18 ديسمبر، 2024 3:30 م

غزّة – تساؤلاتٌ قوميّةٌ مُلِحّة حول المعركة .؟

غزّة – تساؤلاتٌ قوميّةٌ مُلِحّة حول المعركة .؟

رائد عمر
* << الحروب العربية – الإسرائيلية متّصلة ببعضها بإتصالٍ عضوي – Organic ” رغم التفاوت الزمني بينها ” بدءاً من حرب سنة 1948 ومروراً بحرب عام 1956 التي تسمى بحرب السويس التي اشتركت فيها اسرائيل وبريطانيا وفرنسا , وانتقالاً الى ” النكسة ” في حرب حزيران – يونيو لسنة 1967 , ثمّ عبوراً الى حرب تشرين – اكتوبر لعام 1973 >> …

كيما لا نذهب بعيدا الى الحروب الأولى التي لم تعشها الأجيال الحديثة ” على الأقل ” , افرزت حرب حزيران 1967 فور انتهائها , مواقفاً عربيةً مختلفةً على صُعدٍ رسمية وجماهيرية , ودونما تسلسلٍ غير متسلسل لتلكم الأحداث , فأولى الإفرازات نشوء وانبعاث عدة حركات وتنظيمات للمقاومة الفلسطينية وانضمام الآلاف من الفدائيين اليها من مختلف الأقطار العربية , ومعظمها بدعمٍ ” ماليٍ وسياسيٍ وتسليحيٍ ” من بعض الحكومات العربية , رافق ذلك وبموازاة حدوث ثورات وانقلابات عسكرية في سوريا , ليبيا , السودان والعراق كردّ فعلٍ على النكسة , بجانب المواقف المناهضة للولايات المتحدة بالدرجة الأولى .! وكان ذلك بمجمله موقفاً عربياً له دلالاته وأبعاده .. أمّا حرب اكتوبر – تشرين لسنة 1973 فمنذ بدئها وانطلاقها اعلنت العرب عن قطع تصدير النفط الى الأمريكان والغرب , وواكب ذلك بالموازاةِ ايضاً تدفّق فرق والوية عسكرية عربية بجانب اسراب من المقاتلات والقاذفات ” خصوصاً من العراق ” على كلتا الجبهتين المصرية والسورية , وكان ذلك من اروع المواقف القومية المشرّفة ” بالرغم مما آلت اليه تلك الحرب ! ”

آنيّاً , ما يجري من جريان المعارك والقتل الجماهيري الإسرائيلي فهو ليس بين مقاتلي حركة حماس والقوات الإسرائيلية , فكما بائن وملموس فإنّه عملية تقتيل بالجملة المضاعفة والمكثّفة للعوائل والمدنيين الفلسطينيين في مختلف مدن القطّاع برمّته , وبنسبةٍ مئويةٍ آخذةٍ للإرتفاع على مدى الأيام والساعات في عمليةٍ غير اخلاقية على مستوى البشرية منذ بطون التأريخ ووحشيته وبربريته السابقة التي لم تسبقها سابقة .. الموقف العرب وليس القومي المنحصر بين مصر وقطر لا يتجاوز حدود ايصال مساعداتٍ ومعلّباتٍ فشلت مؤخراً في مرورها وتمريرها عبر معبر رفح المصري أمام العنجهية الإسرائيلية , وتحوّلت عبر السيناريوهات المستحدثة لإنزال تلكُنّ المساعدات من الجو , على ان تتبعها من البحر لاحقاً , كما فشلت او جرى افشال المحاولات القطرية – المصرية لتوصّلٍ مفترض لعقد هدنةٍ محدودة لإطلاق سراح رهائن وأسرى صهاينة يغامر ويقامر نتنياهو بهم .! , أقلّ ما نقول بهذا الشأن أنّ تحرّك القوى والأحزاب السياسية – القومية على صعيد اقطار الوطن العربي فما برحَ وما فتئَ شديد التباطؤ ” ولا نقول بالسرعة السلحفاتية الفائقة السرعة .! ” , لكنّ الأدوار وطبيعة الدينامية الظرفية , فتلوحُ ملامحها وقسماتها في الأفق مهما طالت او استطالت المسافات ال ” Space – Time \ الزمكانية ” , والمعركة ستطول بأبعد من اضغاث نتنياهو , وما يجري في الضفة الغربية ليس سوى مقدماتٍ تمهيدية ضمن اعتباراتٍ فنية واخرى أشدّ منها .!