23 ديسمبر، 2024 2:30 م

غزوتي الأخيرة لبغداد

غزوتي الأخيرة لبغداد

بعد أن أطيح بشفيق المهدي وتابعه  مدير قسم السينما قاسم محمد سلمان ذهبت الى بغداد وكنت أمني النفس بتحريك مشروعي السينمائي الطويل( في أقاصي الجنوب) الذي يرقد في أدراج مكاتب وزارة الثقافة ودائرة السينما والمسرح منذ سنوات وكان الفيلم قد تقرر إنتاجه منذ العام 2010 ثم رفع الى مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية ليكون من أوائل الأفلام التي أقر إنتاجها وفق تصريحات للمهدي والتي مازالت موثقة في مواقع عدة ..
وعدني الوكيل الأقدم للوزارة السيد طاهر الحمود بأن الفيلم سيكون الأول في قائمة الأفلام التي ستنتج هذا العام فظهرت قوائم وأقرت أفلام وأنا أحاول منذ الشهر الأول مقابلته لكن إدارة مكتبه تقطع الطريق الموصل إليه وكنت قد كتبت له العديد من الرسائل عبر الفيسبوك أملاً في تحقيق وعده لكنه لم يرد وكنت في سفرتي الأخيرة قد استعنت بأصدقاء مقربين من مكتب الوكيل لتسهيل لقائي به لكنهم لم يفلحوا فأغلقت هذا الملف…
ذهبت صوب المسرح الوطني لمقابلة مدير عام الدائرة الجديد الدكتور نوفل أبو رغيف فانتظرت الى نهاية الدوام ولم يأتي وقيل أنه سيكون في مكتبه عند المساء فعدت وانتظرت حتى الغروب وخرجت خالي الوفاض وكنت في فترة الدوام قد قابلت مدير السينما الجديد الفنان قحطان عبدالجليل بصحبة المخرج المتألق فارس طعمة التميمي وبحثنا عن ملف وأوليات  الفيلم في أرشيف القسم ولم نعثر على شيء حتى أن الإدارة السابقة وعلى ما يبدو أعادت طباعة قائمة الأفلام المرشحة للإنتاج وحذفت منها فيلمي..
عدت في اليوم التالي الى الدائرة بقصد مقابلة المدير العام ولم يأتي أيضاً وكان لزاماً علي العودة للسماوة هرباً من بغداد التي إشتدت فيها المفخخات..
علمت أن القرار الأوحد لإنتاج الأفلام بيد الوزير الدليمي ولأنه يقطن في وزارة الدفاع  المحصنة والعصية عن الإختراق إذن سأكبت صرختي المدوية( أكشن) حتى تستبدل الحكومة بأخرى ويكون الطريق لمثلي سالكا للوصول الى الوزير وأن نحظى برئيس للوزراء ينفذ وعوده ليس كالمالكي الذي وعد بدعم فيلمي هذا في فترة حكمه السابقة قبل خمس سنوات وبشهادة الشاعر فالح حسون الدراجي لكن الوعد  كان كموناَ .
أمامي حل آخر هو العمل كعادتي بميزانية واطئة قد أحصل عليها من جهة أجنبية داعمة و أستعين بأصدقائي الذين سيفزعون لي في (عونة) إبداعية ستحفر ذكرياتها في قلوبهم وعقولهم..
عدت الى السماوة من غزوتي البائسة لبغداد المقفلة القلب والأبواب وأنا أردد في داخلي حواراً من مسرحية حفظته من أيام المعهد يقول.. أعود الى بيتي مقهوراً لا أدري لي أهل أو أرض أو وطن… 
[email protected]