21 فبراير، 2025 3:07 م

غزة: قصة شعب لم يترك أرضه

غزة: قصة شعب لم يترك أرضه

المجد والكبرياء يخط بدماء الشهداء صفحات التاريخ، وشعب غزة يكتب بأسطورته الفريدة قصة لا مثيل لها في الصمود والكرامة. منذ خمسة عشر شهرا ، تتساقط صواريخ الكيان الصهيوني وحلفائه على هذه البقعة الصغيرة التي لا تتجاوز مساحتها 360 كيلومتراً مربعاً، مستخدمين كل أنواع الأسلحة الفتاكة والنيران الحارقة، في حرب لا تفرّق بين بشر وحجر.غزة، المدينة التي أنهكها العدوان، لم تسلم من آلة الحرب الهمجية، فكل زقاق وكل بناء فيها كان هدفاً للدمار. مشاهد البيوت المدمرة، المستشفيات المستهدفة، وحتى المدارس التي لجأ إليها المدنيون، تحكي عن حجم الجريمة التي طالت كل شيء.ومع كل هذا الخراب، ظل أهل غزة يثبتون أن الموت ليس نهاية، بل بداية لأسطورة لا تُمحى. عشرات الآلاف من الشهداء، ومئات الآلاف من الجرحى والمصابين، عاشوا تحت حصار خانق وتجويع ممنهج، ولكن ذلك لم يضعف إرادتهم.كلما سقط شهيد، ازداد شعب غزة صلابةً، وأصبح الموت لديهم خطوة جديدة نحو الحرية والكرامة. لم تكن الأم التي تدفن أبناءها وتردد: “لن نخرج من غزة!” سوى صورة من صور الارتباط الروحي العميق بالأرض، إيمانٌ متجذر بأن الأرض هي الهوية، وهي التاريخ، وهي المستقبل.لم تكن حرب غزة الأخيرة مجرد صراع عسكري بين المقاومة الفلسطينية والكيان الصهيوني، بل كانت شهادة على مقاومة شعب بأكمله. في هذه الحرب، قاوم أهل غزة الحصار، القصف، والدمار بقلوب مليئة بالإيمان والإرادة. لم يكن القتال مجرد معركة على الأرض، بل كان معركة وجود، وحق، وكرامة.

ورغم الفارق الكبير في الإمكانيات العسكرية بين المقاومة والاحتلال، نجحت غزة في كسر هيبة الآلة العسكرية الإسرائيلية. استخدمت المقاومة تكتيكات مبتكرة مثل الطائرات المسيرة والصواريخ بعيدة المدى، لتؤكد أن قوة الإرادة يمكنها أن تتفوق على التكنولوجيا.

غزة اليوم ليست مجرد مدينة، بل رمز عالمي للنضال والكرامة. لقد قدم أهلها درساً واضحاً للعالم: من يتمسك بأرضه ويقاوم الطغيان، سينتصر حتماً. المقاومة في غزة أعادت تعريف معنى الحريه أنها ليست مجرد حياة خالية من الحرب، بل حياة تعكس الكرامة والتحدي.إن قصة غزة ليست مجرد فصل من فصول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بل شهادة على أن الكرامة والإرادة لا تُقهر. وسط الدمار والحصار، أثبت أهل غزة أنهم أصحاب الأرض الحقيقيون، وأن كل ما روجت له الآلة الإعلامية الصهيونية ليس سوى كذب وافتراء.اليوم، أصبحت غزة نموذجاً فريداً يحتذى به، ودرساً عملياً لكل الشعوب المظلومة، بأن الحق لا يُوهب بل يُنتزع، وبأن الكرامة لا تُشترى بل تُصنع بدماء الشهداء وتضحيات الأجيال.غزة ليست مجرد مدينة، إنها رمز لإرادة شعب لم ينكسر. من بين الأنقاض والدخان، ينهض شعب غزة في كل مرة أكثر قوةً وصلابة. إنها قصة أمة تعلمت كيف تواجه أعتى قوى الأرض، وتثبت للعالم أن النصر دائماً حليف لمن يصر على البقاء، ويتمسك بحقه في الحياة والحرية والكرامة.

“غزة ستبقى”، هذه ليست مجرد عبارة، بل حقيقة كتبها التاريخ بدماء الأبطال.

أحدث المقالات

أحدث المقالات