19 ديسمبر، 2024 12:23 ص

غصنٌ من وهب الأنصاري !

غصنٌ من وهب الأنصاري !

رأيتُ هذا العنوان هو الذي يليقُ بما سيردُ في هذهِ القصة ..
والتي يدور فلكها حولَ شاب دنماركي مواليد 1993 وهو من أبوين كاثوليكيين ، هذا الشاب تربى بأجواء الغرب الذي كلنا نعرفهُ ونعرفُ سحرهُ الأخاذ للشباب عموما ..
فهو يهيأ كلَ شيءٍ للأفراد بقانون الكل يحترمه ولا عبرة بما نحنُ عليه المسلمون !
وهذا الشاب الوسيم الجميل ، في أعماقهُ شعور عدم الرضا وهو في فلك الملذات وأبواب الشهوات المفتوحة ..
وكان يسمعُ صوت في عمقِ جوانحهِ أنهُ نهم وجائع لشيءٍ لا يستطيع معرفتهُ ..
رغم أنهُ لا أحد قد أشارَ لهُ بشيءٍ عن ديانةٍ معينة لا من بعيد ولا من قريب سوى أطلاعهُ البسيط والذي عادةً يأتي قهراً أو صدفة ..
الشاب يهوى الطبيعة الساحرة ، ويهوى تسلق الجبال والمشي الطويل ، لمسافات طويلة جداً وتلك الطبيعة تمنحُ عقلهُ جناح الطيران في عوالم السؤال الفطري والتوارد الذي تأتي به مخزونات القراءة تارةً والمواقف أخرى  ..

حتى جال في خاطرهِ لماذا لا أعتنق الأسلام ؟
وسرعان ما تردد وطردَ الفكرة وأعتبرها شيء سلبي في التفكير ..

وفي يومٍ من الأيام كانَ يتزحلق على جليد أحد الجبال ، وأذا به يسقط من شاهقٍ ويكسر له أنفهُ الجميل ..
حتى صار على حافة الموت وفي هذا الشعور دخلت خاطرة همسة على قلبه يا ويلي هل سأموت وأنا غير مسلم .. وتعاظم فجأة هذا الشعور بقلبه .. وأخذ يردد باللاوعي وهو ينقلُ بسيارة الأسعاف لو أن القدر أنجاني من هذا الحادث سأعتنقُ الأسلامَ دون تردد ..

وهنا تدخلت يد اللطف ليشفى بسرعة ( Lennarth Johanne ) وما تردد وهو الذي وعدَ نفسهُ ومناها بدخول الأسلام ..

فتحولَ دونَ تردد تاركاً الكنسية والتقاليد والأعراف وسلطة الأبوين الفطرية شاهداً بأن لا اله الا الله محمد رسول الله  ..

وبعد مضي فترة أحسَ وهو الذي صارَ يقرأُ كثيراً ويطالع ، وكلما قرأ في كتب أهل السنة والجماعة كان يحس بالجوع من جديد وأن هناك شيءٍ لم يرتوي منهُ ..
حتى ذاتَ يومٍ قابلَ صديقة لهُ كانت معهُ في الجامعة وعندما تخصصوا بتخصصٍ مختلف تفارقا .. كانت هذه الصديقة تحمل وعياً وعلماً وفهماً واقعي للتشيع فقامت بأشباعِ ما كان يعاني منه هذا الشاب ويحس النقص ..

حتى تحول إلى مدرسة محمد وآل محمد عليهم السلام حيثُ الأستقرار الروحي والقلبي ..
قامَ بتغيير أسمه إلى (علي) حباً بعلي عليه السلام  ..
وأصبحت هذه المؤمنة المصونة زوجتهُ فعج هذا البيت والولائي بالمنطق والاستدلال ليكون مشكاة أنوار في الغرب وهما يعملان كمؤسسة تلهجُ وتصدحُ بذكرِ العترة المطهرة عليهم السلام  ..
الشاب اليوم من الواجهات الإسلامية الشيعية في دولةِ الدنمارك هو داعية فصيح ولساناً عاشقاً مليح يضرب صدرهُ حزناً على الحسين عليه السلام كأي متيم له وعاشق بوعي وأدراك ..
أنها أغصان شجرة وهب الأنصاري ..

وأنا أتشرف وقلمي يطلب الفضل ويطمع بأن يسجل هذا العمل بميزان الحساب لي ولمن خصني بهذه القصة الرائعة ببركة محمد وآل محمد عليهم السلام وأسألكم الدعاء  ..