22 نوفمبر، 2024 2:28 م
Search
Close this search box.

غرب ام جنوب : اتجاهات السياسة التركية

غرب ام جنوب : اتجاهات السياسة التركية

تركيا عادت الى الشرق او في صدد العودة . زيارة الى هنا واخرى الى هناك ، مبادرة اقتصادية واخرى سياسية دون كبير حجة ودون ان يسترعي الأمر حتى انتباه وسائل الاعلام .
هناك واقع جديد بصدد النشوء في المنطقة العربية ابرز معالمه بداية عودة تركيا الى المنطقة بعد ان غادرتها الى اوروبا في النصف الاول من القرن العشرين ، دون ان تتمكن من اقناع نفسها ولا اقناع اوروبا بذلك .
عودة تركيا الى المنطقة العربية لها ظروف اقتصادية وعسكرية واستراتيجية وسياسية سنتقصى ملابساتها في دراستنا هذه . فمن يلاحظ ما يجري خلال السنوات القليلة الأخيرة وتحديداً السنوات العشرة الماضية ، لا يمكنه الا ان يخرج بهذه الملاحظة . فالمسؤولون الاتراك ما انفكوا يذرعون المنطقة العربية جيئة وذهاباً في زيارات رسمية او غير رسمية ، وعلى مستويات مختلفة من مستوى رئيس الدولة الى الوزراء ، الى هذا الوفد او ذاك .. وكذلك فان المسؤولين العرب ما انفكوا يتوافدون يوماً بعد يوم على العاصمة التركية للتباحث والتشاور بشؤونهم الملتبسة .
فتركيا التي خرجت من المنطقة في نهاية الحرب العالمية الاولى ، اي طيلة العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي بقرار مدوٍ من مصطفى كمال اتاتورك ، هي الآن بصدد العودة الى محيطها ولكن بهدوء .. ذلك ان للتاريخ والموقع الجغرافي ـــ السياسي قواعد وقوانين لا يمكن الغاؤها حتى بقرار من زعيم تاريخي كبير مثل مصطفى كمال اتاتورك .
لقد واجهت تركيا مأزقاً حقيقياً مع محيطها الجغرافي الحيوي على مدى سنوات عديدة جعلها تعيد النظر في مجمل علاقاتها الخارجية وحسب متطلبات وضعها الاقتصادي العام . فالتحولات الدولية وتراجع الاهتمام بالاحلاف العسكرية بين الشرق والغرب ، جعل تركيا تنتقل من مركز الصدارة في الحلف الاطلسي الى موقع ثانوي . وهذا ما جعلها تقتنع في الآونة الأخيرة من انها لا يمكن ان تكون جزءاً من الغرب الاوروبي رغم استمرارها على نهج اتاتورك . فعندما تقدمت تركيا بطلب الانضمام الى السوق الاوروبية المشتركة ، واجه الاوروبيون طلبها بالرفض ، وذلك لأن الدول الاوروبية لم تجد اي مبرر لانضمام تركيا اليها ، لا من الناحية السياسية ولا من الناحية الاقتصادية والجغرافية ، مما فرض هذا السبب على تركيا حقيقة ظلت تتجاهلها منذ عام 1924 ، وهي انها دولة شرقية وستبقى كذلك ، وربما لهذا السبب بدأت تركيا تحت ضغط الخوف من الهامشية والرفض الغربي لها تراودها احلام لعب دور بارز كدولة شرقية ، وبدأت ترغب في ان تفرض نفسها مركزاً من مراكز الاستقطاب في المنطقة العربية ، فربما يراودها الطموح ان تكون الجسر المكرس للعبور بين الشرق والغرب والجنوب .
هذا الدور الخطير الذي اصبح يراود تركيا خاصة عند نهاية عقد الثمانينيات من القرن الماضي تحت ضغط المتغيرات الدولية ، دفعها جدياً الى اعادة تقييم مجمل علاقاتها الدولية ولاسيما علاقاتها مع العرب ، تلك العلاقات التي كانت علاقات معقدة وشبه مجمدة لسنين طويلة من الزمن ، لكن بعد الانقلاب العسكري الذي قاده كنعان ايفرن في 12 / ايلول / 1980 ، فتحت العلاقـــات التركـــية ــــ العربية صفحة جديدة خصوصاً في مجال التعاون التصنيعي العسكري .
