حينما تمر على الإنسان محنٍ قاسية لما تحمل في طياتها من ظروف حياة صعبة تودي بالفرد إلى التفكير ملياً للخروج من تلك الأزمات بخوض غمار العديد من الطرق التي قد لا توصله إلى مبتغاه و لكنه قد يجد في الرحيل إلى بلاد الغربة ماقد يخفف من معاناته ليمكنه من نسيان الماضي وما يحمل من صفحات سوداء وأيضاً ليكون قادراً على بناء مستقبله وفق أُطرٍ صحيحة لكن أن يصبح الإنسان بين ليلة و ضحاها غريباً في أوطانه و يسكن في العراء و بسبب إرهاب مليشيا الحشد السلطوي الوباء المقيت الذي فرض هيمنته بالقوة و تحت تهديد السلاح و بطشه القائم على القتل و التنكيل لكل مَنْ يرفض تقديم فروض الطاعة له و لأسياده الارهابين وهذا ما وقع على أهلنا النازحين الذين أصبحوا كالغرباء في أوطانهم جراء ما يجري عليهم من جرائم منظمة وعلى مختلف الأصعدة و الميادين فمن إهمال حكومي و تجاهل سيستاني و بطش و تنكيل مليشياوي إلى خذلان و عدم اهتمام مخزي و معيب من لدن المجتمع الدولي وعلى رأسه المنظمات الإنسانية و حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة رغم مناشداتهم المستمرة يومياً عبر وسائل الإعلام سواء المسموع او المقروء لكن من دون جدوى ففي الوقت الذي تنعم به حكومة العراق بواردات البلاد النفطية و غير النفطية و التي لا زالت تسرق و تهرب للخارج هذا من جانب ومن جانب آخر نجد أن السيستاني و حاشيته الفاسدة لا زالت غارقة بملذاتها و منغمسة بفسادها تحت عناوين دينية مزيفة و بذخها الكبير على مليشيا حشدها الطائفي و بذلك فقد تنصلت حكومة العراق و مرجعية السيستاني لأعظم مسؤولية ملقاة على عاتقهما إلا وهي إغاثة و دعم شريحة النازحين بالغذاء و الدواء و كافة مسلتزمات الحياة و تجاهل مطبق لما يعانونه من أقسى و اعتى ظروف صعبة و حياة قاسية وهذا مما زاد في معاناتهم و تفاقمت معه مآسيهم مما ولد في نفوسهم حالة من اليأس و الإحباط وفي خضم تلك الجرائم اللانسانية التي تعصف بهم إلا أنهم وجدوا بصيص أمل تجلى في الحملة الكبرى التي أطلقها للملأ المرجع الصرخي الحسني ومن على موقعه الالكتروني في شبكة العنكبوتية و التي لاقى صداها استجابة كبيرة من لدن كل وطني و غيور على أهله من نازحين و مهجرين ولعل في المواكب التي انطلقت من مكاتب المرجع الصرخي في العديد من المدن العراقية و التي قدمت كل ما قد يرفع من كاهل معاناة النازحين من غذاء و تبعها في ذلك الفرق الطبية الغير رسمية و التي كانت تجوب مناطق سكن النازحين فتقدم لهم مختلف الأدوية و تقوم بفحصهم و تقدم لهم الإرشادات الطبية التي تقيهم خطر الأوبئة و الأمراض بمختلف مسمياتها فهذه المواقف و غيرها قد جسدت قولاً و فعلاً حقيقةً أنموذج الجسد الواحد بغض النظر عن الانتماء المذهبي فحقيقةً حريٌ بنا أن نثمن تلك المواقف النبيلة للمرجع الصرخي و أبنائه الغيارى .
وهنا لابد من القول صراحةً أنَّ التأريخ يسجل كل صغيرة ٍ و كبيرةٍ و سيذكر موقف السيستاني و أتباعه من حكومة العراق الفاسدة و مليشيا حشده الطائفي وما قدمتا من جرائم و إرهاب مقابل ما قدمه المرجع الصرخي و أتباعه من دعم لا محدود و تلبية لاستغاثة و نداء المحرومين و النازحين .
http://cutt.us/t55z