بين الحين والآخر يطلق بعض المسؤولين تصريحات غريبة لا تستند على واقع تستحق وصفها بالبالونات، منها الصخرة التي تسببت في غرق بغداد، والنساء اللائي تظاهرنَّ يطالبن بعودة أحد أعضاء حكومة بغداد إلى منصبه، والتصريح الأغرب الذي وصفت به دبي بأنها زرق ورق، ومطار أور وغيرها من التصريحات العجبية، والتي تمر مرور الكرام من دون الوقوف عليها ودراسة الأسباب التي دعت
وقبل أيام أطل على المشاهدين وزير الكهرباء عبر شاشة قناة الحرة الفضائية ليعلن أن وزارته دعت الدول المجاورة على هامش اجتماع منتدى الطاقة العربي لسد النقص الحاصل لديها من الطاقة الكهربائية بالفائض المتولد لدى العراق والذي يبلغ بحسب تصريح الوزير(3000) ميغا.
ويحدوني الأمل بأن يبرر لنا معالي الوزير المغزى من هذا التصريح الذي كما يبدو أنه غير دقيق بالمرة ويجافي الواقع اليومي لتجهيز المواطن الذي يبلغ في أحسن حالاته ثماني عشرة ساعة يومياً وأحيانا يكون التجهيز أقل من هذا، كما أن العراق الكهرباء لم يزل يستورد الكهرباء من إيران بواسطة خطين الأول يغذي محافظة البصرة والآخر يغذي جزءاً من محافظة ديالى.
وعلى وفق تصريح الوزير قاسم لفهداوي فنحن على استعداد لتجهيز المملكة العربية السعودية، والكويت، والأردن، وغيرها من دول الجوار لسد بعض حاجتها من الطاقة الكهربائية بما يتناسب مع الفائض المتوافر لدى العراق، في حين يعلم الجميع أن نقص توليد الكهرباء في العراق بَدء احتلال الكويت في( 1990) وما تلا ذلك من تدميرلللمنشأت الكهربائية في العراق من جراء القصف الأمريكي ولم يتم معالجته لغاية اليوم.
السيد وزير الكهرباء يخالف الحقائق والوقائع على الأرض ويعلن عبر وسائل الإعلام أن وزارته لديها أنتاج فائض من الكهرباء مستعدة لتصديره، وأنا أتحدى هذه الوزارة بأن تفي بوعودها في تجهيز المواطنين بمعدل مناسب من الكهرباء مع حلول فصل الصيف، وحينها سأقدم اعتذاري للوزير على الملأ، مع ملاحظة أن استقرار تشهده المنظومة الكهربائية هذه الأيام من جراء اعتدال الأجواء لا غير.