتظاهر بأنها ليست على علم بالثورة، و من برقيات سفراء الحكومة البريطانية في عمان و لبنان و انفرة و طهران، الذي ارسلت  الخارجية البريطانية في يوم 14 تموز، يتبين انهم لا يعرفون متى حدثت الثورة في العراق و لايعرفون من هم الثوار و لايعرفون مصير الملك الشاب فيصل الثاني هل هو سافر الى اسطنبول ام مايزال موجود في العراق؟ هل يعقل ذلك؟ اذا كانت الامر صحيحا مثلما تتصوره البرقيات، اذن كيف كانت تحالف بين المملكة العراقية والبريطانية، لماذا لم تدافع الاخيرة عن الاولى و كانت جيشها في العراق، انا اعتقد ان الحكومة البريطانية و استخباراتها سكتت عما يجري في العراق انذاك، ولكننا لانعرف لماذا؟
[email protected]

أحدث المقالات