23 ديسمبر، 2024 12:02 ص

غدير خم ؛ غدير علوي

غدير خم ؛ غدير علوي

يستشكل على الشيعة ان لهم عيدآ ثالثآ، عدا الاعياد المتعارف عليها مثل عيد الفطر وعيد الاضحى، ترى ماهو هذا العيد الذي يعظمونه، بتلك الروحية الايمانية القوية؟ بعد البحث والتنقيب عن مايسمى “عيد الغدير”، ولن استطيع ان أتي بشيء جديد، بعد ماقيل وذكر بكتب السيرة والتأريخ، التي تنقل لنا عن تلك الواقعة التي جمع، الرسول الاكرم عليه واله افضل الصلاة والسلام، اصحابه في منخفض شبه مائي يسمى غدير انذاك، ﻷمر يبدو انه عظيم اراد ان يبلغهم به، ويرسخه في اذهانهم، لرمزية المكان اولا وﻷهمية الماء في حياتهم اولا، وﻷهمية الامر ثانيا.

اذ تذكر المصادر انه عمل اشبه مايعرف الان، بأعلان طرقي أختار له مكان مميز، وذلك لتثبيت موقف ما من الامة، والقاء الحجة عليها، ان الخلافة من بعده، ليست من امور البشر، ولا يمكن ان تتداول بينهم حسب المحصصات الطائفية، والمكتسبات الحزبية، او الولائات المذهبية، بل انها امر الهي، تنظم علاقة الارض بالسماء، خارج فلك الاتفاقات البشرية، واعلى مرتبة من تجادل فيها عقول الناس.

فجاء الامر الالهي”ان الامر بعد النبي هو لعلي ” امر نافذ لا مناص منه ولا تبديل له، وﻷن الناس اعداء ما جهلوا، اجتاحت الامة موجة العزة بالاثم، وتعاموا عن الحقيقة الواضحة، وادعوا ان في الامر تكليف فوق طاقة احتمالهم!

بل انه الحسد والبغض الذي ابى ان يفارق قلوب بعضهم، وغضو الطرف عن تطبيق ذلك القانون الالهي، فجرى على الامة ما جرى من نكبات، وحروب وفتن مازلنا نعاني من ارهاصاتها حتى هذه اللحظة.

ان الاحتفال بهذا العيد وهو عيد الغدير، او عيد الموالاة، او عيد تتويج الامام علي، وغيرها الكثير من الاسماء، ماهو الا رد فعل عن المظلومية، التي تعرض لها آل البيت من سلب حقوقهم الشرعية، وانزالهم عن مكانتهم التي مكنهم الله بها عنوة، واستصغار شأنهم من جهلة اﻷمة وطغاتها!

ان وقفة الرسول الاكرم مع ابن عمه علي ابن ابي طالب، “عليهما الصلاه والسلام” انما هي وقفة بأمر سماوي، مايصدر عنها الا ما فيه صلاح امر المسلمين، وكأن النبي “عليه واله الصلاة والسلام ” يقول لنا لو اردتم ان تستقيم اموركم، وتتغير احوالكم ماعليكم الا ان تؤمنوا بهذا المبدأ والقانون ومصداق كلامنا حديثه عليه الصلاة والسلام ” اني تارك فيكم الثقلين، كتاب الله وعترتي اهل بيتي، ما ان تمسكتم بهما فلن تضلوا بعدي ابدآ”.

لكن ابت العصبية القبلية البالية والانا الاعرابية، الا ان تتعمم فوق الروؤس بعد الحنفية السمحاء، وﻷن الامور بمقدماتها فالتخلف والتفسخ والاحتلال والاقتتال، التي تشهده الامه اليوم، ماهو الا الاخلال بمبادئ وقفة الغدير تلك.