22 ديسمبر، 2024 12:53 م

غزة والحرب المفتوحة..!!

غزة والحرب المفتوحة..!!

لم تستطع القمة العربية والاسلامية،التي إنعقدت في جدة قبل إسبوع،أنْ تحسم حرب غزة، وتوقف نهر الدم ،الذي يجري في شوارعها منذ أكثر من شهر،والسبب كما يعرفه الجميع، عجز الحكام العرب والمسلمين،وتوحيد كلمتهم بوجه الغطرسة الصهيوأمريكية،فخرجت القمة بقرارات هزيلة مهينة وخجولة إسترضائية، لم تشفِّ غليل من يتابع أحداث غزة المرعبة بكل المقاييس،في وقت تتصاعد فيه حدة المواجهات العسكرية على الأرض،بين المقاومة الفلسطينية، وبين الجيش الإسرائيلي ،كمعارك غير متكافئة بين الكرِّ والفرّ،ويقدم الشعب الفلسطيني الثمن الأبهض في التأريخ، من دماء أبنائه، أمام أعتى عدو شرس ووحشي، يستهدف الأطفال والنساء والشيوخ في بيوتهم بلا رحمة،دون أنْ يرفّ للحكام العرب والعالم الديمقراطي جفن، وأمام مرأى ومسمع الدنيا كلها،غير الشجب والإستنكار والدعاء والتظاهرات،ألتي تجوب الشوارع،و بمشاركة لفصائل عراقية ويمنية ومقاتلي حزب الله ، بصواريخ تنفجر في الهواء،أو تصدها القبة الحديدية، ونعلم جميعاً أن الصواريخ تدمر البنى التحتية فقط ،ولاتحرّر أرض مغتصبة ، أو تغير من معادلة ونتيجة المعارك،كمشاركة رمزية ودعائية إعلامية وحفظ ماء الوجه ،لتهديدات وشعارات لتحرير القدس ، منذ عشرات السنين، وهوفي حقيقته دعاية لإستكمال مشروع إيران التوسعي، والمعروف بالهلال الشيعي،كلها لاتغير في معادلة حرب طاحنة، لعدو يمتلك أحدث الأسلحة والصواريخ والطائرات،وأعداد هائلة من الجيوش، تقف خلفه حاملات طائرات وغواصات نووية ،وبوارج حربية، وصواريخ ذكية وغبية وجيوش وقواعد على الأرض في المنطقة وحول غزة ،لأمريكا وبريطانيا والمانيا وفرنسا وأستراليا وإيطاليا،فيما يعمل الآخرون على دفع حرب غزة ا،لى حرب مفتوحة ،تشمل العراق وسوريا ولبنان واليمن، وإيران،فنرى تصريحات إيرانية تدفع بحصر الحرب في غزة فقط، وتدعم وتدعو فصائلها الولائية في المنطقة للحرب بالإنابة عنها،بتكثيف قصف القواعد الأمريكية في العراق وسوريا لإشغال الامريكان وترهيبهم ،فيما الصواريخ الولائية للحوثي والفصائل العراقية، تدك بعض مدن إسرائيل دون إحداث أية خسائر، فهي دعائية ورسالة واضحة لمشاركة الفصائل في الحرب تنفيذاً لأمرمرشد إيران،فهي إعلان مشاركة لا أكثر،وإقلاق العدو الإسرائيلي،فيما تشتعل الجبهة اللبنانية بالقصف بين حزب الله وإسرائيل،دون أن يصل الأمر الى مواجهة حقيقية بين جيشين، وهذا مايخشاه حزب الله واللبنانيون،وحذر منه وهدّد بقوة نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل ووزير دفاعه، بتحويل بيروت الى( غزة ثانية)،وتواجه مشاركة حزب الله في حرب غزة ضد اسرائيل، معارضة شديدة جداً من الأحزاب والقوى الوطنية والشعب اللبناني،لأنهم يقولون أن مشروع حزب الله ،ليس مشروعاً لبنانياً، وإنمّا هو مشروع إيراني ، وقد صرح بذلك زعيم الحزب حسن نصرالله نفسه من قبل،إذن من يريد حرباً مفتوحة ، بعد حرب غزة، أمريكا تصرّح وعلى لسان رئيسها ووزير خارجيتها بلينكين، أنها لاتريد( توسعة الحرب)،وتعمل على إنهائها بسرعة ، وإيران تنأى بنفسها عن التوسعة المزعومة، وتقاتل بفصائلها الولائية ،لإبعاد الحرب عنها ،وكي لاتصلها شظاياها ،فهل العرب يريدون إنتقال الحرب الى خارج غزة، بالتاكيد لايريدون لانهم سيقعون ضحيتها وساحتها،بمعنى الجميع لايريدون الحرب المفتوحة ،في العلن على اقل تقدير، كي