23 ديسمبر، 2024 6:11 م

غرفة زيد الشهيد بمعزل عن .. حكايات عن الغرف المعلقة  

غرفة زيد الشهيد بمعزل عن .. حكايات عن الغرف المعلقة  

جغرافية الأفتراق وتأشيرية الشكل النصي لاشك أن ( جغرافية الأفتراق ) هي من البنيات الموضوعاتية المهيمنة و التي تجابه حركة ( تأشيرية الشكل النصي ) ازاء أفعال ومحاور الشخوص وأحتمالاتهم القائمة في النصوص على أطار بنية المتغير أو المتقلب . من هنا نود دخول نماذج مجموعة

( حكايات الغرف المعلقة ) لزيد شهيد لنجابه بوضوح كافة ملابسات الكشف عن خطوط الجذب الخاصة في حركة العوامل المساعدة لتسهيل مهمة الفواعل الذاتية والعوامل الموضوعية التي نتلمسها من خلال وحدة كيفية خاصة من الفواعل المحكية ، أنطلاقا من القدرة الحكواتية التي يمتلكها الفاعل التوصيفي و الذي عادة ما يستمد ميوله من ميول موجهات الذات الشخصانية وصولا الى منجزات التحقيق النصي . ونحن في مقدمتنا هذه ندرك جيدا بأن في عوالم

نماذج ( حكايات عن الغرف المعلقة ) ثمة هناك تعالقا وأنعزالا

خاصا في سيرورة الحدث القصصي الذي تمليه نظرة القاص و هذا بدوره ما يؤكد أنعزالية فاعلية الشخوص بأختلاف المؤثر التنصيصي ، كما و ان التصدي والأنعزالية ما بين مهام القاص وتوجهات كتابة النصوص راحت تجسد دورا تلقائيا من حس الأختيارية في أنشاء النص وبين كشوفية مساحة أنطلاقية النصوص،وهذا ما لمسناه في الحقيقة في قصة ( غواية المطر ) وقصة ( غواية الذباب ) بل أن القارىء لقصص المجموعة لربما أخذ يلاحظ ذلك الأفتراق الظاهري بين مشروع حكاية و حكاية ، مع تواجد أنعزالية الكتابة ومهام النص عن منظور أرسالية خطاب توجهات كيانية تلك الحكايات ، الأمر الذي جعلنا نشعر بأن القاص لربما هو في غرفة كتابية بعيدا عن غرف حكايات نصوصه تلك.

( ترهينات النص السردي )

من الهاجس الى حدود مديات الفكرة نجد بأن مستوى حكايات قصص المجموعة تهدف نحو منطقة الأضمار المعلن الذي يتحكم بحدود الحكي الى قصة وخطاب ونص ، أي بمعنى أن القراءة

كعملية بناء ومطالعة تأطر معاينة دلالية كتفاعل مستوى النص

على هيئة ذاتية وموضوعية ، وعلى هذا فأن القارىء لنصوص المجموعة يشعر بأن زمن النص هو زمن تجربة تخطيب الواقع الذهني ليتجلى بعد ذلك واقعا نفسانيا مدركا من خلال حيثيات تعامل الذات الساردة مع كيفيات الزمن الحاضر ، بيد أن بناء وترهينات النص من خلال فعل القراءة نراها مفتوحة من خلال كيفية تعدد أزمنة التلقي والتناظر ما بين فضاء النص ومساحات قراءة النص من جهة ، وهكذا الأمر فيما يتعلق و مستوى البناء النصي حيث نراه من خلال تجسيد التفاعل الحاصل بين زمن القص وزمن النص، وهو ما نستطيع من خلاله الوصول الى نتائج أكثرعملية

وأكثر وعي بماهية المعطى النصي المجسد .

