23 ديسمبر، 2024 9:01 ص

(غزوة ) باريس وتداعياتها 

(غزوة ) باريس وتداعياتها 

لست متفائلا بمستقبل الجاليات المسلمة في اوربا بعد سلسلة الأحداث العدائية على صعيدي السلم ( المظاهرات المتشددة ) والقتل كما حدث مؤخراً الاعتداء الإرهابي السافر على صحيفة ( شارل إيبدو) الذي عزز الصورة السلبية عن المسلمين الذي يحاول البعض ولأغراض سياسية ان يسوقها  على الراي العام الغربي ، فالمسلمون المقيمون في اوربا وبغض النظر عن مع او ضد  الارهاب سينصهر في بوتقة واحدة كون اغلب الارهابيون هم من المسلمين  .
هجرة الجاليات المسلمة الى الغرب
نتيجة القهر السياسي والاجتماعي والاقتصادي وضياع الهوية الانسانية في البلدان المسلمة ، حملنا حقائبنا وقفزنا من الحدود وكعادتنا في طلب الأشياء توسلنا وتخضعنا وكذّبنا لكي  نحصل على الإقامة كضيوف  وكون معظمنا الذي تحمل عناء الهروب وما يصاحبه من موت واغتصاب ونصب واحتيال اكتوى بنار تلك الصفات الآنفة الذكر والتي دفعته الى ان يترك  الوطن بكل أوجاعه وذكرياته وتاريخه ، فالمفروض علينا ان نحسن التصرف في البلد  المضيف .
وهم كعادتهم وتبعا لقوانينهم  رفعوا راسنا المطأطيء وأغدقوا علينا حرية الفكر والتكافل الاجتماعي والبحبحة الاقتصادية والاهم من كل ذلك ارجعوا لنا انسانيتنا المسلوبة .
رد الجميل
كان لزاما علينا ان نرد الجميل كما يجب وحسب ما تمليه الأخلاق لان ” من لايشكر المخلوق لا يشكر الخالق” لكن للاسف نرى قيام  بَعضنا بخروقات للقوانين التي تحكم بلدان المهجر وفي كل تمفصلات الحياة المجتمعية وعلى سبيل المثال عدم التقيد بإشارات المرور وتزوير الأوراق الثبوتية  والتحايل على نظام المساعدات الاجتماعية ( العمل في الأسود ) والتحايل الضريبي والعمل في الممنوعات والتحرش والاغتصاب فضلا عن القتل … الخ من الخروقات ، فقلما تجد سجنا أوربيًا لايرزح تحت جدرانه مجموعة من المسلمين والغالب منهم يؤدي الصلاة بأوقاتها ويوصوم رمضان ولا يأكل لحم الخنزير وفي السجون يراعي اصحاب الارض معتقدات السجين ويطعموه حسب معتقده اضافة على صبغ السجين بعبارات الاحترام التي ينص عليها قانون حقوق الانسان الذي يحترمه الغرب بشدة وهكذا بنوا الانسان الغربي الذي أنتج لنا هذه الحضارة المتقدمة .
الاعتداء الإرهابي على مجلة( شارل ايبدو) 
لا اود الخوض بقانون الحريات الفكرية وماله وماعليه ،  فباوربا لاشيء مقدس او عليه خط احمر والاساءة او الاهانة  اذا ماوقعت يكفل القانون ردها اذا ما ثبت في شكوى ، لكن المشكلة تكمن في العقول الخاوية التي تعتقد بانها تدافع عن الله والدين الاسلامي بطريقة الترهيب متخذة من الفجاجة الدوغمائية اسلوبا للحكم الذي أنتج لنا هذا النوع من الارهاب الذي لا يسلك غير القتل والتدمير من اجل  إتمام غاياته .  ولذا ما حدث ليس مستبعدا فجلنا كان يتوقع حدوث ذلك عاجلا ام اجلا، والغالب منا كان يتوقع هجمات على الجالية الشيعية في اوربا  الا ان هذا الحدث قلب موازين التوقعات وفتح نار الحرب من قبل الجهات الامنية على المتطرفين  والذي من المؤكد ان يكتوي بنارها المسالمين من المسلمين في اوربا ، وبالتالي سنشاهد مستقبلا بروز الكراهية الكامنة في بعض النفوس ضد كل ماله مظهر إسلامي وبالذات ستعاني  نساء المسلمين في اوربا بسبب الحجاب الذي هو هويتهن  الاسلامية فضلا عن المضايقات البوليسية والتحريات الاستباقية التي ستطال الجالية المسلمة في اوربا ، فعلينا كجالية مسلمة ان نقوم بالتنديد بما حصل والقيام بالمظاهرات التضامنية مع عوائل الذين اغتيلوا غيلة في باريس واستمالة الراي العام لمظلومية بلاد المسلمين من التطرّف الإرهابي والسياسي الذي أنتج هذا التطرّف والضغط على تجفيف منابع الارهاب وتخريس  دعاته ،  وما نتمناه  من الأوربيين ان يقوموا بغلق المساجد التي تحتضن الفكر التطرفي وتبثه . 
وكما قالوا في الحكمة التي لم اكن أاومن فيها ” إتق شر من احسنت اليه ”