7 أبريل، 2024 2:46 ص
Search
Close this search box.

“غصة ” في عيد الصحافة

Facebook
Twitter
LinkedIn

امس الأول ، احتفل الصحفيون ، وانا واحد منهم ، بعيد الصحافة العراقية وسط غصة ، بسبب الاهمال الرسمي الواضح للصحافة ، ما جعل الصحف تتأرجح في اتون اللامبالاة وعدم الرعاية ، ناسين انها شريك في البناء وتأصيل الديمقراطية .

اشجار صحفية عديدة ، انسحبت من ساحة الاصدار ، واخرى تنتظر الموت في بستان الصحافة ، بسبب اهمال البستاني ، ممثلاً بالدولة ، حيث أجواء الصمت الرهيب ، بل اجد انها مرحبة بتقليص اصوات الصحافة ، دراً لوجع الرأس الذي تسببه اصوات الحق من كتاب المقالات والتعليقات والتحقيقات الصحفية التي تنقل معاناة المواطنين وهمومهم .

وخوفي ، ان المرحلة المقبلة ، ربما تشهد وجود اعداد وفيرة من الصحفيين بلا عمل ، في وقت “تضخ” فيه كلياتنا وجامعاتنا الرسمية والاهلية ، مئات من الخريجين باختصاصات اعلامية متنوعة … معادلة تبعث على الأسى !

اتساءل مع نفسي عن مبررات عدم اهتمام المسؤولين عن الثقافة والاعلام في رئاستي مجلس الوزراء والنواب ، بقطاع الصحافة ، لاسيما الصحف الرصينة ، وهو القطاع الأهم في دول العالم المتحضر ، فالصحافة هي جسر البناء والحرية الذي تمشي عليه المجتمعات بيسر وانسيابية … لم اجد جوابا مقنعا ، اللهم إلا انها عقوبة للصحافة لأنها سلكت الطريق الصواب في محاربة المفسدين والفاسدين ، وأشرت نقاط الضعف في رؤية المسؤولين في ادارة بلد شاسع المدى ، عميق التاريخ مثل العراق .

هناك حقيقة يعرفها حتى مبتدئي السياسة ان للصحافة مدى واسع التأثير على تشكيل البناء الادراكي والمعرفي للفرد والمجتمع ، ويساهم هذا البناء في تحديد رؤية الفرد والمجتمع تجاه قضايا مجتمعه والقدرة على تحليلها واستيعابها لاتخاذ السلوك المناسب حولها .

خطأ كبير ان لا تديم الدولة صلتها مع الصحافة ، فالصحفيون عيون ثاقبة وآذان سليمة السمع ، لكل احوال المجتمع ، وهم مرآة لا تقبل الخطأ في عكس الصورة ..ولا يمكن بناء الديموقراطية دون صحافة قوية ومستقلة ذات صدقية. .. فهل ادرك من بيدهم الامر هذه الحقيقة ؟

عيد مبارك زملائي ..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب