قد يستغرب القارىء ان في عصرنا الحديث غزوات اسلامية في رمضان تسمى بهذا الاسم بعد غزوة بدر الكبرى و اطلاق تسمية ( غزوة رمضان ) لتحطيم اسوار سجني التاجي وابو غريب من قبل تنظيم القاعدة سابقة خطيرة . واللافت للنظر ان التحضير لهذه الغزوة كان منذ عام عندما اعلن امير ( دولة العراق الاسلامية) ابو بكر البغدادي عن البدء التخطيط لعملية تحطيم الجدران لاطلاق سراح امراء وعناصر تنظيم القاعدة في السجنين . استمرت الاستحضارات الميدانية واللوجستية والاستخباراتية تتكثف بالتعاون مع بعض حراس السجن بعد ان تم استقطاب عدد منهم وكان لهم الدور الفاعل في تحديد ساعة الصفر. ان (غزوة رمضان ) امتازت بدقة التخطيط والتنسيق العاليين مع مختلف الجماعات المشاركة في العملية وتعتبر من ابرز العمليات النوعية الناجحة التي نفذها تنظيم القاعدة في العراق من حيث دقة الهجوم والاقتحام وتسلسل الصفحات اللاحقة بالعملية من تحريك النزلاء وعبورهم الاسوار والحواجز في الظلام الدامس ومن ثم نقلهم الى بيوت امنة بعيدة عن الرصد والمراقبة في مكانين ( الطارمية وجبال حمرين ) تمهيداً لاصدار مستمسكات ثبوتية مزورة لهم بغية تحركهم في المحافظات ، و اسفرت العملية باطلاق سراح ( 600) نزيل وهي اخر احصائية اعلنها وزير العدل .و من بينهم (70) اميراً . ماذا فعلت الاجهزة الامنية والاستخباراتية طيلة الفترة المنصرمة ؟ انها لم تحرك ساكناً ولن تتخذ اجراءات احترازية بشأن تنفيذ العملية في اية وقت ، لا سيما لم تبادر بنقل امراء تنظيم القاعدة الى سجون اخرى ، اضافة الى حصول هؤلاء على اجهزة اتصال حديثة للتشاور مع قياداتهم بشأن تنفيذ العملية وتحديد ساعة الصفر بالاتفاق مع عدد من الحراس الامنيين . والغريب في الامر ان عمليات مهاجمة السجون لم تكن جديدة ونفذت اكثر من مرة وادى الى هروب العديد من النزلاء مما يؤكد ان الاجهزة القائمة على حماية السجون لم تكن بمستوى مسؤلياتها الامنية والوطنية وبالتالي هروب سجناء خطرين من تنظيم القاعدة كان لهم الدور الفاعل في عمليات التهديد والتهجير والتفخيخ وخلق الفتنة الطائفية والقتل على الهوية . نعتقد ان عمليتي الهجوم على سجني التاجي وابي غريب اشتركت بها مخابرات دول اقليمية بالتنسيق والتعاون مع بعض السياسين العراقيين بغية تاجيج الرأي العام على حكومة المالكي والقاء اللوم على الاجهزة الامنية لعدم قدرتها على كشف العملية . دعوتي الى اعادة النظر في تنظيم وادارة السجون واخضاعها للمراقبة الالكترونية عن بُعد والا سنترقب عمليات نوعية اخرى لا تقل خطورة عن (غزوة رمضان ) .