23 ديسمبر، 2024 6:55 م

غشاء البكارة ..وصبايا الأقليات…!

غشاء البكارة ..وصبايا الأقليات…!

بين فترة واخرى تأتينا قصة عن انتهاك البعض لعفة وانوثة وشرف واحدة من صبيات الاقليات . وصاحب الملحمة والرجولة هو من ابناء الاكثرية الغالبة في المكان الذي خطفت منه هذه الصبية وتم الاقتران بها من خلال الأغراء أو الخديعة او الاجبار او الخطف .
اغلب هذه القصص تحدث شمالا بسبب أن المكان الجغرافي في كل العالم هو الاصلح لعيش الاقليات لهذا تأتينا القصص من هناك ، ولكن معظمه لايعلن على الملأ بسبب الكتمان المجتمعي والحرص على لملمة الفضيحة وجعلها في أطار العائلة أو العشيرة . وقد تعدد بعض من هذه القصص فيما تعرض له بعض من النساء الايزيديات .
واليزيدية طائفة عراقية خالصة الانتماء تمتلك عقائد ومبادئ روحانية تخصها .وهم وحدهم يعرفون تفاسير انتماءهم السماوي ولديهم تاريخا مدونا وميثولوجياُ وشفاهيا يفسره الاخرون بغير ما يفسرونه هم . ولديهم معابدهم وكهنتهم ومواسمهم .ويتصف رجال تلك الطائفة بقوة التحمل والوداعة وعدم التدخل في أي شأن لايقترب بوصل مع ما ينتمون اليه . ليس لديهم كتاب منزل ولا نبي مُعرف يأمون اليه بعلن الانتماء ولكن في موروثهم الروحاني هناك اطيافا لملائكة وارواح صالحة.
أكثرهم يسكنون المربع الجبلي الممتد من سنجار الى الشيخان وبعض قرى الموصل الشمالية مثل تلكيف وغيرها من القرى المجاورة ، وهناك أيزيدين يسكنون في سوريا ويوجد منهم في ارمينيا ايضا .
أشكالية الانتماء الاجتماعي والعرقي لدى اليزيدين تمر بمراحل ترتهن بالمؤثر الاجتماعي للمكون العام في منطقة سكناهم . حيث يعيشون ضمن اغلبية عرقية مسلمة هم الاكراد ، وهناك من يؤكد أن الايزيدين هم من الكرد ولكن من غير ملة كما عند الكرد المسيحيين.
هذه الطائفة القليلة بسبب الظرف الاجتماعي الخاص والمهادنة البريئة والعزلة تعرض ابناءها عبر التاريخ للكثير من الاساءة والتعامل المتعسف من قبل ولاة العثمانيين وغيرهم لهذا فضلت الانكفاء والعيش ضمن المحيط المغلق للمكان الجغرافي الذي تعيش فيه.
بفضل العولمة والاخبار والانترنيت صرنا نسمع بين الحين والحين عن بعض حكايات هذا التعسف الذي يتعرض له ابناء هذه الطائفة عندما يجبر البعض من اناثها على الانتماء لغير معتقد عن طريق الاقتران الأجباري او المغري او الخطف وربما حادثة قتل الفتاة اليزيدية رميا بالحجارة من قبل عائلتها لانها اقترنت بواحد من غير مذهبها مثلت الصورة الاكثر تعبيرا عن حالات مختفية وتصب في هذا المنحى والتصرف ..وقد اخبرني احد الاصدقاء اليزيديين قبل ايام أن َ أحدهم في قضاء سنجار خطف صبية يزيدية من غير دينه وعمرها 11 عاما ويصر على ان يتزوجها .
لم اعرف الظروف المحيطة بالحادث لكن اعرف ان ردة فعل واسعة تجري ازاء هذا التصرف البربري والمحاولات من قبل ذوي الفتاة لاعادة الصبية الى بيتها لكن الطرف الاخر معاند.
مثل هذا الامر وغيره يحدث بين فترة واخرى وليس ضمن المجتمع اليزيدي فقط بل حتى ضمن مجتمعات الاقليات المذهبية والطائفية الاخرى في العراق وستتكرر مثل هذه المشاهد وتبان للعلن في مجتمعات اخرى كالمجتمع السوري عندما يرتفع مؤشر فوضى الحرب الاهلية في سوريا وسيتعداه ذلك الى لبنان ايضا.
هذه الصورة ليست غريبة في التأريخ الاجتماعي للاقليات العرقية في الوطن العربي فقد تكرر هذا الامر في حوادث تاريخية عديدة ومنها ماجرى بين العسكر العصلمي والارمن وبعضها موجود حتى في الحكايات الشفاهية المؤسطرة في المجتمع الجنوبي العراقي لتؤكد ان بعضا منها كان يجري بين الجنود الانكليز وابناء تلك المناطق ومن يقرأ قصة صورة بنت المعيدي الشهيرة يعرف القصد تماما ..!
أعتقد أن شيوع الفهم الحضاري بمؤسساته المدنية والاجتماعية والوطنية لقادر تماما على القضاء على مثل هذه الظواهر المشينة والبائسة والعنصرية.!