23 ديسمبر، 2024 9:55 ص

غسيل الموصل سيزكم الانوف

غسيل الموصل سيزكم الانوف

الموصل اكبر مفخخة وضعها داعش في العراق وترك مسؤولية تفجيرها واختيار الوقت المناسب لمن يتقاسمون السلطة علنا ويتبادلون العداء والتنافس والغنائم والمكاسب سرا وعلانية . لقد اقتربت لجنة التحقيق في كارثة الموصل النيابية من فتيل الاشتعال عند اعلان تقريرها فومض الفتيل في طهران وبغداد واربيل في اوقات متقاربة وكانت اول شرارة من طهران (حيث صرح  رئيس الوزراء السابق نوري المالكي خلال مؤتمر صحفي بالعاصمة الايرانية طهران واصفا سقوط الموصل بالمؤامرة :ما حصل في الموصل كان مؤامرة، تم التخطيط لها في أنقرة، ثم انتقلت المؤامرة إلى أربيل. وكان المالكي عاد الى بغداد الاربعاء 18 اب 2014، بعد زيارة استمرت يومين الى جمهورية ايران الاسلامية، تخللتها احداث هامة ابرزها اعلان نتائج تحقيق لجنة تقصي الحقائق عن سقوط الموصل النيابية، والتي حملت المالكي المسؤلية كاملة، فيما رد المالكي على ذلك بالقول (ان سقوط الموصل بيد داعش في حزيران 2014 تتحمله تركيا و الاكراد) وما ان تناقلت وسائل الاعلام اتهامه للترك والاكراد بالتآمر حتى استدعت تركيا القائم بالاعمال العراقي في انقرة وابلغته باحتجاجها الشديد على تقرير اللجنة البرلمانية وتباكت على قنصلها الذي احتجزته داعش لشهور في نفس الوقت الذي جاء صوت اربيل (وصفت رئاسة اقليم كردستان، تصريحات رئيس الوزراء السابق نوري المالكي بخصوص سقوط الموصل بالبعيدة عن الحقيقة ولا أساس لها من الصحة، مضيفة أن هذه التصريحات هي محاولة منه للتملص من الاسباب الحقيقية التي ادت الى سقوط المدينة لكونه المسؤول الأول عن هذه الكارثة. ) وتتباين الاراء فمن يناوئون المالكي يطالبون بتقديم نوري المالكي الى المحاكمة ويحملونه مسؤولية تردي الاوضاع الامنية والسياسية والاتصادية للبلاد ابان فترة حكمه التي امتدت من العام 2006 حتى العام 2014.  في حين يرى اخرون : ان تركيا التي كان لها الدور الاكبر في  ظهور هذه الجماعة الارهابية سواء في سورية او العراق فقد صحت اخيرا لكن صحوتها جاءت متاخرة وبطريقة تثير السخرية لانها انتظرت لعلها تجد ان نصرا ما سيتحقق على ايدي داعش حتى تستثمره في اطار احلامها التاريخية التوسعية في العراق او سورية لكن ذلك لم يحصل فقد ركزت على  مسلحي حزب العمال الكردستاني بحجة محاربة الارهاب وداعش دون ان تمس غارات طائراتها ايا من الجماعات الارهابية الحقيقية بل استهدفت  الكرد الذين يقاتلون  داعش وبقية الجماعات التكفيرية . في الوقت الذي يرى خصوم برازاني :
 اي ان بارزني استغل وجود داعش لتنفيذ ما يدور في مخيلته مستغلا ضعف المركز مثلما استقبل ولازال يستقبل في اربيل العديد من المتامرين بينهم من كانوا وراء استيلاء الارهابيين على الموصل او المتورطين في نشاطات معادية للعراق . ما يتعلق بدور الولايات المتحدة وتركيا بوجود ( داعش ) وتمددها تؤكده الحرب الشكلية التي شنتها واشنطن في اطار تشكيل ما اطلقت عليه  التحالف الدولي لمحاربة داعش وكم من المرات تاكد للمقاتلين العراقيين فعلا ضد داعش والارهابين ان القوات الجوية الامريكية كانت تستهدف القوات العراقية مثلما كانت تنزل الاسلحة والمعدات الى  داعش تحت ذريعة  الخطا , ويضيفون بالقول :
ان كل الوقائع على الارض تؤكد ان الولايات المتحدة وتركيا وانظمة الفساد الاخرى كانت وراء وجود داعش وتمددها بالمنطقة مثلما تؤكد الوقائع ان رئيس منطقة كردستان بارزاني كان له دور هو الاخر في ذلك لكن اسمه لم يرد في قائمة المتهمين الذين احيلوا الى القضاء في حين ان  البيشمركة استولت في حينها على سلاح ومعدات الجيش العراقي وحولته الى جيش اعزل غير قادر ان يدافع عن نفسه في المناطق التي يتواجد فيها مثلما استغل بارزاني مسالة سقوط الموصل بالاستحواذ على كركوك والكل يتذكر كيف كان يبتز بغداد بتصريحاته من ان كركوك عادت الى احضان الام في كردستان وان امرا جديدا استجد الان. وكان على اللجنة التي اعدت التقرير العمل بحيادية وتشخيص الدول والحكومات التي لعبت دورا تامريا في تسهيل مهمة الارهابيين في العراق مثلما عليها ان تكون حيادية ايضا في ايراد الاسماء المتهمة بذلك سواء كانت عسكرية ام مدنية لكن وكما هو واضح من ان هناك ضغوطا مورست حتى اللحظات الاخيرة على اللجنة من اجل ان لايرد اسم بارزاني مثلما لاحظنا ان هناك من يدعي بان اسمه ورد سهوا وهو ما صرح به ( الاسدي ) الذي كان يشغل منصب وزير الداخلية الذي يدعي ان لادور له في مسالة احتلال الموصل وحاول ان يرمي الكرة بملعب النجيفي محافظ الموصل باعتباره المسؤول عن الشرطة المحلية وقائدها ويبقى القرار الفصل هو بيد المحكمة وهي التي تقرر من المسؤول او المتورط بعد ان ترجع الى حيثيات القضية.
ان كارثة احتلال الموصل او المفخخة التي اتت بداعش والتي بدئت النار تتسرب لفتيل اشتعالها تحت تأثير غضبة جماهيرية وتظاهرات في عموم العراق تطالب بالاصلاح واجتثاث الفساد والفاسدين وتقديمهم للقضاء ستتحول الى فضيحة للنظام ولرموزه الكبار وتصبح حبلا ينشورن عليه غسيل بعضهم البعض من خيانات وتىمر وتقاعس وتهاون وتخاذل عليه واجزم بقناعة ان اصابع كل المسوؤلين الكبار الذين لهم علاقة بكارثة الموصل ستحترق ولا يتوقف الحريق بعد التهام اصابعهم وانما سيحرق ماضيهم وحاضرهم ويوصمهم بعار قد يحمل اسم ( عار ضياع الموصل ) .