17 نوفمبر، 2024 11:47 م
Search
Close this search box.

غزوة التقشّف وسياسات قواويد العراق الدنيئة

غزوة التقشّف وسياسات قواويد العراق الدنيئة

برغم ملياراتنا (الكشرة) .. التي لم تكن تحلم بها أي حكومة في العراق منذ العهد الملكي ولحد هذا اليوم .. وبرغم الصفات الهوليودية التي اطلقت على ميزانيات العراق (الجديد) ، من أمثال الضخمة والأنفجارية والأنفلاقية .. ورغم ان مجموعها تجاوز السبعمائة مليار دولار امريكي خلال سنين لا تتجاوز عدد اصابع اليد .. ورغم ان ميزانيتنا لسنة واحدة فقط كانت تساوي مجموع ميزانيات ثمان او تسع دول مجتمعة من امثال الأردن (12 مليار دولار) وسوريا (9 مليار دولار ) وغيرها .. إلا ان الوضع الأقتصادي في العراق ما زال يسجل تراجعا خطيرا في التخطيط ورسم السياسات والتنفيذ و(الخمط) .. وحال المواطن العراقي المسكين من سيء الى اسوء .. لذلك يرى كل المنصفين ان اقتصادنا قد استحق وبجدارة انطباق حاله وصفاته على بول البعير .

الآن وبعد انهيار اسعار النفط التي كانت تمثل الممول الوحيد لميزانياتنا (المنهوبة) من قبل قواويد السياسة وسماسرة سرقات العصر الذين وضعوا (وما زالوا) تخريجات قانونية للأستيلاء على ملياراتنا تلك ، تحت مسميات الأمتيازات والحقوق والنثريات والحمايات والأيفادات وكوميشنات العقود الوهمية وعقود التسليح ، والعلاج خارج العراق على حساب خزينة الدولة من أمراض (مستعصية) من امثال أبو خريّان أو الفتق أو النشلة أو البواسير .. نقول بعد ذلك الأنهيار الغير منظور لم يجد هؤلاء الظلاّم غير المواطن والموظف المسكين لكي يعوض لهم عن فرق سعر برميل النفط ، ويديموا على انفسهم نعمة السحت الحرام التي ما برحوا ينعمون فيها بغفلة من هذا الزمن الأغبر .. فقاموا بتخطيط سياسة ومعركة (تقشفية) مشبوهة وفصّلوها على قياس العراقي الجوعان
سيبدأون بفرض ضريبة على كارتات تعبئة التلفون المحمول ، متغاضين عن تلفوناتهم وتلفونات عوائلهم (الفاتورة) التي يتمتع بها نوابنا (المنتخبون) صعودا الى اكبر صماخ بالدولة ، والتي تكلف الدولة مئات الملايين من الدولارات شهريا .. ومن ثم سيمرون على اسعار الوقود ليشعلوها وليكن ما يكن ، لأن وقود عجلاتهم ومولدات بيوتهم تخصص لهم بالمجان وتدفع تكاليفها من اموال الدولة أيضا.. ولن يستثنوا الموظفين المساكين من اولائك الذين يتقاضون راتبا شهريا بمقدار مليون ونصف المليون دينار لكي يستقطعوا منه ما يمكن استقطاعه .. رغم ان بعض سياسيونا يصرفون اضعاف المليون ونصف دينار شهريا ، فقط من أجل شراء مناديل (سانتي وكوداكس) لبعض عاهراتهم .. واستقطاعات وضرائب اخرى كثيرة (ستجوي) بنارها جيوب مواطنينا المساكين ، وتحصن بنفس الوقت جيوبهم الممتلئة قيح وقذارات وسحت حرام .. ورغم اننا سنكتب ونكتب عن ظلم قواويد السياسة اولائك ودنائة تخطيطهم وفساد توجهاتهم ، ونتأسف كثيرا لأنهم وضعوا انفسهم بأبراج عاجية (خضراء) ، حالت بينهم وبين التواصل مع هذا الشعب المسكين .. إلا اننا ما زلنا نأمل شيئا من خير في بعضهم .. رغم أن المثل الشعبي يقول .. اذا تابت (الكـ..ـبة) تصير (كوّ..دة) .

أحدث المقالات