اغرب ما في هذه العودة التركية الى المنطقة العربية انها لم تتحقق لا بسبب ازمات العرب الذي كان موقف تركيا منها في احسن الحالات حيادياً ، ولا غير ذلك من الاحداث التي عصفت بالعرب ماضياً وراهناً والتي كان لبعضها انعكاس على الامن القومي التركي ، وان بشكل محدود ما ساعد تركيا على العودة او على بدء العودة عاملان اثنان برزا بشكل متأخر نسبياً هما :
اشتداد الازمة الاقتصادية في الغرب الذي تعد تركيا نظرياً جزءاً منه والذي دفع بالمسؤولين الاتراك الى البحث عن مصادر اخرى للاستثمارات الاجنبية وعن اسواق اخرى لمنتوجات بلادهم وفائضها من الايدي العاملة .
الوضع الجديد الذي نشأ في المنطقة العربية المشرقية بعد 1990 ، والذي اعتبره الغرب في البداية تهديداً لمصالحه ، واعتبر ان تركيا يمكنها ان تلعب دوراً في مواجهته ، بالأضافة الى قوات حلف الاطلسي والقوات الامريكية .
وما يعطي تركيا اهمية كبيرة في هذا الصدد ، انها اولاً قوة عسكرية لا يستهان بها وهي ربما كانت من اكبر القوى العسكرية في المنطقة ، وهي ثانياً عضو في حلف الاطلسي رغم انها لا تقع لا في الشمال ولا على ضفاف الاطلسي . وهو ما يجعلها موثوقة من طرف الغرب والولايات المتحدة من ناحية ومن ناحية ثانية ما يجعل من الممكن التحكم في حركتها بحيث يصعب عليها التورط في نزاع يصعب التحكم فيه وتفرضه على حلفائها فرضاً كما حدث مع بعض حلفاء الولايات المتحدة في آسيا وامريكا اللاتينية . ثم ان عضوية تركيا في حلف الاطلسي تجعل منها محمية من اي تحرك اجنبي ضدها ، على ما تعتقد الاوساط الامريكية ذلك ان اي عدوان على عضو كامل العضوية في حلف الاطلسي سوف لن يرى فيه الغرب الا اعلاناً للحرب العالمية الثالثة .
وما لا يقل اهمية عن ذلك ، ان لم يكن الاهم ، ان تركيا بلد اسلامي وانها بالتالي ان دعيت الى التدخل في المنطقة لسبب من الاسباب ، فأن ذلك في نظر الغرب والامريكان لا يمكنه ان يستفز اهل هذه المنطقة بنفس الدرجة ، وكما لو ان التدخل كان من قبل قوات امريكية او بريطانية او فرنسية او سواها .
ولكل هذه الاسباب ، ورغم ان الاقطار العربية واقطار الخليج العربي تحديداً ، قد ابدت اعتراضاً حتى على مبدأ تواجد قوات متعددة الجنسية ، معتبرة ان أمنها شأناً لا يخص احداً غير ابنائه ، فقد اصبحت تركيا في نظر الغرب مفتاحاً من المفاتيح الامنية والاستراتيجية الامنية وتجاه الاقطار العربية وتجاه الخليج العربي تحديداً .
وتقع على عاتقها مسؤوليات كبرى في هذا الصدد ، فهي وخصوصاً في الوضع الراهن للمنطقة برمتها ، تركز الادارة الامريكية والادارات الغربية على الدور الجديد المرسوم لتركيا في المنطقة نتيجة ازدياد اهمية تركيا نظراً لحساسية الوضع في منطقتنا العربية من جهة وامكانية تعرضها للتهديد من جهة اخرى . ونظراً لاستراتيجية الولايات المتحدة وما يمكن ان تجلبه من مخاطر على تركيا .
ولعل هذه النقطة الاخيرة هي التي كانت هاجس الحكومة التركية بعدما اشارت للادارة الامريكية والغربية الى ضخامة المهام المنوطة بها وعلى ضرورة ان تكون المساعدة متناسبة مع الخطر الذي يتهددها ، ومع الموقع الجغرافي لها ، ومع المهام الموكلة اليها من قبل الولايات المتحدة ودول الغرب .
