23 ديسمبر، 2024 11:51 ص

المسلمون لن يَدَعوا ولايات الشمال تفلت من قبضتهم ( ولاية الأندلس، ولاية اليونان، مقدونيا، بلغاريا، هنغارية، صقلية، مرسيليا… ). إنهم ماضون في جهادهم لِ استرجاع ديار الكفار إلى حظيرة الخلافة التي بدأت بِ التشكل في العراق و سوريا، فَ دولة الخلافة باتت تستحوذ على مساحة من الأراضي المتصلة بِ بعضها تُقَدّر بِ أكثر من 150000 مائة وخمسون ألف كيلومتر مربع، و تسيطر على مصادر الطاقة و الزراعة و الآثار و لديها اقتصاد قوي و هي تصدّر النفط بشكل منتظم عبر تركيا، و لديها مخزون هائل من الأسلحة، و تملك جيشا مدربا ذي خبرة عسكرية قتالية عالية و يُقدّر عديد جيش الخلافة بِ حسب التسريبات أكثر من 000061 مائة و ستون ألف مقاتل تحت السلاح “الآن”، و عند الهيعة الأولى سَ يصل عددهم إلى 700000 سبعمائة ألف مقاتل حاضرين تحت الطلب في معسكرات دولة الخلافة في العراق و بلاد الشام، أمّا الجيش المرابط فَ يُقَدّر عديده بِ أكثر من 50000000 خمسين مليون مقاتل منتشرين و مرابطين في الأركان الأربعة من الكرة الأرضية، فَ إلى أين المفر؟ إن الله قد أمر المسلمين في القرآن بِ الجهاد في سبيله لِ فَرْض دينه على البشرية جمعاء و تنصيب رايته على قصور الأباطرة و السلاطين و ملوك الجان. إن قتال و مقاتلة الآخر ركن من أركان الإسلام كَ الصوم و الصلاة، و كما أن المسلم لن يكون متمما لِ أركان دينه إذا ترك الصوم و الصلاة كذلك لن يكون متمما لِ أركان دينه إذا ترك الجهاد. أنا هنا لست في وارد الدخول في نقاشات، سجالات، مماحكات، جدالات، مبارزات، و خصامات، و حين أجيء بِ آيات من القرآن، إنّما أفعل ذلك أولا لِ تدعيم رأيي و رؤيتي في الموضوع، و ثانيا لأن تصرف المسلم في الحياة بدءا من دخوله المرحاض و انتهاءا بِ نكاحه لِ أنثاه يعتمد، لا بل ينفّذ التعليمات و الأوامر الواردة في القرآن، و ثالثا لكي لا يلجأ المزوّقون إلى عدّة الشغل لِ التجميل و المكياج و المكساج ويبدأون بِ العزف على الربابة ذات الوتر الواحد إيّاها، لِ يبدأ الشيوخ و علماء القرآن و الأحاديث و السيرة النبوية، و حَفَظَة النصوص، و يدخل إلى المسرح هؤلاء أصحاب اللوك الأوروبي و ربطات العنق المزركشة أعضاء منظمة كير و سواها من المنظمات الجهادية السلفية العنصرية التي تجاهد في عقر دار الكفار و بِ آلياتهم ( حقوق الأنسان، حرية العقيدة و الدين، حرية الرأي و الكلام، حرية ممارسة الشعائر الدينية، حق الدعوة و التبشير، الديمقراطية، صناديق الانتخابات…إلخ ) و دون أن تعني تلك الآليات لهم شيئا في دولة الخلافة. تبدأ العراضة بِ النواح و العويل و معاتبة العالم على معاداتهم و ازدراء دينهم الحنيف، و إظهار أنفسهم بِ المجني عليهم و إخراج وصفة البارانويا من تحت عمائمهم و الصراخ في وجه البشرية كلها بِ المظلومية، و بِ أن العالم كله يكرههم و يتآمر على الإسلام، و لِ العلم فقط، فَ هذه المظلومية صناعة إسلامية أخذها المسلمون من القرآن نفسه حيث جاء

فيه :” و لن ترض عنك اليهود و لا النصارى حتى تتبع ملّتهم “، فَ المسلم دائما يفسّر كل ما يحدث من هذا المنظور، إنها مؤامرة مسيحية يهودية ضد الإسلام، ثم يبدأون بِ الإنشاء و تكرار قصائدهم التي تراكم عليه الغبار، كَ قولهم: هذا ليس الإسلام الحقيقي، إنهم لا يمثلون الإسلام، الإسلام بريء منهم، الإسلام دين محبة و سلام…إلخ من هذه التزويقات التي اعتدنا على قراءتها و سماعها منهم في ميديا اللوبي الإسلامي العالمي. أنا أتساءل هل الكفار هم الذين كتبوا هذه الآيات في القرآن؟! يقول الله في سورة الأنفال الآية – 04- ” فاذا لقيتم الذين كفروا فَضَرْبَ الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدّوا الوثاق….” و