غداً نأتي لكي نعطي الولاءا
إلى من كان يعطينا الوفاءا
فنغمس أصبعاً في لون حبرٍ
بنفسجه الذي يزهي السماءا
فعند طلوعه تزهو حياةٌ
و عند غروبه يضفي انطفاءا
أرافقُ أهليَ الماشين زحفاً
إلى الصندوق يحييون انتماءا
إلى وطني المفدى في إمامٍ
لأجل ﷲ قد كان الفداءا
لكي يحيي المروءةَ في زمانٍ
مرائيٍّ بمن بَثَّ العداءا
فمات الطفل في ظمأ ذبيحاً
و حَزَّ الرأسَ من قطع الرجاءا
لكي ينهي الشموخ على بلادٍ
تحرر شعبها و هوى الإباءا
فلم تُمحَ البطولةُ .. ما أراقوا
دماءً لم تزل تعطي الدماءا
بلادٌ آثرت تحيا شموخاً
فكانت نخلةً تعلي النماءا
و ظلت لم تزل تحيا بكبرٍ
فأهدت للعواصم كبرياءا
فهل (بغداد) في يوم ستلوى
و لم تلوِ الشراذمُ (كربلاءا)
هنا أرض السواد .. نعم تحلّتْ
بأثيابٍ و قد فاضت عزاءا
ستبقى بلبلَ التاريخ تصحو
و تغفو دائماً تشدي الغناءا
و من قد عاب بغداداً سينأى
إلى الصحراء منبوذاً هباءا