ويبدو ان تخوف او خشية الحكومة التركية قد لقي اذاناً صاغية من قبل هذه الحكومات التي دعت الى تحديث القوات المسلحة التركية وبناء عدد من المطارات الجديدة ، واحداث تغييرات وتحسينات في جاهزية معظم وحدات الجيش التركي .
ووفق المخططــــات الخيالية الموضوعـــة من قبل الادارة الامريكية لدور تركيا المستقبلي في المنطقة ، وجد انه بالامكان الاعتماد على تركيا في ان تقوم بدور عسكري ستراتيجي مستقبلاً يمس عدة دول في المنطقة ويؤثر في اوضاعها الجيوبوليتكية وانها وفقاً لهذا الدور المخطط لها ، فانها أخذت تسعى حثيثاً نحو اقامة صناعة عسكرية متقدمة وبمباركة امريكية وانها وفقاً لذلك اخذت تحاول اقناع عدد من الدول العربية خصوصاً الخليجية بالمشاركة في هذه الصناعة .
هناك مجموعة من المداخلات التي لابد من ان تفرض نفسها في المسار المستقبلي تتعلق بالدور الجديد لتركــيا ضمن محيطها الجغرافي الحيوي . فماذا يعني تجسيد دور فعال لتركيا ضمن محيطها الجغرافي الحيوي ؟ ثم ما هي الحدود المحتملة لهذا الدور ؟ وهل هناك تفسيرات ؟
في ايلول / 1980 ، شهدت أنقرة انقــــــلاباً عسكرياً مالــــبث ان ادخـــل على توجهـــات تركـــيا السياسية تغيرات عميقة ثم شهدت منطقة الخليج العربي نيران الحرب العراقية ـــ الايرانية ، ثم شهدت واشنطن تبدل الادارة الامريكية الذي انعكس ــــ كما لم يحدث في اي تبدل مشابه من قبل ــــ على العلاقات بين الولايات المتحدة وحلفائها من اعضاء حلف شمال الاطلسي ولاسيما بعد حرب الكويت والاحتلال الامريكي للعراق .. وكانت هذه الاحداث المتعاقبة من التطورات تغزل بسرعة خيوط روابط في نوع جديد بين تركيا وبعض الدول من جيرانها العرب .
في انقرة كانت مفردات الازمة السياســـية العامـــة قبيل الاحتلال الامريكي وحتى بعده بقليل ، تحرم تركيا من صياغة اي موقف سياسي فاعل تجاه الشرق الاوسط ، وذلك ان السياسة التركية لم تكن تركية بل كانت في حقيقتها جمعاً حسابياً لتأثيرات مجموعة من القنوات الخارجية التي تضع كل منها الرقم الذي تريد في خانة اتخاذ القرار في انقرة .
غير ان تركيا تحاول مع ذلك الا تظهر في نظر الاقطار العربية في الشرق الاوسط بمظهر حصان طروادة الامريكي ، والبلد الذي يتمتع بسياسة مستقلة حيال قضايا المنطقة عدا تلك التي تمليها عليه تحالفاته الغربية . فتركيا تسلك سلوكاً حذراً تجاه استراتيجية الولايات المتحدة الخاصة بالخليج العربي وتجاه مسألة الامن خارج مساحة حلف الاطلسي ، فهدف تركيا من ناحية التكيف مع التطورات الاخيرة التي يشهدها حلف الاطلسي في نظرته الامنية للمنطقة العربية والخليج العربي ، ومن ناحية اخرى تجنب الدخول في مغامرة في المنطقة العربية ومحيطها الاسلامي او النزاع مع بعض بلدانه . اي ان تركيا وهي ما انفكت تؤسس البنية التحتية لقوات حلف الاطلسي نجدها في الآن نفسه تركز باستمرار على ان قرار الحرب والسلم قرار وطني لا دخل لأحد فيه او صياغته .
