17 نوفمبر، 2024 2:38 م
Search
Close this search box.

غضبة الحليم

أن الشعب العراقي في طبيعته مطيعا قنوعا حليما قويا عند الشدائد والملمات ويرضى بالقليل وأحلامه بسيطة بعد ما حول أحلامه إلى حقوق وأكثرها لم تتحقق له عبر سلسلة من الحكومات التي تعاقبت على حكمه حيث أدارت له ظهرها وغضت الطرف عنه وأخذت تتجاهل مطالبه المشروعة حتى وصل به الحال إلى اليأس وهو يدب إلى جسده المتعب فقد تحمل الصعاب الجسام وركبها وصبر عليها لكن للحلم حدود وحين يزداد الضغط على الشعب وكرامته تمس يقوم بإفراغ ما في جعبته من مكامن القوة حتى يصل إلى آخرها وهو غضبه وانفجاره الذي ليس له حدود يقف عندها وهذا ما لا يحمد عقباه .
فعلى العقلاء من كل الأطراف في العراق أن يستجمعوا قواهم في سبيل حل كل المشاكل المتراكمة منذ زمن طويل وعدم تسويفها للحفاظ على مكتسبات وممتلكات الدولة والمواطن على حد سواء وعدم إعطاء المبرر والشرعية لأعداء العراق من الداخل والخارج والمتربصين به الدوائر عندما يركبون موجة الاحتجاج والاضطرابات وليتذكر كل السياسيين العراقيين أن أكتاف الشعب العراقي كان السلم الموصول إلى السلطة والحكم وله الفضل في ذلك فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان أم يدار له الظهر ويعاقب بضعف الخدمات وإهماله المتعمد الذي أثقل كاهله يأتوه عند حاجتهم إليه ومصالحهم ويصدفون عنه حين الاكتفاء منه فنحن لا نتمنى من حكومتنا وسياسينا بالرجوع بهذا الشعب إلى الوراء وسحبه إلى حلبة الصراع والاضطراب فعليها لملمت جراحه وآلامه وتحقيق حقوقه المشروعة البسيطة ووضعها في حيز التنفيذ والسيطرة على ما يمكن تحقيقه ما دامت المطالب مشروعة ومتيسرة وإلا لا ينفع الندم حينها وتخرج الأمور عن السيطرة وندخل في نفق مجهول ومظلم لا نعرف كيف الخروج منه فالله الله في دماء العراقيين الله الله في هذا الوطن الذي لم يعرف الطمأنينة ))

أحدث المقالات