( بنية جغرافية النص )

ننطلق في هذه النقطة من محاولة معاينة بناء النص على أساس من أن حركة الدلالات تبدو بحد ذاتها مجتزأ لا يعطي في نصوص المجموعة ذلك الأتساع لفاعلية الشخوص لتتابع بناء التطورات الحكائية ، كما أن القارىء لنصوص القاص من جهة لربما يجد ثمة زمن بنائي طاريء في ترابطية بعض حكايات فقرات النصوص ،

كما الحال عليه في حكايات عنونة ( مراثي الوجدان بين الشواهد )

أن القاص في هذه النصوص لربما لم يعد جيدا لحساب ترابطية دلالات و أزمة نصوصه ، لا سيما و أن بنية القص ولغة الأشياء

ومكوناتها قد باتت بحكم الكشف السردي تشكل لحظة واحدة ودلالة

واحدة بحساب عاملية فرصة تحقيق الأنجاز الكلي ، أن من شأن هذا الطرح الذي وجدناه في مجمل معمارية الحكايات والعنوانات لربما

يشكل من جهة هامة ترادفا نوعيا في بنية تشكيل عضوية تتكفل بزمن تتابعي وتنافري قد لا يؤدي بالضرورة الى نتيجة موحدة

في نظام فضاءات الشخوص والأماكن السردية ، وتبعا لهذا المضي

نلاحظ بأن جميع الوظائف النصية والتشكيلية للنص راحت تتقادم

وفعل مغاير لترابطية الأحداث والشخوص ومداليل أزمنة النص ،

و بجانب هذا راح القارىء لنصوص المجموعة يجدها أخيرا كما لو أنها تجسد حالة من حالات التكرار نحو عالم الأبواب المضمونية المنغلقة . بناء على هذا فأننا نرى بأن حالة الأخفاق التي تلازم نصوص المجموعة قد جاءت على أساس مراسم ترسيمية من طرف ثابت ومنعزل يحاول بعملية بث أفكاره بهذه الطريقة خلق حالة من حالات السردية المغايرة نحو نقطة حبكوية قد لا تشغل سوى زمنية الأكتفاء و التحصيل دون حركة فاعلة في الوصول

الى نتيجة جادة .

( بنية الأفتقاد )

أن القارىء لنصوص مجموعة القاص يرى بأن هناك ثمة أشتغالية خاصة حول بنية الأفتقاد ، وهذه البنية بدورها تشكل علاقة غيابية

مع دلالات و وظائف النص القصصي في المجموعة . ففي عنونة حكايات ( توهجات أطياف ) يلاحظ القارىء بأن القاص يمنحنا حالة الحزن لدرجة تكاد الشخوص أن تكون وظائف مأتمية متعدد والى مرحلة بلوغ ما هو أعمق صلة وأصلب وشيجة ، وبهذا تصادفنا بأكثر من حكاية وظيفة ( بنية الأفتقاد ) حيث تصاغ بموجب فضاءات زمكانية موجبة لتغيير المسار المحكي من خلال

علامات القص المسبوك . في الحقيقة ونحن نطالع حكايات المبدع

( زيد الشهيد ) كم شعرنا بأن في أدوات هذا المكتوب النصي ثمة وظيفة هائلة في تذويب ( التفاعل النصي ) داخل خصوصية تجربة الكاتب النصية ، وعلى مستوى الخطاب وجدنا بأن بنية الأفتقاد تجسد تفاعلا محددا حول بناء النص ، الا ان هذا التفاعل راح يوفر

في حيز الأنتاج النصي تفاعلا جديدا على مستوى أقامة المتفاعلات

النصية نحو شكل جوهري ضمن بنية الأفتقاد .

( الحكائية ومشاهد التقطيع )

حتما أن البناء الحكائي في مجموعة القاص يتقدم الينا أنطلاقا من مستوى أدوات المكانية والزمانية في النص داخليا ، وهذه الشرطية

بدورها هي ما توفر للنص فضاءات ( الحوار / الشخوص / مشاهد التقطيع / أنتاج النص ) ومن خلال هذه الشروط أيضا نلمس بجلاء البعد المركزي الذي أخذ ينطلق منه القاص ( حكائية التقطيع / تداخل الأزمنة الخطية ) وكل هذه العناصر راحت تشكل مستوى أنفتاح لغة الحكايات زمنيا و من خلال البناء عبرأشتغال القاص على مادته الحكائية والتقطيع السردي ، وهذا ما قد وجدناه وعلى وجه التحديد في عنونة قصة ( حكايات عن الغرف المعلقة ) وهذه الحكايات في هذه القصة تأتينا على صوت السارد المتكلم بل وسائط

