18 ديسمبر، 2024 11:20 م

غزوة اوباما في الانبار

غزوة اوباما في الانبار

الحرب الدائرة في الانبار بين جيش المالكي وثوار عشائر الانبار منذ شهر تقريبا ،تؤكد حقيقة واحدة ،ان ثورة الشعوب لاتهزمها الدبابات والطائرات والصواريخ ،مهما بلغت حماقة العدو وقسوته في ايقاع الاذى بخصمه ،ولنا في ثورة الشعب المصري العظيم والتونسي العظيم والليبي العظيم والعراقي العظيم ،اذ ان الشعوب لن تستسلم ،قبل ان يغادر الطغاة سدة الحكم غير ماسوف عليهم ،واليوم تدور رحى معركة طائفية في باطنها وخطرة جدا على وحدة العراق ،هذه المعركة اعلنها رئيس الوزراء عندما وصف  المتعصمين في المحافظات المنتفضة على سلطته انهم فقاعات ،وانهم انصار يزيد وانهم ،بينه وبينهم بحر من الدم وانهم غير عارقيين وانهم من تنظيمات ما يسمى بداعش ووو غيرها من التهم والتهديدات ،حتى انتهت الى غزوة بمباركة ايران وميليشياتها وحرسها وفيلق قدسها وميليشيات عراقية ،واخيرا مباركة الرئيس الامريكي نفسه باراك اوباما الذي ارسل الصواريخ وطائرات الاباتشي واسلحة حديثة الى المالكي حسب الاتفاقية الامنية بينهما ،بحجة القضاء على داعش (ركزوا معي القضاء على داعش )، في حين يصرح جون كيري وزير خارجيته ان بشار الاسد هو من يدعم داعش في سوريا ،ويصرح مسؤولون اخرون ان داعش هي صناعة امريكية –ايرانية-سورية ،هذه التصريحات تؤكد حقيقة المعركة في الانبار التي جيش لها المالكي زازباما وحكام طهران عشرات الفرق العسكرية لدخول الفلوجة والانبار منذ شهر دون اية نتيجة او انتصار على الارض،سوى التصريحات الكاذبة والتهديدات الفارغة ،والعنجهية الطائفية التي مارسها الجيش بشعاراته وراياته وكلامه الطائفي البغيض على اهل الانبار ووصفهم كلهم بانهم ارهابيون،وقدم جيش المالكي في هذه المعركة اكثر من عشرة طائرات ومئات القتلى والاف الجرحى ،مع هزيمة الجيش في اكثر من قاطع بين رافض للقتال وهارب منه او وقع اسيرا لدى ثوار العشائر ،اذن المعركة خاسرة بكل المقايس ،حيث كانت وجهتها اول مرة الى صحراء الانبار ،وبعد الهزيمة والفشل استدار الى مدن الانبار واقضيتها وقراها ،ولم تشفع له الصحوات وداعش التي قاتلت معه والميليشيات الموالية لحكومة المالكي وشيوخ الغدر والخيانة ممن خانوا اهلهم في الانبار وخذلوا ساحات العز والكرامة من بينهم المحافظ المهزوم وابوريشة الاغبر والفهداوي الارعن ،وهكذا ورط اوباما  حليفه في الانبار ،ولم يكتف بهذه الهزيمة التي يتحدث بها العالم كله ،من خلال ما تبثه الفضائيات والانترنيت من خسائر جسيمة في المعدات والبشر لجيش المالكي ،في حين تصور فضائياته ان الوضع العسكري هناك يشبه اغنية سعاد حسني (الدنيا ربيع والجو بديع)،ان غزوة اوباما في الانبار ماهي الا ورطة له اوقع المالكي في حبائلها ،وسوف لن ينجو احد منها ،بالرغم من انه يغدق على حكومة المالكي بالطائرات والصواريخ والسلاح ،فالحل ليس عسكريا ايها الاغبياء ،الحل هو سياسي بحت وشيء غيره ،لان ارادة الشعوب لاتقهرها الصواريخ والطائرات ،الا اذا كانت الطائرات والصواريخ لغرض الابادة ،وهذا مايريد اوباما والمالكي في غزوة الانبار ،وما يتعرض له اهلنا في الانبار ومدنها من قصف عشوائي ومنظم على المدن والاقضية والنواحي والقرى ماهو الا ابادة حقيقية لاهل الانبار ،وانتقام طائفي واضح لاهلها ومواقفهم الوطنية ،منذ ايام الاحتلال الاولى للعراق وهزيمة جيش المجرم بوش في شوارع الفلوجة والانبار والمدن العراقية الاخرى ،معركة الانبار هو تمهيد لاشعال الحرب الطائفية من اجل الفوز بولاية ثالثة لحكم العراق ودعاية انتخابية لاطراف وخصوم المالكي في السلطة ،اما اوباما وادارته الفاشلة ،فتمثل غزوة الانبار محطة مهمة في مخططها، باشاعة الفوضى الخلاقة في كل من سوريا والعراق بوقت واحد،تمهيدا للبدء بالصفحة الاخرى، وهي التقسيم على الاسس الطائفية والقومية والاثنية (اكراد سورية يطالبون بالحكم الذاتي، وبعض العراقيين يطالبون بالاقاليم والاقضية تطالب بتحويلها الى محافظات وهكذا ،يتم التقسيم في ابشع صورة من صور مشروع بايدن التقسيمي، الذي بدات ملامحه بعد معركة الانبار ،وعلى لسان امراء الحرب والطوائف واصحاب النفوذ الطائفي والديني والحكومي ،انها غزوة اوباما الجديدة ،تلك التي يراد منها اعلان مرحلة التقسيم والاقاليم بشكل علني في اكذوبة مفضوحة هي التخلص من حكم السلطة المركزية ،وما يدرون ان السلطة المركزية تعيش ايامها الاخيرة في الحكم ،بارادة الشعب واصراره على انهاء حكم الطغاة الطائفيين ،وانهاء التواجد الايراني في العراق من خلال قيادة حكومة عراقية لاتخضع للنفوذ  الايراني والامريكي ،والانتخابات القادمة ربما هي من يسحق غول الطائفية ،ويدحرج الشعب العراقي راسه في صندوق الاقتراع،هي غزوة فاشلة ياسيد اوباما ،كما فشل غزو سلفك المجرم بوش على العراق …لانكم لم تقرأوا تاريخ العراقيين القديم والحديث،فسرهم في وحدتهم ووعيهم العالي وذكائهم وكشفهم احابيل ومخططات عدوهم بوقت مبكر   ،هذا هو سر نصر العراقيين دائما على اعدائهم  امثالكم ..كل عام وغزوتم فاشلة انت وصنيعتك وعملائك الصغار في المنطقة ….