وكون تركيا آخر مواقع حلف الاطلسي الى الشرق وضعها من غير ان تستشار في مطحنة كبيرة ، فقد انحشرت من جهة في لعبة توازنات القوى العظمى ثم تحولت من جهة اخرى الى ارض للمساومة بين اوروبا الغربية وواشنطن عندما كان الاوروبيون يسعون الى خلق ما سمي آنذاك بالقوة الثالثة التي تعمل على تخفيف التوتر الدولي وتطوير العلاقات الاقتصادية مع بلدان من خارج منظومتها .
غير ان محاولات الحياد التركي هذه في التعامل مع احداث المنطقة ليست مطلقة ، بالرغم من ان المسؤولين الاتراك يقولون ذلك ، ولا هي تعني ان انقرة ليست مشغولة وبما يجري لدى جيرانها وبينهم. وانما هي في موقف يحاول الابتعاد عن الوقوف الى جانب هذا او ذاك ، في جهد واضح لجعل تركيا ذلك القاسم المشترك الذي تلتقي عنده كل اطراف المنطقة ، والذي يمكنها من لعب دور ان لزم الامر وان دعت الضرورة الى ذلك .
كان من المنطقي ان تتجه تركيا الى الجنوب خروجاً من مأزقها بين الشرق والغرب ، وكانت ايقاعات الرحلة التركية نحو الاصدقاء الجدد تزداد توتراً بقدر ما كانت مرارة انقرة من اصدقائها القدامى تزداد عمقاً .
والواقع ان الاصدقاء الجدد كانوا على استعداد دائم للترحيب بهذه التوجهات الجديدة في تركيا . فمن جهة لم يكن غياب تركيا الطويل عن ساحة العمل الاسلامي مصدر قوة لتركيا او للعالم الاسلامي . ومن جهة اخرى فان توازنات القوى في المنطقة يمكن ان تتطور على نحو ايجابي اذا ما ادخل هذا العنصر الجديد الى الخريطة الاستراتيجية للمنطقة .
غير ان محاولات تركيا هذه ، بالتحول الى قوة تلتقي عندها اطراف المنطقة العربية جميعها ، والابقاء على موقع متميز خارج النزاعات المحلية ، يبقى غاية لا يمكن تحقيقها بسهولة ، وذلك على الاقل لسببين اثنين :
ـــــ اولهما ان تركيا هي في نهاية الامر عضو في حلف الاطلسي وهي محكومة بخطوط الاستراتيجية والسياسة العامة ، اي ان تمايزها النسبي في الموقف يبقى في نهاية الامر ضمن هامش ضيق مما هو مسموح به امريكياً وغربياً .
ـــــ وثانيهما هو المصالح التركية والامن القومي التركي الذي يستدعي احياناً الخروج من موقع الحياد النسبي الى موقع الصرامة في التعامل مع هذه الحالة المشرقية او تلك او مع هذا البلد او ذاك .
.. وهكذا كان من المنطــقي ان تتجه تركيا الى الجنوب خروجا من مأزقها بين الشرق والغرب . وكانت ايقاعات الرحلة التركية نحو الاصدقاء الجدد تزداد توتراً بقدر ماكانت انقرة من اصدقائها القدامى تزداد عمقاً .
والواقع ان الاصدقاء الجدد كانوا على استعداد دائم للترحيب بهذه التوجهات الجديدة في تركيا . فمن جهة لم يكن غياب تركيا الطويل عن ساحة العمل الاسلامي مصدر قوة لتركيا او العالم الاسلامي . ومن جهة اخرى فأن توازنات القوى في المنطقة يمكن ان تتطور على نحو ايجابي اذا ما ادخل هذا العنصر الجديد الى الخريطة الاستراتيجية للمنطقة .
فقد كان الخلل الدائم في علاقة واشنطن بالشرق الاوسط العربي الاسلامي يحتل موقعاً متقدماً في طريقة الاهتمامات السياسية العربية ولاسيما الخليجية . وذلك ان الولايات المتحدة فصلت في صياغتها لسياستها الشرق اوسطية بين قضية أمن الخليج والقضايا العربية المصيرية ( العراق ، سوريا ، فلسطين .. ) وهما قضايا لا يفصلهما واقع هذه المنطقة ذاتها . وهذا الفصل هو السبب الرئيس الذي دفع بعرب المنطقة الى التسائل عن الحدود العملية لاهتمام الولايات المتحدة بأمن منطقتهم .