تكنيكية ، حيث الخطاب يظل يتسربل بغلائل شعرية تنمو نحو التعبير عن الجوهرية ليسود بعد ذلك سياق شعري يسم النصوص

داخل بناء معماري واضح ودقيق ، في حين تبقى الشخوص من جهة داخل أضمارات حلقات تكوينية تصبح ملزمة بجانب فعل السرد في تحديد العلائق والصراعات القصصية . وعلى هذا تبقى نصوص الصديق العزيز (زيد الشهيد ) تشكل فعلا مخياليا في كفة القراءة والتأويلية الدقيقة ، فضلا على أنها ترتكز على جوانب أيجابية من حيث البناء والتشكيل ، غير أنها في الوقت نفسه تبقى نصوص منفتحة رغم تواجد بعض من الهنات والثغرات في هيكلية

تقانية النصوص ، بيد أن هذا الجانب من جهة لا يعد بالعلامة السلبية ، بقدر ما يعد مؤشرا ظاهريا لعدم أستكمالية أداة التطوير ، وعلى هذا تبقى كتابة و أنجازية النص من ناحية تقنية تعد شروعا قصوريا من جانب بعيد و غير واضح . وختاما أود أن أقدم تحياتي وتقديري للقاص و الروائي زيد الشهيد ثم قولي له : أن الكتابة القصصية لديك و على ضوء نتائج مجموعة ( حكايات عن الغرف

المعلقة ) لربما أحيانا تتخذ شكلا أنجازيا مفارقا لبنية الأصوات السردية والعلامات الصياغية الجديدة : ألا أن هذه المقدرة لديك

في كتابة النص تختص بظروف وسياقية تصل حد النمطية و الأرهاق و التكرار في التلقي : أي عليك أن تكون دوما متعددا ومغايرا في تسجيل صورك وأفكارك ولعل من المفيد أن تكون بعيدا في تصوير فضاء نصك عن حدود العلامة الحكائية التي لا تتآلف وأنظمة ظروف محسوسة قد تؤدي بالتالي بنصك الى نتائج معروفة؟ حاول في المستقبل أن تكون نصوصك عبارة عن أصوات حقيقية في علامات مجردة ومقصودة كما وحاول أيضا أن تكون لديك التجربة القصصية عبارة عن مكونات تنقل النص الى أفق من بنية المسرود الموضوعي وليس الى أفق من المسرود الذاتي المحدد

التفاعلية مع النص نفسه ومع حالة التلقي : عزيزي زيد الشهيد ؟

أنا على يقين بأنك قاص جيد وأسم لامع ومثابر في مجال فن السرديات ألا أن ما هو غير معروف لدي في نصوصك هو ذلك الهاجس التنصيصي الذي يحول الأشياء لديك من جوهرية الأمعان في القص الى مجرد علاقة شكلية تبدو غير مجدية أحيانا ولو للحظة واحدة في وقت تبقى فضاءات النص لديك تشكل أحيانا منحى لا يصل الى حد بلوغية عملية الأنتاج القرائي و لا من جهة عتبات بلوغية مرحلة محددات النتيجة النصية المتمسك والموفقة : وعلى هذا لعلي سوف أتوقف طويلا في متابعة أخر مستحدثات نصوصك الجملية على الرغم من علمي الأكيد بأن حالة الكتابة والموهبة أشبه بالبذرة الأولى التي تنمو وتسقط ثمارها الناضجة الطيبة و منذ الوهلة الأولى : أما بما يتعلق وحدود منجز ( حكايات عن الغرف المعلقة ) فسوف تبقى هذه النصوص عبارة عن صور قلمية لا تشير الى نوع ما من الأنجازية بقدر ما تشير الى ( غرفة لزيد الشهيد بمعزل عن نصية غرف النصوص ) كذلك فأن هذه النصوص لربما

سوف تبقى تؤشر لذاتها أعتمادا تخطيطيا لكتابة نصوص أخرى ومشروعا أخر قد يتوفر فيه التوازن الفني و الأدواتي والمعيار الكتابي المطلوب ، فضلا عن هذا تكون بعيدة أيضا عن سياقية هذا

الأنتاج الذي بات يشكل ضربا من ضروب علامات الأنجاز النصوصي المحتمل .