22 نوفمبر، 2024 6:55 ص
Search
Close this search box.

غدير خم وداعش شأم

غدير خم وداعش شأم

في عيد الولاية؛ تتجدد البيعة لأمير المؤمنين الإمام علي(عليه السلام) ويأتي الناس من كل فجٍ عميق، لِيعلنوا البيعة له( روحي له الفداء) مصحوبة بِدعاء الثبات على الولاية، فهي الصراط المستقيم الذي من تمسك به نجا، ومن تركه هلك.

تتبادل الأمنيات، والتهنئات بين العالم الإسلامي بهذه المناسبة العطِرة؛ وتقف حشود المسلمين أمام مرقده الشريف، لُتعلن البيعة، وتقدم التهنئة لِعصا المرتضى(عليه السلام) المرجعية الرشيدة، التي هدمت أصنام العصر واحداً تلو الآخر، وأحيت مباديء الإسلام السامية.

وقفت عصا أمير المؤمنين(عليه السلام) وقفتها في مُجابهة الإرهاب، وألحقت به هزيمةً لا ينساها التأريخ؛ ووحدت صفوف العراقيين في المواجهة لهذا الخطر الذي عصف عدة مدن، وعانت وطأته طبيعة الحياة، لتُصبح خراب ما بعده خراب، في ظل مصاصي الدماء، وطواغيت العصر، وحواضنهم من ( أبناء الوطن!) فإذا بايعوا الخليفة الإسرائيلي، وهو يحتل مدنهم، وينتهك أعراضهم، فنحن بايعنا من هزم اليهود في خيبر، وأجدادهم الذين كشفوا عوراتهم حتى لا يحز رِقابهم ذو الفقار!

بينما المسلمين يبايعون وصي الرسول(عليه السلام) هناك الخوارج يبايعوا خليفتهم المتوكل على الشيطان(البغدادي) وبينما النجف تضيء بِنور الولاية، وعيد الغدير المبارك، نجد الموصل يسودها الظلام بعد موت الحياة فيها، والرجوع الى العصور البدائية، تحت قوانين تعد من غرائب وعجائب الزمن، في ظل دستور(دعوشي) الصارم.

لا ريب؛ إن سر وقوفك بِوجه الطغاة؛ هو أنك جعلت قدوةً في الحق أمام ناظريك، وكيف إذا كان القدوة الإمام علي(عليه السلام) فلا شك إنك جعلت الحق قدوتك” علي مع الحق والحق مع علي” وكيف إذا جعلت خلفاء التكفير قدوتك، فلا ريب أنك في الدرك الأسفل من النار، وأنك مع الباطل والباطل معك!

عيد الغدير؛ فرصة سانحة لتنقية النفس من الشوائب، والتمييز بين الحق والباطل، فرصة لِتوحيد كلمة الإسلام، ومواجهة الدُخلاء عليه، من ذابحي البشر، والمُكفرين للأديان السماوية، ودعاة الفتن في العالم الإسلامي، ومشايخ الدعارة العُملاء.

لا يقتصر الإحتفال بِتجديد البيعة لِوصي الرسول الأعظم على الشيعة فقط؛ بل هي مناسبة لها مكانتها الإسلامية على كل المسلمين بالعالم، وتخليد ذكراها دليل على الوعي الثقافي لدى المسلم، وتمسكه بوصية النبي الأكرم(صلى الله عليه وعلى آله وسلم) وتطبيقه مباديء الإسلام، وتعاليمه التي هي أساس العدل، والإنسانية في الأرض.

ليُجدد العراقيون بأطيافهم، ومكوناتهم البيعة لِرمز الإنسانية الإمام علي(عليه السلام) ويجابهوا بِيد واحدة أعداءهم التكفيريين، لِينعموا في بلدٍ يعد موضع الأنبياء والأوصياء، ومهد الحضارات.

أحدث المقالات