لايتحمّلوا وزر الحرب فيما بعد، أمام التاريخ، ولايجرؤ أحد على إعلانها بنفسه لأن تبعاتها كارثية، وأجزم أن الجميع يريد حرباً مفتوحة ،(كلٌ حسب مشروعه في المنطقة)،ساحتها العراق وفلسطين وسوريا ولبنان واليمن، ولكن لا أحداً منهم يعلن ذلك،فهناك سيناريو أمريكي –اوروبي واضح ومعلن ،يتحقق ببطء في المنطقة، وتعمل عليه بقوة، لتغيير جيوسياسي واسع في المنطقة يسمى مشروع برنارد لويس التقسيمي، بعد التنمّر الإيراني وسيطرة إيران على العواصم العربية الأربع، وهي السبب الرئيسي في دعم حماس والقسام وجبهة العمل الاسلامي والمنظمات المتشدة بالصواريخ والسلاح والطائرات المسيرة، وتعتبر إسرائيل وأمريكا وأوروبا ماحصل في 7 أكتوبر، سببه ووراؤه إيران،ولهذا أرسلت الجيوش وحاملات الطائرات والغواصات النووية ووأحدث الطائرات الشبحية ، والبوارج الحربية ، ليس لحماية إسرائيل من حماس والقسام وغيرها، وإنمّا لهدف أكبر،سيحدث في المنطقة قريباً،وواضحة ملامحه، أين ستكون ساحته العسكرية، وكيف ستنتقل حرب غزة الى دول الجوار ،وان حرب غزة تشهد نهاياتها، بعد تراجع قوة حماس وصواريخها ، وتدمير غزة بشكل كامل، بقيت حماس واخواتها تقاتل بشكل منفرد وحرب شوارع وعصابات، فيما حققت إسرائيل إهدافها العسكرية، وستفرض شروطها بعد توقف الحرب على غزة، وغزة كانت منطلق الحرب المفتوحة ،وبوابة الإنتقال الى حرب أكبر منها،يراد توريط حزب الله فيها، والدليل خطاب زعيم حزب الله ، وودعوته وتهديده لإسرائيل وأمريكا ،بعدم توسعة الحرب وإنتقالها الى لبنان ،(لأن أبواب جهنم ستفتح عليهم)،وأن النصر في غزة أكيد ولكنه بطيء ، وهو خطاب تراجعي خيّب ظنّ جمهوره، الذي كان ينتظر منه الدخول المباشر في الحرب، لأنها فرصته التاريخية، ولشعاراته طوال السنين الفائتة،وخلاصة الخطابين لنصر الله، أنه لايريد الدخول في الحرب الواسعة المباشرة،ولايريد توسعتها كما يدعّي، ويكتفي بالمناوشات فقط،والقصف عن بعد،وذكر أنه دخل الحرب في اليوم الثاني، ولكن بالقصف الصاروخي والمدفعي في شبعا وغيرها، وهو تبرير لايرقى الى إقناع أحد من أتباعه، وهو تناقض واضح بين خطابيه، فمن جهة، لايريد حرب مباشرة بينه وبين جيش العدو الصهيوني ، ومن جهة أخرى إنه اشترك في اليوم الثاني للحرب،على العموم، جميع الأدلة والتصريحات، وصفحات المعارك على الجبهتين في وسط غزة ومدنها، وجبهة حزب الله، تشير أن الحرب المفتوحة قادمة لامحالة ،في وقت يرفضها الجميع ، ويتبناها الجميع تحت الطاولة،وستفرض على الجميع، هذا هو واقع حال الوضع المتوتّر جداً، والمتفجّر في عموم في الشرق الأوسط، والجميع في المنطقة متخوّف من تفجير الأوضاع، وإنتقالها الى مراحل أقسى مما نشاهدها في غزة ، من حيث دماء وجثث الأبرياء التي تأكلها الكلاب في الشوارع،وتنّفلت الأمور عن عقالها لتنزلق،وتنشبّ حرب عالمية ثالثة مدمرة، تغير وجه المنطقة،لاتبقي ولا تذر،وهذا أقسى مايخشاه الشارع العربي،حرب غزة مرشحة لحرب مفتوحة ،تنتقل الى لبنان وسوريا والعراق، مالم يتدخل حكام الدول العربية ،بقوة ويوقفوا نزيف هذه الحرب، بقرارات مصيرية جريئة كإستخدان النفط سلاح المعركة وقطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية وغيرها مع كل من يدعم اسرائيل ، تبعد المنطقة عن حرب مؤكدة ،تتشعل الأخضرواليابس فيها،كما شهدته غزة الجريحة،حرباً مفتوحة وطويلة الآمد ،تفرضها الدول العظمى، لمشاريع إستعمارية طويلة الآمد…!!