22 ديسمبر، 2024 8:36 م

غرقوا بصمت.. دون عناء..؟!

غرقوا بصمت.. دون عناء..؟!

تبكي الغيوم بأمر الله, لِتُسْعِد البساتين والأودية؛ وتبتسم الأهوار.. ثم ينمو الشجر, وتحيا كل المخلوقات بذلك البكاء العظيم, قُدرة الله عز وجل لا تبديل لأمره.
العراق ليس البلد الوحيد من تضرر لهذا البكاء, لكنه البلد الوحيد الذي لم يَنصِب العزاء, وغض الطرف عن دموع اليتامى, بل يخشى إسكاتهم, كي لا يكون طرفاً في المصيبة؛ ولسان حال الراعي.. قدر الله وما شاء فعل, فلا اعتراض لأمر الرب.
يبقى العراق الأول ضمن التصنيف العالمي للدول النائمة, سبات منقطع النظير لا يفوقه بلد أو شعب في التقصير, طبعاً ليس تقصير الصلاة.؟!, فصلاتنا كاملة مع النوافل, حتى صلاة الآيات نؤديها, حكومة منافع عاجزة عن تقديم ابسط الخدمات, فالأمر ليس من شئنها, مجاري تصريف الأمطار لا تعني شيء.. في بلد يواجه الإرهاب والسيارات المفخخة, ولو فكرت الحكومة في العام الماضي لإدخال المجاري ضمن المحاصصة والتوافق, وربطها بمنظومة المصالحة الوطنية, لحسدتنا على ذلك الانجاز المملكة السعودية, ولأستنسخت التجربة من أجل الخروج من المأزق الحالي الذي لا تحسد عليه الأن .
في يوم ممطر أجبرت الحكومة فتيتها وشباب المستقبل؛ بالتعطيل وعدم الذهاب للمدرسة خوفاً على سلامة كتبهم من البلل, مع عدم امكانيتها لطباعة نسخ اضافية تعويضية..؟!
لكني سمعت عن طريق الصدفة, ان انتخابات البرلمان لهذا العام قد تزيد بعض المقاعد؛ بسبب نسب السكان المتزايدة في معظم المحافظات..؟!, وقد يكون الرقم الذي سمعته صحيح 375 نائب, تائب الى الله.. قد يقسمون بالانجيل بعد تصحيح بعض فقرات الدستور, لجعل المجاري من أولويات عملهم, قد يكون النظام  رئاسي نيابي برلماني, أي ( تريد ارنب اخذ غزال.. تريد غزال أخذ سبتتنك) .
وبذلك ستكون الجلسة الأولى للبرلمان هي.. مناقشة انشاء مصاريف مياه الأمطار, على غرار الموجودة في فرنسا, نعم استنساخ التجربة الفرنسية في المجاري, والتجربة الرئاسية في الولايات المتحدة الأميركية, والتجربة الدنماركية لتربية الأبقار, والتجربة الهولندية للقضاء على التصحر, لكن نسوا التجربة الصدامية في ابادة الموارد البشرية, فلو اقروها ضمن جلستهم الأولى وحصل التصويت بالإجماع لما احتجنا لتجارب معظم الدول .
لله درك يا شعبي تتحمل فوق جراحك وتنزف الى أن تموت دون تحريك ساكنا, أو دون أن تدمع عين المسؤول عليك فخشيته تبقى للواحد الأحد, ويبقى البشر هو مَصْنَع الكراسي العاجية, ذوات الأرجل الحمراء والبطانة السوداء, فصفاء النوايا لايمكن اجتماعها مع ظلام المقاعد القاسية.