في سورة الأنفال الآية رقم – 39 – يقول الله: ” وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ” وفي سورة التوبة الآية – 14 – هناك تحريض و دفع لِ القتال، حتى أنّ محمد أو أتباعه الذين كتبوا القرآن فاتهم بِ أنّ الذي يكلّمهم و يحرّضهم هو الله نفسه، و راحوا يكتبون شروي غروي:” قاتلوهم يعذّبهم الله بأيديكم و يخزهم و ينصركم عليهم و يشف صدور قوم مؤمنين.” في الوقت الذي كان يجب أن تكون الآية -14 – هكذا” قاتلوهم فإني أعذّبهم بأيديكم و أخزهم و أنصركم عليهم و أشف صدور قوم مؤمنين”. إن الله يحلل النهب و السلب لِ أتباع محمد في الآية – 27 – من سورة الأحزاب بِ قوله: ” و أورثكم أرضهم و ديارهم و أموالهم و أرضا لم تطئوها و كان الله على كل شيء قدير” سَ أكتفي بِ هذه الآيات كَ دليل على الإجرام و اللصوصية و العدوان على الآخر كائنا مَن كان ذاك الآخر- مسيحي بوذي هندوسي يازيدي يهودي كافر مشرك زنديق لا ديني…إلخ-. سؤلّ النبي عن أي الهجرة أفضل؟ قال: الجهاد. و ما الجهاد؟ قال: أن تقاتل الكفار إذا لقيتهم. أيّ الجهاد أفضل؟ قال: مَن عُفِرَ جواده و أهريق دمه. أمّا مراحل الجهاد و المصطلحات التي يستخدمونها فَ هي نفسها الموجودة في كتب السيرة اقتداءا بِ سنّة نبيّ الإسلام. أولا الهجرة. ثانيا الرباط و هو كل مكان يخاف على أهله من العدو و يخيف العدو، و سمّي رباطا لأنهم يربطون خيولهم. يقول القرآن” و أعدّوا لهم ما استطعتم من قوة و من رباط الخيل ترهبون به عدوّ الله و عدوّكم”. أمّا ثالثا مرحلة الاعداد الأخيرة و التنفيذ. في هذه المرحلة يتم التدريب على صنع القنابل و المتفجرات و المفخخات، و يتم التدريب على استعمال الأسلحة و التداريب البدنية و غيرها، و كلها اقتداءا بِ السنة المحمدية و تقيدا بِ أمر القرآن ” و أعدّوا لهم ما استطعتم من قوة….”.إن اللوبي الإسلامي العالمي أرسل الإشارة ومعها كلمة السر إلى المجاهدين الميدانيين أعضاء الماسونية الإسلامية العالمية، أمثال المجاهد الإخوانجي رجب طيب أردوغان و الإخوانجي ملك الأردن و الإخوانجي

الوهابي ملك السعودية، و الإخوانجيين الأقزام في دول الخليج؛ بأنّ ساعة الصفر قد أزَفَّتْ- دَقّتْ-، و في التو و اللحظة تم تجميع مئات الآلاف من اللاجئين في مدينة واحدة و ساحة واحدة و قيادة واحدة، و تمّ سوقهم نحو الهدف ” بلاد الكفار ” الخطوة الأولى في الجهاد ( الهجرة). في التحليل – الهدف من توجيه هذه الموجة الهائلة من البشر بِ اتجاه بلاد الكفار هو لِ إرباك سلطات تلك البلاد و لِ اختلاط كل شيء في كل شيء ( الهارب من الحرب، اللاجئ، الإرهابي، الدواعش، جند الإسلام، الإخوان، القاعدة، النصرة…إلخ). لِ نسأل و نتساءل بِ منتهى البراءة: لماذا تركيا و الأردن نصبتا الخيم في الصحارى و خارج المدن لِ مئات الألاف من الهاربين من جحيم الحرب، و ضرَبَتْ حولهم سياجا و عسكرا و جيشا و دون توفير البنى التحتية من الصرف الصحي، الطرقات، دور سكن، حمامات، مراحيض، كهرباء، حرارة، مياه، متاجر، دكاكين، مطاعم…إلخ، لِ العيش كَ بشر. لماذا لم تتصرف هذه الدول كما تصرفت سوريا مع مئات الألاف من العراقيين و اللبنانيين الذين هربوا من جحيم الحروب في بلدانهم؟ إذْ أنّ سوريا سمَحت لهم بِ الانخراط في سوق العمل و الحياة الاجتماعية مع حرية الحركة و التنقل أصولا. لماذا تركيا و الأردن لم تمنحاهم إقامات دائمة و فرصة الاندماج في مجتمعاتهم، علما بِ أنهم من الخلفية الثقافية و العقائدية و الدينية نفسها؛ فقط لبنان هي الدولة التي انخرط المهاجرون في أسواقها و مدنها و أحيائها، و هنا أيضا لعبت الماسونية الإسلامية العالمية دورها المدمّر لِ لبنان، و ذلك من خلال إغراق لبنان بِ المهاجرين المسلمين لِ يتم القضاء على البقية الباقية من المسيحيين الكفار. ألم تجتمع الأمة العربية و الإسلامية على غزو هذه الدولة الصغيرة المتميزة في هذا المحيط الإسلامي المظلم حين حَرَّضَت الفلسطينيين مع الميليشيات الإسلامية على غزو لبنان و ذلك بِ افتعال حادثة البوسطة؟ قبلها هَدَدَ الإخوانجي أنور السادات بِ إغراق لبنان في بحر من الدماء، و مثله كان أعضاء الماسونية الإسلامية رؤساء و ملوك و أمراء الخلافة قد اتفقوا على غزو لبنان لِ القضاء على الوجود المسيحي الكبير و على مكانة الرئيس المسيحي الوحيد في هذا المحيط الإسلامي المرعب، فما كان من الفدائي المغوار الإخوانجي ياسر عرفات إلاّ بِ إعلان الجهاد المقدس ضد لبنان و ذلك من خلال الآية المقدّسة ” طريق القدس يمرّ من جونييه”. غدا ستفعلون نفس فعلة عرفات لكن هذه المرة في بلاد الكفار و سيكون آيتكم ” طريق مكة يمرّ من واشنطن و سيدني و باريس و لندن و برلين و مدريد و روما…” إن هؤلاء الملايين هربوا من الحروب و المجاعة و الظلم و الاستبداد، و هم ينشدون الأمن و الأمان و العيش بِ كرامة. لماذا لم توفروا لهم أدنى متطلبات الحياة، توفير الأمن و الطعام و المبيت تحت سقف يقيهم برد الشتاء و قيظ الصيف؟ نسأل الماسونية الإسلامية العالمية، منظمة كير الأمريكية الإخوانجية، منظمة المؤتمر الإسلامي، رابطة الدول الإسلامية، اتحاد الدول الإسلامية، الجامعة الإسلامية، جامعة الدول العربية الإسلامية. إنكم أكثر من خمسة وخمسين دولة و مملكة و سلطنة إسلامية في العالم، و مساحة آراضيكم تتسع لِ مئات الملايين الإضافية من

البشر، و اقتصادياتكم تكفي لِ إعالة أكثر من مليار إنسان فوق عددكم الحالي، فِ لماذا لم تأخذوا أبناءكم، نساءكم، حريمكم، حرائركم، بناتكم، أطفالكم، و شيوخكم الذين يقاسمونكم حلاوة الإسلام و الثقافة و العقيدة؟ لماذا لم تضموهم إلى أحضانكم الحنونة الدافئة النقية العفيفة البريئة الطاهرة، لماذا تدفعونهم إلى بلاد الكفار عبْرَ البحار لِ يغرقوا أمام أنظاركم دون أن يرفّ جفنا من عيونكم الحور السود المكحّلة الجميلة الخميلة البريئة؟ هل يمكن اعتبار ما فعلتم بِ جثة ذاك الملاك البريء الطفل ايلان الكردي من خلال فبركة المشهد بحيث يكون له أعظم الأثر المحزن على ضمير الإنسانية؟ طبعا عدا ضمائركم لأنها و بكل بساطة أنتم بلا ضمير، و إنْ كان لكم ثمة ضمير، فَ هو بِ التأكيد ميّت فاسد. هل يمكن اعتبار ما فعلتم مشهد من مسرحيات الماسونية الإسلامية كَ تلك التي لعبها السيد رجب طيب أردوغان في مسرحية سفن الحرية إلى غزة، أو مسرحية الطفل الفلسطيني الملاك البريء محمد (توأم ايلان في جرائمهم) حين قتله الفلسطينيون و هو في حضن والده المسكين الذي أجبروه على التصديق بِ أن الذي قتل ابنه هو الإسرائيلي، بِ الرغم من وضوح الصورة التي تظهر جهة الرشقة التي انطلقت منها الرصاصات القاتلة. إنكم دخلتم الحياة حاقدين عليها، و على كل الذين يختلفون معكم في العقيدة و الدين، لقد قسّمتم العالم منذ البداية إلى مسلمين و غير مسلمين مؤمنين و كفار، دار حرب و دار سلام. تزدرون و تشتمون أديان و عقائد الآخرين قياما و قعودا صباحا مساءا و على الملأ و دون خجل. هل تقبلون أن يقال لكم بِ أن السيد محمد ابن آمنة ليس نبيا، و أنّ القرآن كتاب إرهابيّ عنصريّ، و أنّ الدين الإسلامي إنْ هو إلاّ حركة عنصرية إرهابية مجرّدة من الأخلاق و الإنسانية؟ أخشى، لا بل أعتقد بِ أنّ الطرواديين سَ يعيدون أحصنتكم إليكم فارغة من فرسان الصحراء الذين حشرتموهم في بطونهم، و أنكم سَ تجلبون العار و الدمار و المآسي المفجعة علينا كلنا في مهاجرنا الآمنة و دون تفريق بين المسلم و المسيحي و البوذي و اليهودي و اليزيدي؛ و إنّ غدا لناظره قريب……..