23 ديسمبر، 2024 6:02 م

غزو الثعابين في ذكراه

غزو الثعابين في ذكراه

في مثل هذه الأيام من عام 2003 زحفت ثعابين الأرض, خارجة من مخابئها ,واستقر قرارها بالزحف نحو ارض تسمى ارض العراق ,لحمورابي فيها مثوى .حيث كتب قانونه الشهير المتضمن عدم الاعتداء على الناس, وللأسف دفن معه وتلملمت بعضها مع بعض محملة بأشنع سمومها ,غيلا ,وقتلا وصكت أسنانها كي تنقض بسرعة السم الذي تنفثه أو يزيد ,ولتملأ به أقداحا للعراقيين  ,وبسرعة تواءمت هذه الثعابين وكان الأبرز عنوانا فيها ثعبان يسمى (بوش) حيث كان العقل المهدد ,والمدبر ,والمفكر, والضاغط  لكل ما لحق بنا من دمار ,وخراب ,وقتل .وتطوعت معه الإمعات في جحور الحكام الأقزام عرب وأجانب, الذين سهلوا له طريق الوصول ونفث سمومه في كل بقاع العراق .وبعضهم الآن يتباكى على العراق وما جرى به ولأبنائه ,وبعضهم شفى غليله وحقق أهواء الحقد الأعمى في أبناء العراق ,ونهب حتى تأريخهم المتمثل في متاحفهم ,ويعلم العراقيون أين هي الآن. وتعدى بهم الأمر إلى رسم خارطة جديدة للعراق ولظلم ذوي القربى أشد مضاضة ,والقائمة تطول ,وما يزيد مرارتنا استباحت الثعابين كل شئ عندنا ولم يسلم الحجر ,والبشر ,والشجر منها ,والحديث عن البشر مليون ونصف من الشهداء وضعفهم من المعاقين, وأكثر من أربعة ملايين مهجر في الداخل والخارج ,ولا توجد إحصائية رسمية لعدد الأرامل والثكالى ,لان القتل لم يتوقف .أما عن قائمة الحجر فلم تسلم منهم البنى التحتية في كل مدن العراق ,وفي كل المجالات ,حيث دب الخراب من دائرة البلدية التي تقدم الخدمات البسيطة للمواطنين وانتهى بالقصر الجمهوري الذي يمثل رمز الدولة وهيبتها ,وحولوه إلى(جحر) سفارة للثعابين الصغيرة بلا استحياء ثم قائمة الشجر, حيث لحد الآن وحسب أخر إحصائية رسمية أن الماء العراقي مشبع بالأشعة أكثر من ثلاثين ضعفا عن المستوى العالمي لاسيما في الفلوجة التي أذلتهم وركعتهم وانتقموا منها بكل خسة , والبصرة الفيحاء ,وحسب مختصين أن اليورانيوم الذي ضُرب به العراق اكبر من القنابل النووية التي ألقيت على هيروشيما في اليابان. والمخلفات لانريد أن نخوض في تفاصيلها فهي معروفة لكل المتابعين والمختصين ,هذا كله بسبب غزو الثعابين الذي استباح العراق منذ 2003 ولحد هذه اللحظة الذي غيرت فيه الثعابين لونها وتحولت إلى مفخخات  ومليشيات  مختصة بالقتل والخراب والدمار, وهتك الأعراض, والتهجير وملء السجون بالأبرياء ,وسرقة الكراسي وبيعها وارتهان القرار سياسيا واقتصاديا , وتدمير مدن بالطائرات والدبابات ,وتحول القانون إلى سطوة , ,وماء الفراتين إلى سم زعاف ,ورغيف الخبزالى مرار, وثراء إلى فقر مدقع, وصفر من الأمية إلى أكثر من أربعة ملايين لا يفقهون الألف باء ,وملايين العمالة الأجنبية إلى أكثر من نصف شبابه يتسكع في الطرقات بلا عمل ,وأعمدة الكهرباء إلى صور لدعايات فارغة هذا ما فعله بنا ثعبان الأرض ومعه إمعاته من الثعابين في غزوهم الذي فرحوا بأن استطاعوا أن ينقلوننا من الدكتاتورية إلى الديمقراطية وها نحن في وسط هذه الديمقراطية وتبشرنا يوميا بالحرب الطائفية والتقسيم , يا أهل الديمقراطية, أسف أهل الثعابين, صحيح أن البون شاسع بيننا وبين العالم المتقدم لكننا نعرف أن الثعبان لايخلف ورائه إلا الأفاعي, فوا أسفا أن العراقيين كلهم لدغوا .إلا الذي كان في السير خلفها ,أو هو كان دافعا لها ,أو مهادنا رخيصا ,اللهم راضين بحكمتك فينا ولاراد لأمرك وقضائك .