كما ان السياسة التقليدية التي لم تفلح الجهود العربية في تغييرها، تعني ان واشنطن امام دول المنطقة ، قد وضعت نفسها في كفة اكثر اعدائهم شراسة ، فكيف يمكن تحرير قصة اهتمام واشنطن بأمن عرب المنطقة فيما المغزى العملي للسياسة الامريكية يكذب هذا ؟
وبعد ذلك او ربما قبله ، تأتي طبيعة التوازن الاستراتيجي بين مصالح القوى الدولية الكبرى ، وهو توازن لا يقتصر على حدود كل منهما ، ولكنه يمتد ليشمل اي تبدلات قد تحدث في الخريطة السياسية للعالم .
واذا كان من المنطـــــقي ان يشكـــــل وجود احـــــد عناصــــر القوى الدولية عنصــــراً اساســـياً من العناصر التي تحكم سياسة الآخر ، فانه من المنطقــــي ايضـــــاً ان ترفض دول المنطقـــة وضع منطقتها على مـــــائدة المســــــاومات بينهما . اذ ان هذا يرهن مفهـــــوم الامن الاستراتيجي بهذه المساومات ويضع هذا الامن بعيداً عن ايدي الذي سيتعرضون للخطر المباشر لو اخل ذات يوم .
وهكذا بات على دول المنطقة وتركيا ان تتجه كل واحدة الى الآخر ، ولكن هل يعني ذلك ان الطريق الممتد من انقرة الى بلاد العرب بات ممهداً تماماً ؟
ثمة مجموعات مهمة من المدخلات السياسية التي يمكن بابرازها توضح مدى الاحتياج لتناول متأن لقضية بناء التعاون العربي التركي على ارض من الرابطة الاسلامية التي تصل بين الطرفين .
المدخل الاول ــــ يتعلق بوجود تركيا بالقرب من الحدود العراقية ـــــ الايرانية وهو امر لا يمس فقط امنها الحدودي ولكنه يمس ايضاً استقرار المحافظات الشرقية التي تضم ثمانية ملايين كردي يشتبكون بعلاقة وثيقة مع الاكراد الايرانيين والعراقيين .
وكانت هذه المحافظات من ضمن المناطق الاولى التي شهدت تطبيق قوانين الطواريء حتى انقلاب ايلول / 1980 ، العسكري ، وهي لاتزال مربضاً لقوات تركية دائمة ، الا ان استقرار المنطقة مرهون ايضاً بما يحدث عبر الحدود ولعل ما دفع بالقوات التركية الى توسيع رقعة عملياتها حتى تماست مع حدود العراق الشمالية ، ويعني وجود الاكراد في تركيا والعراق وايران .
ان للدول الثلاث مصلحة مشتركة في التنسيق لنزع فتيل الدعاوى الانفصالية التي تروج لها اكثر من ( 12 ) مجموعة متطرفة عبر حدودها جميعاً .
المدخل الثاني ـــــ يتعلق بمشكلة المياه .
المدخل الثالث ـــــ يتعلق بالانفتاح التركي نحو العرب حيث ان انقره لاتزال تشهد صراعاً بين وجهتي نظر تقلل احدهما من اهمية هذا الانفتاح بحجة ان مثل هذا الانفتاح لن يجد مبرراً ايديولوجيا لتفسيره ، الا الرابطة الاسلامية وان مثل هذا المبرر يعد خيانة لتراث اتاتورك العلماني .
المدخل الرابع ـــــ يتعلق بخلافات الاتراك والعرب في موضوع علاقات تركيا باسرائيل .
امام هذه القضايا العديدة .. يبقى الامر الاساسي في القضية هو الاستغلال الامثل للموقع الجغرافي الحيوي للاستفادة من المحيط / الجوار الغني بالثروات . فاذا كانت ايران على الجناح الشرقي لهذا الجوار فأن تركيا جناحه الشمالي ، ودخولها اليوم من النافذة اليه يحمل معه بذور خطر مستقبلي داهم له .

أحدث المقالات