نُنَوّه : < لإعتباراتٍ تتعلّق بضوابط النشر ومواعيدها > , فقُبيلَ ساعاتٍ من الآن , كتبنا في احدى المواقع الإخبارية مقالاً , كانت الفقرة الرئيسية لفحواه : ” أنّ اسرائيل هَزمَت ثلاث جيوشٍ عربيةٍ واحتلت اراضٍ لثلاثة دول عربية – مصر , سوريا , الأردن – في حرب حزيران \ يونيو عام 1967 وخلال 6 ايّامٍ فقط , حيث على اثْرِها سُمّيت بحرب الأيام السّتة , بينما تدخل المعركة في غزة يومها السابع , ولم يستطع الجيش لأسرائيلي التقدم قيدَ انملة ! داخل هذه المدينة ” , حيث لذلك المقال صلةً ما بما ندوّن ادناه .
من الملاحظ حالياً أنّ المقاتلات الإسرائيلية تركّز قصفها على شبكة الأنفاق والخنادق المموّهة داخل الأحياء السكنية في غزّة , والتي تشكّل العصب الرئيسي لحركة مقاتلي الفصائل الفلسطينية , بجانب أنّ الأقمار الصناعية لإسرائيل < افك 1 , 11 , 16 > والقمر الصناعي الأمريكي ” وربما اقمارٌ اخرى لدولٍ اخرى > مع طائرات التجسس الأمريكية وعمليات الإستطلاع والتصوير الجوي التي تجري على مدار الساعة , تحومُ جميعها ذهاباً واياباً في اجواء وسماء غزة للكشف عن ايّ ثغرةٍ يسببها القصف الجوي على مناطقٍ متفرقة ومختلفة في هذه المدينة .
وبأنعطافٍ جانبيٍ شبه عابر على ما يدور في وسائل الإعلام بجانب الأتصالات والدعوات الدولية , فربما توافق اسرائيل على هدنةٍ مؤقتة او وقف اطلاقٍ للنار ” ومن المرشح ان يكون قصيراً ” تحت اي ذريعةٍ للخرق او سواه . المهم في هذه الموافقة او الإستجابة الإسرائيلية المفترضة لوقف العمليات الحربية , هو مراقبة تحركات المقاتلين الفلسطينيين ” من مطلقي الصواريخ ” وخروجهم من تحت الأرض لإعتباراتٍ لوجستية او فنيّة وسواها , حيث على اثرها قد يتغير الموقف الأسرائيلي ويعود بأصعب مما كان .!
إنّ ما يفكّرون به كبار جنرالات وساسة تل ابيب , وما يؤرّقهم من الزاوية الستراتيجية – البعيدة المدى ” اذا ما جرى إنهاء المعركة كلياً وافتراضاً وبأتفاق الطرفين ” , هو: ماذا لو قامت الفصائل الفلسطينية بإعادة التنظيم ! ومعاودة تسليح منظوماتها الصاروخية بشكلٍ اكثر حداثة وتطوّر وبعد تعويض ما اطلقته من جموع وموجات الصواريخ الهائلة العدد , بالأضافة الى الأستفادة من نقاط الضعف اثناء هذه المعركة , فأن كلّ ذلك يعني فيما يعنيه أنّ اسرائيل ستغدو مُعرّضةً مرةً اخرى ” في وقتٍ لاحق ” لما تشهده هذه الأيام من تساقط الصواريخ الفلسطينية على مختلف المدن والمستوطنات , وهذا ما ترفضه ولا تتحمّله اي قيادة او حكومة اسرائيلية او احد احزابها المتباينة .
ما يمكن استنباطه واستخلاصه , أنّ تل ابيب تهيّئ لعملية اجتياح واكتساح بريّة لمجمل قطّاع غزّة وبالكامل , وبعد تدمير اكبر عددٍ من مواقع الفصائل التي يجري كشفها من الجو , او تدميرها بقصف الطيران المكثف , والحقيقة انّ الجيش الأسرائيلي قادر على ذلك ” مهما تغدو نسبة الخسائر في المعركة , أمام عدم تجددها لاحقاً ” , والحقيقة المُرّة عربياً فإنّ ذلك هو جوهر ستراتيج المنطق العسكري , ولن يكون احتلال غزة المفترض اصعب من احتلال اسرائيل لبيروت عام 1982 ولن يستغرق وقتاً كما استغرق احتلال بيروت لشهورٍ طوال .
ومِمّا مؤسف قومياً كذلك , فلا يمكن او من المحال لفصيلين فلسطينيين < حماس والجهاد الإسلامي > ان يرغما تل ابيب على الإستسلام أمام الجموع الغفيرة لصواريخهم الفتاكة . فحتى حرب عام 1973 التي اشتركت بها مصر وسوريا بكل قواتها وقواها وبمشاركة قوات عربية مختلفة , فقد قادت الى نتائجٍ مغايرةٍ للأسف والأسى .!
وفق آخر الأخبار , فأنّ الولايات المتحدة تعرقل اتخاذ قرار في مجلس الأمن لوقف العمليات القتالية في غزة , ويبدو جلياً انها على اطّلاعٍ مسبق لما ستؤول اليه الأمور في الغد القريب .!