23 ديسمبر، 2024 8:43 ص

ما حصل في الفترة الاخيرة من تطور في العلاقات العراقية الروسية يستحق الوقوف والتأمل , فالعراق بعد 2003وصلت علاقته مع روسيا الى عنق البرود السياسي, والذي تباين مع علاقات مهمة مع أمريكا بوصفها شريكا محتلا لاغنى عنه في كل صغيرة وكبيرة, ولايخفى على أحد من تصادم مصلحي مابين أمريكا وروسيا فالاخيرة تمثل معسكر مناوء لكل التوجهات الامريكية تشاركها في ذلك الصين وأيران ودولا أخرى , فيما تقود أمريكا دول الاتحاد الاوربي ودولا أخرى تدور في فلكها , علاوة على أمارات الخليج والتي لها دور كبير من الناحية الاقتصادية في المشهد الدولي, التطور الذي حصل مابين حكومة المالكي وروسيا مؤشر جيد أذا أخذ من بعده الدولي في الانتفتاح السياسي ومسك العصا من النصف , أما أذا أعتبر وخطط له أن يكون بديلا عن العلاقات مع أمريكا وما يترتب على ذلك من تجذابات تؤدي الى أن  يرهن العراق مصالحه مع أيران وسوريا , فهو رهان خاسر لان أمريكا حين خططت لغزو العراق وجاءت بالكثير من أشباه السياسين لم تفعل ذلك كرها بصدام ولاحبا بأهل العراق فأمريكا تتحرك  بوصلتها المصلحية وراء أطماعها الغير محدودة , وهي تعرف أن العراق هو الدجاجة التي تبيض ذهبا ولايمكن أن يذهب بيضها الذي صرفت عليه المليارات من أجل السيطرة عليه الى روسيا وغيرها, فبعد ساعات من أعلان صفقات الاسلحة مع التشيك وروسيا سارع سياسيون من الجانب الامريكي بتصريحات غاية في الجدية من أن أمريكا هي المسؤول عن تسليح العراق , فيما رد بعدها مسؤول عراقي بدعم الرد الامريكي .
مانريد قوله له لمن يمتلكون زمام الامور في البلد لاتربطوا مصير العراق بأيران وسوريا ومن يدور في فلكهم فهما في أقل تقدير لم يقدما للعراق شيئا فالاخيرة معروفة ماذا فعلت حكومتها مع البعثيين والقاعدة من تفجيرات وفوضى وأيران مازالت تقطع أكثر من أربعين رافد مائي , وما خفي كان أعظم . نريد من الساسين العراقيين أن يقيموا علاقات تخدم العراق ولانريد من العراق أن يخدم أحدا , علينا أن نقنع الروس والامريكان ببرهان سياسي قاطع بأ ن يجعلوا منه دوحة للاقتصاد والاعمار , وأبعاده من التعسكر مع أي  كان , وأتذكر كلما رأيت دويلة ليس لها تاريخ ولاحضارة تنتقص من القيمة المعرفية والثقافية لهذا الوطن , أقول أتذكر مقولة سيد القمني حين تحدث عن بلاد الشمس وقال العراق سيد الزمان .

[email protected]