22 ديسمبر، 2024 1:19 م

منى النفس غزواتها
وحدها على كبد شروخها
راع الصدود عادة
حملت الوهن وحدها
باعوها في سوق بفلس
كأن الطين من بيعها
كهل تبدى بين الخراب
يبكي.. يبكي من خرابها
شاب من الولع تاه
بين النيران نيرانها
طفل يشكو ملبس
لقمة الأنساب ساغها
امرأة تنوح بوجل
بين الكلل إشرافها
صبية صرخت من أرض
كان أل كنعان قادتها
طفلة مزقت حلمها
تعرى الحلم من دمعها
هدم ،فقر ،جوع
تعرت الأشياء من أعماقها
فلا العرب غزة
ولا العجم في غزتها
دامت الأجساد تنزف
فار التنور من دماءها
فالصمت يقتل أولا
والخليفة نائم في صرحها
فلا بلاد ظلت
ولا السلام من نصيبها
………..
غزوات سعرت من برود
والدم الحار على الخدود
ضحك العدى على يوم
كان يحلم به اليهود
توسعت مراكب أسراهم
قدسوا مرابع الأسود
حتى رقصوا من فرح
على عظام أطفال منشود
عصروا خمر قلوبهم
غلل الظمأ من الوعود
عجل الفعل الفعال
كأنهم وصلوا للموعود
يغلو في نفوسهم حقدا
على نبي الله المشهود
كملت أسطورة الصيد
فلا خيل في عاد وثمود
والسيوف ناخت أطرافها
حطمت طبول الجدود
فلا مسرى الرسول تجلى
ولا ليل في سماء ممدود
كفكف الوطن رحابه
وفاق من طيف غير موجود
……………
غزوات بعد غزوات
ظلت غزة بين الغزوات
كٱن السعد أن يسرى
طروقه بين غزة وعرفات
فاهتدى السام بلا عجب
أصاب النهج على الأموات
فلا وقت للرحمة أبدا
عهدا عليهم بكل الأوقات
فالغاية تبرر الوسيلة
حتى لو تراكمت الغايات
لولا انكسار الخطوب
لكانت في الأرض حاجات
غاب علي ورحل عمر
وتهجر صلاح الدين من الأزمات
تلك المنازل كانت واقفة
لا تهزها وغى الأصوات
مكارمهم تسبق الأحداث
سوابق مجدهم هبات
تعاقدوا على الشرف
لموا الجميع أطياف وأشتات
فهل تحدث الأيام
عن حضارة بعد السكرات
فمن يسمع صرخة غزة
بعد غزوات وغزوات