20 مايو، 2024 12:40 م
Search
Close this search box.

غضب الله على الشعوب الكسولة

Facebook
Twitter
LinkedIn

حين يغضب الله على شعب كسول وخامل وجاهل من شعوب الأرض بغض النظر عن أصولهم ودياناتهم وألوانهم , فيرسل لهم طاغية نصفه بشر ونصفه آله لايخاف ولايستحي ولايتردد في أتخاذ قرار ولايخلو من شجاعة الأنسان وهو اشد فتكا بقراراته وأحكامه من مرض سرطاني قاتل وفيضان هالك للزرع والضرع والأنسان متحكما فيهم جميعا نساء ورجال صبية وشباب منهم علماء وأغبياء , فقراء وأغنياء لايوقفه رب ولادين اذا قرر الحرب ضد جيرانه , فالشعوب التي يتحكم بها الطغاة هي التي تساهم بصنعه دكتاتور رهيب مع الكهان والسجاع من الشعراء وائمة الجوامع الذين يدعون له بطول العمر والبقاء ليزيد الناس فقرا وجوعا وجهلأ وشعوبنا العربية وبالذات الشعب العراقي مثال لذلك حيث لعب دعاة الجوامع المسلمين دورا سافرا في تسيس الدين وزيادة جهل المسلمين منذ عهد بني أمية الى العباس عبر ترسيخ أنظمة الحكم الفاسدة لتدعو للخليفة بالمزيد من الجواري والغلمان والجهاد المقدس لقتل الناس العزل وتدمير حقولهم ومزارعهم وجعلهم عبيدا يباعون في أسواق النخاسة , وأمر(بضم الراء ) خلافة كانت خلافة بني عثمان الذين دعوا لخلافة أسلامية في فتوحاتهم وكان الجندي العراقي أو العربي الفقير هو حطبهم وأداتهم وكان الضباط العرب من الطبقات البرجوازية هم قادتهم والذين قدسوا السلطان وزبانيته بفعل الخوف وليس الدين بشكل مخجل للرجولة العسكرية وتسنى لي أن أسمع قصص رهيبة ببداية شبابي من جنود عراقيين من كبار السن قاتلوا في جبال أوربا ,الشيشان واليونان وبلغاريا ويوغسلافيا واليمن وشمال أفريقيا منهم من مات في الوديان وقمم الجبال ومنهم من شوه وقطعت يداه أو رجلاه أوفقد عيناه , قصص تدمي القلوب لدولة أول ماسعت الى ألغاء لغة القرآن وأستبدلتها باللغة التركية كما هو معروف للقاصي والداني من قارىء التأريخ .
أن الشعوب الحية لاتنظر للماضي بأهمية ولاتقدسه أطلاقا سواء أمتلكت تأريخ مضىء أو مظلم , فالشعوب الأسكندنافية من أحفاد الفايكنغ الذين كان لهم تأريخ دموي من الغزو والقتل والسلب والنهب , لم يأخذوا من أجدادهم سوى صفة الشجاعة والأقدام و طمروا ذلك التأريخ القاسي المرعب وبنوا بعقولهم بلدانهم الحضارية التي تطورت عبر عقدين أو ثلاثة من الزمن بقفزات علمية وثقافية رائعة الى حد أنها أستوعبت الملايين من دول العالم الثالث وشكل المسلمون النسبة الأولى والتي ساهمت أجيالهم بعملية التطوير الحضاري والثقافي والفني والعلمي وساهموا ببناء تلك الدول والمانيا مثال لذلك حيث ساهم المسلمون الأتراك ببنائها بعد الحرب العالمية الثانية ولكن بعيدا عن أدخال الدين في خطوات البناء والسياسة .
ومشكلة شعوبنا العربية أنها تفاخر لتأريخ نحترمه لكن هذا التفاخر بلغ من المبالغة الى حالة الخدر في العقول وموتها , فالمصريين يتفاخرون بتأريخ الفراعنة والعراقيون بسومر وبابل
.وتونس بأنتمائهم للقرطاجيون أو اللوبيون القدامى , او البربر وهكذا شمال أفريقيا ,ولو قيض لهذه الشعوب للعنت تأريخها القديم الذي لم يمنحهم سوى ( صدقات ) السواح الأجانب والتخلف الفكري والثقافي والعلمي والفقر المدقع , وزاد الطين بلة أن توظف شبابهم منظمات وأحزاب أرهابية بأسم الأسلام بكلمات عاطفية وحماسية هزيلة المعنى , متخذين من اسم النبي محمد راية مزورة لقتل وسفك الدماء وأنتهاك الأعراض بقسوة ووحشية لاعلاقة للأسلام بها حيث يصبحون مجرمين وقتلة وبالتالي ينتهون حرقا بلا قبور , لأنهم مطايا غبية أرتضت بقتل أبناء جلدتها ودينها ومنحت ظهرها لأسرائيل والعجيب أن هذه المطايا الناطقة تتباهى بالذبح واكل الكبود وحرق الأجساد .
أن غضب الله مستمر وباق لعدة عقود من الزمن وربما سوف تتجاوز قرن كامل لجهل مطبق ورهيب في العقول بفعل الطغاة وأفعالهم وجبن الشعوب وسكوتها المطبق وزادها الدين بلة وكارثة لعدم وجود دعاة يجمعون بين الفكر الأنساني والقدر الرباني في التوازن العقلي بقدر حبهم للمال والشهرة و حماسهم الديني للطائفية وتعلقهم بأكذوبة الجنة التي أكل الدهر عليها وشرب ولاوجود لها الا في عقول الكذبة و المجانين من سفاكي الدماء .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب