22 ديسمبر، 2024 2:25 م

غرابة وتساؤل وشكوك,,, تدنــّي التعليم في العراق ونسب المعدلات العالية لهذه السنة

غرابة وتساؤل وشكوك,,, تدنــّي التعليم في العراق ونسب المعدلات العالية لهذه السنة

من المفرح والمسر ان نرى جانبا من جوانب حياتنا البائسة مشرقا ومبشرا بخير ومستقبل واعد خصوصا وان اغلبنا حُرمَ الفرصة من اكمال دراسته او تحقيق رغبته في دراسة التخصص الذي يرومه واقصد اغلبنا نحــــن الذين ابتلينا بالحروب والحصار والتقلب مع مزاجات الحكومة او النظام الواحد السابق , فتارة ترانا في حرب ضروس وتارة في حصار جائر وتارة في ملاحقة للتطوع في ميليشيات عسكرية , ورغم كل الظروف كانت هناك حالات تفوق دراسي ملحوظة ومعدلات عالية وتأهل جيد , وكانت العملية التربوية قبل خرابها مجدة منضبطة قويمة وقاسية في اغلب فصولها وحريصة كل الحرص على تهيئة الكوادر العلمية والاكاديمية العليا والمتوسطة الطبية منها والهندسية والادارية وصولا الى آخر كوادر المساندة والمساعدة ومتابعة الاداء بشكل دوري وفتح الدورات التاهيلية بعد التخرج وبفترات معلومة ورفد المؤسسات الحكومية باحتياجاتها من الكوادر المعينة وبواسطة التعيين المركزي الذي اذا ما خالفه احد يتم تغريمه وتعريضه للمسائلة والعقوبة , ولم تكن تخلو اجراءات الامتحانات خصوصا البكالوريا من بعض الخروقات هنا وهناك ويتم تلافيها بشكل ما , لكن ,, وهنا وقفة مهمة وكلمة حقة يجب ان نبوح بها بان ابناء الذوات والمسؤولين الكبار وعوائل الحاشية واقاربهم وهم معروفون طبعا ومعروف معنى الحاشية كانوا يحظون برعاية خاصة جدا وبقوانين (توقيتية) على مقاسهم تماما حيث يتم اجتيازهم لمراحل دراسية معينة (يعبروهم زين شين) ومن ثم يخضعون لدورات خاصة او ابتعاث الى الخارج للدراسة والحصول على الشهادة المطلوبة لشغل منصب بعينه , ويتبع هذا الاسلوب مع الموالين والمؤيدين والعشيرة الاقرب والانسب فقط وبذلك يتم ضمان دوران اولئك (العابرون) في نفس فلك النظام ولا يحيدون عن تاييده والتمسك بصلابة باستقراره ونفاذ تعليماته وتوجيهاته اضافة الى انخراطهم في صفوف الحزب الواحد القائد وهكذا بحيث تجد التعليمات والوصايا والتوجيهات وحتى الخطب واللقاءات والاشارات من كبار المسؤولين او الرئيس هي بمثابو قانون ملزم وينزل من القمة الهرمية الى القاعدة بسرعة البرق واسرع مما نجده الان بتقدم تكنلوجيا الاتصالات , فنرى استتباب الامر وقوة القانون وانضباط الشارع والمجتمع والموظف والطبيب والمدير والوزير , اما وقد انفرط ذلك العقد الثمين من هيبة الدولة واستمكانها من فرض القانون والسلطة بفضل منتسبيها ومؤيديها ورؤساء دوائرها المهمة وعشائرها وشخصياتها المتنفذة والالتزام والضبط والربط , وتغلغل الفساد في مفاصل الدولة (المسماة ) وتشتت سلطة القرار بشكل افقي وانفراد امراء المناطق والحروب والاحزاب والتيارات والعشائر واعتماد المذهبية في توزيع المناصب والمسؤوليات الخطيرة والمهمة وسيطرة رؤوس الكتل السياسية الفاسدة وتدخلات الخارج المستمرة وغيرها من مسببات الانحلال والاضمحلال في الدولة ومؤسساتها وصار الفساد سمة عادية وطبيعية في الحياة اليومية وبكل جوانبها , لم تسلم العملية التربوية من هذا السرطان القاتل حيث انتشار المدارس الاهلية العديمة الجدوى المعتمدة والمبنية على اساس العائد المالي وليس العلمي والنتائج النافعة للمجتمع وتهيئة كوادر متطورة تقود البلد ومؤسساته نحو مستقبل زاخر , اضافة الى تهالك المدارس والجامعات الحكومية وتحللها وضعف ادائها وتخريب اهدافها من علمية الى خرافية ومن اكاديمية الى مجرد شهادة فارغة خاوية يستحصلها الطالب بشكل او بآخر ,المهم ما في الامر ان تنحصر الشهادات العليا والتخصصات والوظائف اذا ما وجدت الوظائف بفئة معينة وبشريحة معينة ومن ثم بطبقة معينة وهو اسلوب شمولي مغلق ومغلف ويحسب لما هو قادم وترسيخ للمحسوبية والمنسوبية (المذهبية) والمعول عليها في الاستمرار لاطول فترة ممكنة بالتمسك بالوظائف والمراكز المهمة والمؤثرة , ان نسبة المعدلات العالية الغريبة التي ظهرت لهذه السنة لا تتوافق مع امكانية العملية التربوية الخربة في العراق ولا يمكن ان تتطابق مع حقيقة انها فعلية , حيث النجاح العالي والمعدلات الجماعية العالية ومن نفس المدرسة الواحدة او المحافظة الواحدة لا يترك مجالا لليقين بنجاح التعليم فيها وبالدرجة التي يتصورها المطلع بل هي دوائر حمراء كبيرة للشك وتغليب الظن على التلاعب والتدخل المباشر في ان تكون تلك النتائج بهذه الحالة الخيالية , وبذلك سيتاكد لنا ان المستقبل سيظهر لنا الطبيب القاتل والمهندس المخرب والادري الفاشل والمدير الفاسد , ناهيكم عن فضيحة تسرب الاسئلة وليس لمادة واحدة بل لاغلبها ولم يتم تغيير الاسئلة المسربة الا في نفس المادة التي حصلت فيها الفضيحة , فضيحة (بجلاجل),,