18 ديسمبر، 2024 6:50 م

غزو غزة وجحيم المنطقة !

غزو غزة وجحيم المنطقة !

هل سيندم الجميع على اللحظة التي تعلن فيها اسرائيل اجتياحها الكامل لقطاع غزة ؟
الحقيقة الاكيدة ان قضية اجتياح المدينة مسألة وقت ووقت قصير جداً ربما لايتعدى بداية الاسبوع المقبل ، وتقول صحيفة اسرائيلية ، ان الأمر بدا واضحا وضوح الشمس: أن غزو الجيش الإسرائيلي المضاد لغزة سيبدأ إما الجمعة أو السبت.
ولو ذهبت اسرائيل الى آخر شوط الإجتياح الكامل ، فان الحرب لن تكون محصورة بين طرفين على الاطلاق ، ويدرك الجميع المخاطر الستراتيجية لتوسيع الحرب ، وبحسب تقارير أوربية ترى انه إذا تغيرت الأوضاع من حرب باردة إلى أخرى ساخنة، فإنها ستُحرق منطقة الشرق الأوسط ذات الأهمية العالمية.
الولايات المتحدة الاميركية تدرك خطورة توسيع الحرب وصعوبة السيطرة على مخرجاتها فترفع عصاها محذرة أي قوى من ان تكون طرفا ثالثاً في حرب الاجتياح ، وحسب مصادر من داخل البيت الابيض فان الرسائل التي وصلت الى الاطراف المعنية وخصوصا حزب الله اللبناني وايران وفصائل المقاومة المختلفة في اكثر من بلد عربي مثل سوريا واليمن ولبنان ، رسائل تقول بوضوح ، أي طرف يتدخل في حرب غزة، سيواجه قوة عسكرية أمريكية يُحسب لها حساب، وليس فقط القوة العسكرية الإسرائيلية .
مراقبون في اسرائيل واميركا يرون ، ان حزب الله ينتظر اللحظة التي تكون فيها القوات الاسرائيلية جاهزة للزحف البري على غزة ليفتح جبهة مع الجيش الإسرائيلي.
ولو حدث هذا الاحتمال وهو ممكن ، قان انزلاق اطراف اخرى بشكل مباشر أو غير مباشر سيكون ممكناً الى حد بعيد ، ما يودي الى حرب اقليمية واسعة ممكنة يصعب السيطرة لاعلى تحولاتها ولا مخرجاتها لأنها لن تشبه الحروب الخاطفة التي تنتهي عادة الى طاولة المفاوضات ، لأنها بكل بساطة ستكون حرب رسم خارطة جديدة للشرق الاوسط برمته وليس فقط خارطة جيو سياسية للقضية الفلسطينية !
تقول صحيفة اسرائيلية ، على الرغم من الدعم العالمي الذي حصلت عليه إسرائيل، فإن اللحظة التي تتضخم فيها أرقام الضحايا في غزة، عندما يبدأ الغزو، فستكون هناك ضغوط قوية من الولايات المتحدة والعالم لوقفه..
ولكن على الجميع ان يجيب على السؤال الأكثر تعقيداً :
– ماذا بعد ؟
الحل لمنع فتح بوابات الجحيم على المنطقة هو التحول من ستراتيجة الاجتياح الكامل الى الاجتياح الجزئي التي تودي الى حرب مناوشات أقل ضرراً، لتترك بعدها الخيوط بيد السياسيين الذين عليهم ان يجدوا حلاً للقضية الفلسطينية التي نهشت حروبها المنطقة منذ أكثر من سبعة عقود ، حينها تتسع الطاولة للجميع ، ولكن السؤال الاهم ، من سيكون الرابح من كل هذا الخراب !