9 أبريل، 2024 5:41 ص
Search
Close this search box.

غرابة الدستور .. وعجائب الفساد !

Facebook
Twitter
LinkedIn

مهما تكون بعيداًوحتى محايداً عن السياسة و أحداث وإفرازات تلكَ الاحداث في هذا البلد لايمكن إلا أن تتعجب مما يحدث ‘ ولاتستغرب أن قال لكَ أحد وبدليل قاطع : أن تشابك الأحداث وغموض مايدور و بمرور عقد على (بشرى بدء العمل لبناء العراق الجديد) أدى إلى وصول أكثرية الناس هنا إلى حيرة لحد ما أختاروا : سكوت وإنتظار رغم كل ما يؤدي هذا الإختيار إلى بؤس وألم ! أصبح الناس غير مبالين لكل التصريحات والمعارك الوهمية و المصطعنة ونادراً ما تكون جدية تحت عنوان (دفاع عن الدستور ! وقدسيته !) الأن يرى وبوضوح أن كافة الاطراف المتصارعة يتهمون بعضهم البعض بتجاوز الدستور وعدم إحترامه دون أن يوضح أي طرف  أن الأخر تجاوزه في  الفقرة أو المادة الفلانية من الدستور ! وهم أول من ادى القسم بإلتزام و خدمة (الشعب ) حسب مامثبت في الدستور …
والغرابة هي أوضح في أسلوب التصرف مع أقدس مقدسات بماء الدولة على أساسها تسيركل الأمور وهذه الغرابة مستمرة ومنذ عشرة سنوات ‘  من هنا أخبار عن غرائب الفساد ودون تصرف كحد الأدنى  للعلاج ‘ يعتبر من أعجب العجائب في حياة هذا الشعب المبتلى …!
قال لي صديق وقبل عام : عندما اعلنت لجنة النزاهة وجود 20 ألف شهادة دراسية مزورة للموظفين وأعضاء البرلمان وتم التأكيد أنه هناك البعض من أصحاب هذة الشهادات المزورة في مواقع مسؤولية عالية ! ومباشرة مع هذا إعلان وزارة العدل (يرجى ملاحظة وزارة العدل !!) وجود خمسين ألف شهادة مزورة 4 الأف منهم  في وزراة  العدل ! وأضاف  صديقي : مع نشر الخبر ومن المصادر الرسمية كنت أقلب صفحات بعض المواقع على الانترنت وقعت عيني على موقع  هيئة النزاهة والعنوان : (الهيئة تنشر أسماء مزوري الشهادات في دوائر الدولة ) وعندما اطلعت على الخبر لم أرى غير ثلاثة أسماء والظاهر من عناوينهم الوظيفية و شهاداتهم المزورة كانوا من (أولاد الخايبة!) أرادو ان يقلدو لعبة الكبار عندما زورو شهادة دراسة إبتدائية لكي يتم تعينهم بعنوان (معين – فراش -) !!نعم ثلاثة  ‘  مع أن الخبر المعلن  من نفس الهيئة  يتحدث عن 20 ألف و من ضمنهم أعضاء  برلمان!
نشر وقبل فترة ( باتريك كوبرون ) في صحيفة أنديبندينت البريطانية تقريراً مهماً عن حال العراق ويتحدث عن ظاهرة الفساد  مؤكداً عن لسان رجل أعمال أمريكي يتعامل مع أحد الوزارات ‘ يعتقد الرجل أن 10% من العاملين فيها مرتشون والباقي ‘ أي 90% منهم يعرفون كم من أموال  ينهب من قبل تلك النسبة ‘ ولكنهم يفضلون السكوت وإستمرار إستلام رواتبهم لانهم يعرفون ان الكلام عن الظاهرة يؤدي بهم الى التهلكة !
لابد من بين القراء من أطلع على حكاية طفل سأل والده عن معنى ( الفساد السياسي ) وبقصد تسهيل الشرح على الطفل فسرله والده الامر عن طريق  تنظيم أسرتهم وحسب نفسه (راعي العائلة) رأس المال المنظم للاسرة والام الحكومة والطفل وأخته الصغيرة الشعب اما خادمة بيت حسبها قوة كادحة وقال لابنه يمكن من خلال حصول الخلل في تنظيم هذه المنظومة  يظهر الفساد السياسي ‘ وفي الليل سمع طفل صوت بكاء أخته صغيرة ‘ فذهب ليرى لماذا لاتسكتها أمه ‘فرأها هي غارقة في النوم ‘ وبحث عن الوالد ‘ رأه من ثقب الباب في غرفة الخادمة (محاسباَ ومتمتعاً عن كدحها اليومي !)‘ وفي الصباح قال الولد لابيه : أصبح لدي تفسير  للفساد السياسي أكثر وضوحاً من تفسيرك ‘ قال : كيف ؟ قال الولد : عندما تلهو الرأسمالية بالقوى الكادحة وتكون الحكومة نائمة في سبات عميق  فيصبح الشعب قلقا تائها مهملاً تماماً و يصبح المستقبل غارقا في القذارة….!!!
قراءة هذه الصورة يضعنا في موقف عدم الإستغراب من تفسير متنوع وغريب لدستوروحسب الهوى كل مفسر وعجائب إكتشاف أرقام الفساد وعدم الإهتمام بهذا وإعتبارالحديث عنه نوع من ثرثره لامعنى لها …!عند ذلك يصبح الحديث عن معانات من يعيشون في بيوت الطين و الصفايح والخيام وسكنة القبور والمشردين في أغنا بلد نوعاَ من متعة …كما قال أحدهم

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب