تقترب القوة الإستراتيجية الأمريكية الضاربة من حالة استنفار قصوى ؛ وهي في حالة غزو جديد ، لا أحد يعرف بالضبط اتجاهه ونقاطه المستهدفة سواء في العراق أو إيران والشرق الأوسط.
والكرة اليوم تعود إلى ملعب الشعب العراقي وحراكه كفريق وطني ….فعليه ان يبدا التحرك الشعبي السلمي ، ويشهد العالم بطريقة حضارية انه الطرف الوحيد و انه الشعب المعني بطرد الاحتلال الإيراني بشعار واحد مدوي غير قابل للمساومة ( إيران بره…إيران…بره…وبغداد ستكون حرة).
وبالرغم من تجارب العراقيين ومرارتهم مع الوعود الأمريكية حول ما يسمى ” تحرير العراق” إلا أن واقع الحال المتردي في العراق أثبت للعالم و للأمريكيين خاصة، قبل غيرهم أنهم كانوا ولا زالوا سبب نكبة العراق ومأساته؛ خصوصا عندما سلموا مقاليد ومصير شعب ووطن بيد نظام الملالي بطهران عندما أعلنوا نيتهم السابقة على الانسحاب من العراق في فترة إدارة الرئيس الأمريكي السابق أوباما، ليستبيح الإيرانيون كل شئ في العراق ؛ بفرض القوة الغاشمة عند طريق حكم عملائهم ومليشياتهم وتواجد حرسهم الثوري ونهبهم كل خيرات وثروات العراق.
وعلى قاعدة المثل العراقي :(الحگ العیار إلى باب الدار) سنلاحق الأمريكيين ونطالبهم دون تردد بتنفيذ ما يصرحون به في السر والعلن من أنهم ارتكبوا أخطاء جسيمة في العراق….لذا فان العراقيين ينتظرون فتح أبواب الفرج المغلقة عليهم من كل صوب وجانب عليهم التحرك فورا ، كبقية الشعوب الحرة، بالمطالبة بتنفيذ تلك الوعود الأمريكية، وفي مقدمتها الخلاص من الاحتلال الإيراني الاستيطاني لبلدهم العراق.
وارتباطا بتطورات الساعات الأخيرة بالأمس، وغداة زيارة مفاجئة لوزير الخارجية الأمريكية جورج بومبيو، التي دامت لبضعة ساعات في بغداد، والتي سيثار من حولها الجدل طويلا، حيث نقلت وكالات الأنباء ما صرح به وزير الخارجية الأمريكي بومبيو بعد مغادرته بغداد
: (… الرئيس ترامب أراد إيصال رسائله إلى الحكومة العراقية وهي ، الرسالة الرئيسية: نريد أن نتأكد إن العراق موقفه سيكون مع موقفنا وموقف حلفائنا في الخليج والذين يفهمون إن الخطر الأساسي في المنطقة هو إيران ، نريد أن نعرف إن كان موقفهم القوي معنا سيبقى و علاقاتنا القوية ستبقى.) ….وأضاف بومبيو، رغم مغالطته للحقائق على الأرض العراقية قائلا : (…. هنالك تاريخ طويل في العراق ونريدهم أن يستمرون بالنجاح ، بالاستقلالية ولديهم السيادة وأن لا يكونوا تابعين لأي دولة). وتزامنا مع تسلسل الأحداث وتطورها سريعا في بلادنا والعالم، اعتبارا من يوم غد أو فجر الغد الأربعاء حيث : (… ستفرض عقوبات على إيران بمناسبة الذكرى السنوية الأولى على انسحاب ترامب من الاتفاق النووي مع إيران)؛ فان الارتباك الحاصل في أركان حكومة المرتزقة والعملاء من التبعية الإيرانية ببغداد أمست مرتبكة جدا، وكل قواهم مذعورة أمام قرار تنفيذ الشروط الأمريكية من جهة، وخوفا من انطلاق هبة شعبية وطنية عراقية مرتقبة في كل لحظة ضدهم ستكون في أول مطالبها كنسهم وطردهم مع أسيادهم الفرس من العراق، وها هي فصائل المليشيات والحشد المرتعبة ، تتخبط خبط عشواء ، وترصد كل شيء انطلاقا من محيطهم الأمني والاجتماعي الطائفي، وتقوم بمحاولات يائسة، كونها تخشى الانفجار الشعبي في أية لحظة، وخاصة في العاصمة بغداد. فالأخبار المتسربة من هناك تشير إلى ملاحقة الحشد للمترجمين الشيعة وجماعاتهم من “مزدوجي الجنسية” الأمريكية، خاصة الرفحاويين، ممن يعملون في مفاصل الحشد والاستخبارات المهمة، ووضعهم تحت المراقبة والتأكد من استمرار ولاءاتهم للحكومة العميلة ولإيران، في حالة انفجار الأوضاع الشعبية في العراق ضدهم أو عند حدوث الصدام مع الأمريكيين لأي سبب كان. وقد استدعي النائب الرفحاوي الاسترالي احمد الاسدي، المتحدث باسم الحشد ليخضع للمراقبة ، واستدعي للتحقيق عن سبب تلبيته دعوات تلقاها من السفارة الأميركية ببغداد وزيارته لمجلس العلاقات الأميركي في ميتشغان. وهذه ليست حالة منفردة للاسدي فقط ولأمثاله؛ بل تتسع لتشمل البقية من عملاء الاحتلالين، لفرز المواقف وتحديدها بشكل نهائي ولتجنيد اؤلئك الذين يخدمون المخابرات الأمريكية، وعيونهم وقلوبهم على إيران أيضا، سواء كانوا من أركان حكومة عادل عبد المهدي أو حيتان العملية السياسية من باعة المواقف للأقوى أو التأييد للمنتصر.
ونحن يهمنا اليوم، كقوى وطنية عراقية رافضة للاحتلالين، وخاصة التواجد والاحتلال الإيراني الاستيطاني في بلادنا ان نتحرك جميعا من اجل حرية واسترجاع استقلال العراق من خلال هبة وانتفاضة جماهيرية وطنية عراقية شاملة في كل مدن العراق، تضع العالم أمام مسؤوليته، وخاصة حكام واشنطن بإتمام المرحلة الأولى من تحرير العراق ، بطرد وتصفية وإنهاء الوجود الإيراني من العراق ، بعدها يمكن الحوار حول قضايا بناء الدولة العراقية وتوطيد دعائمها السياسية واستقلالها لتكون واحدة من مقومات استعادة السلم والتنمية والاستقرار في المنطقة.
حراك شعب العراق مطلوب وفوري ؛ لان قوى المليشيات وأياديها ستكون مغلولة ، والانتفاضة الشعبية ستضع الأمريكيين أمام مدى مصداقية أقوالهم وتصريحاتهم حول استقلال العراق كما لمح بومبيو في تصريحه البارحة.
وان غدا لناظره قريب.