23 ديسمبر، 2024 6:59 ص

غباء طائفية آل سعود واقتتال العرب .. ايران تنتصر

غباء طائفية آل سعود واقتتال العرب .. ايران تنتصر

عدم مشاركة السلطان قابوس في ما يسمى “عاصفة الحزم” او بالاحرى (عاصفة الهزم ) انما ينم عن امتلاكه لوعي سياسي اكثر من غيره من الذين شاركوا في عدوان آل سعود المخجل وربما لسبب بسيط هو انه ليس بحاجة الى المال السعودي الذي استطاع شراء الكثير من زعماء الدول الباسطة ليديها دوماً لاستجداء هذا المال من اي طرف كان وعلى رأسهم السودان والاردن ومصر وموريتانيا وباكستان ومن على شاكلتهم.

وبعد ان اعلن آل تعوس حربهم الجديدة على ابناء جلدتهم من منطلق “العروبة” واعادة الشرعية كما يزعمون لنا ان نتسائل، ماذا عملت وماذا حققت عاصفة الهزم ؟!.

هل تستوجب الدوافع المعلنة لآل سعود كل هذا الحشد الاقليمي والدولي؟, وهل اثبت آل سعود صدق نوايا هذه الادعاءات في مواقف عربية مشابهة من قبل؟. فاين هم مثلاً من الدفاع عن الشرعية العربية العراقية التي جاءت عبر صناديق الاقتراع في عملية ديمقراطية هي الارقى في العالم العربي والشرق الاوسط اجمع برغم ما شابها من شوائب كونها تجربة جديدة في العالم الثالث ؟!. هل تصدوا للدواعش كما فعلوا مع الحوثيين رغم انهم اخطر من الحوثيين بكثير؟، ورغم ان السعودية ضمن حلف دولي مؤلف من ستين دولة كما يزعمون.

من هنا يتضح كم تكابد شعوب العالم من وضع هزيل مخجل يخلو من العدالة واحقاق حقوق الانسان واختفاء لشهامة الدول الديمقراطية وعلى راسها الاوربية وامريكا للتدخل في انصاف الشعوب المستضعفة واحقاق الحق ويزخر بمنطق القوة وان كانت فارغة جوفاء لاتنم الا عن رغبات صبيانية جوفاء كما يفعل آل سعود.

ان الاجابة على هذه الاسئلة الكبرى واضحة لكل ذي عقل وان كان قليل الخبرة على المستويين السياسي والتاريخي. فلاشك ان فعلة آل سعود هذه ستندرج كاحدى اكبر الفضائح وسوء التقدير والجهل بشؤون السياسة في التاريخ. الامر الذي يدلل على ان هذه الدولة ابتلية بعائلة اصبحت مرفهة لايمكنها التفكير بالابتعاد عن الحكم او حتى مجرد التفكير بالتخلي عن كبريائها وغلوها والعودة الى ارادة الشعب واحترام ارادته في تمكينه باختيار طريقه من خلال اشراكه في عملية ديمقراطية لاخذ مكانته كاحدى الشعوب المحترمة المتطورة التي تعيش العصر الحديث كبقية شعوب العالم المحترمة الحرة ( ولنا حديث آخر في هذا الموضوع سنتطرق له عاجلا ).

ان اكتشاف النفط في هذه الدولة وغيرها من دول الخليج الصغيرة جعل شيوخها من العوائل المسيطرة على دفة الحكم فيها لاتفكر الا بهذا المنحى مستعينة بامرين استخدام المال لتطويع من تريد تطويعه وكبح جماح كل من تشك بانه يحاول سلب هذا الجاه الذي تعوّدوا عليه، وهو ما جسدته مداخلة وزير خارجية السعودية سعود الفيصل في رده على رسالة الرئيس الروسي فلاديمير بوتن حيث كانت رسالة متوازنة تدعو الى حل الامور في الدول المشتعلة بالحكمة والاسلوب السلمي، ولنا وقفة مع الفيصل هذا بمقالة في القريب العاجل كذلك.

هذا هو الدافع الاساس الذي تنطوي وراءه هذه الهجمة العار على آل سعود ومن شاركهم فيها.

ولا شك ان اشتراك امريكا يتأتى من باب الضحك على هؤلاء الاغباء تماماً كما دفعوا الغبي صدام حسين من قبلهم، فما اشبه الليلة بالبارحة والحليم من يتعظ ، ولكن من اين يتاتى الحلم لهؤلاء المعتوهين المرفهين الذين دأبوا على صرف الملايين من دولاراتهم في خوامير اروبا.

ان ما آلت وتؤول اليه الامور في اليمن البلد المسكين من جراء هذا التخبط والاجراء السعودي الاهوج هو دمار البنية التحتية للبلد وحرب اهلية والمزيد من الدماء البريئة في سبيل سلطة ملوك آل سعود لمجرد خوفهم من ان هناك من سيتواجد لتهديدهم دون اثبات اي دليل واقعي على ذلك كما عبر عنه السيد نصر الله في خطابه التاريخي الذي وضع فيه النقاط على حروف كل التاريخ الاسود لآل سعود. ووجه نصر الله سؤاله القاتل للرئيس الفلسطيني بقوله ( كيف تقف الى جانب عدوان ضد شعب وتريد من يقف الى جانب شعبك المستهدف؟ )، واردف موجهاً كلامه الى عباس (لايمكنك التصدي لامر بعد هذا الموقف المشين ووجب عليك الجلوس في بيتك).

ولم يستطع آل سعود التصدي الى المسبب الحقيقي لاستقواء الحوثيين وهم الايرانيون كما يدّعون لانهم اجبن من ان يهاجموا قوة كبرى كايران وبهذا عبّروا عن عجزهم المشهود بالرجوع للطلب الجدي لتشكيل قوة عربية مشتركة في سبيل التصدي للخطر الايراني المزعوم في قمة العرب السادسة والعشرون في واحدة من اكثر مخازي العرب التاريخية.

فهؤلاء العرب لم يقدمو على تشكيل هكذا قوة من قبل للتصدي لعدوهم الحقيقي اسرائيل رغم ان جامعتهم انشأت منذ سبعين عاماً والتي يحتقرها حتى بعض زعمائها الصغار امثال الملك المغربي الذي لم يحضرها رغم انه سيترأسها في دورتها القادمة حسب الجدولة المعتمدة لديهم، لكن الدوافع وراء دعمهم لتصرف آل سعود رغم انهم لايحترمون مذهب الوهابية ولايعدونه مواز لمذاهبهم الاربعة الكبرى بل لاينظرون اليه الا بشئ من الدونية حين التطرق اليه هو التصدي للطائفة الشيعية وايران بالذات وقد افصح عن ذلك الاخضر الابراهيمي في مقابلته على الفضائية العربية عندما قال انهم وربيبتهم امريكا وطبعاً من ورائهم الصهاينة يخافون من السيستاني والشيعة وطبعاً القوة الايرانية وهي شهادة سجلها التاريخ عليهم بعنوان ( وشهد شاهد من اهلها ).

وقد سبق هذا المطلب مشروع مشابه ظهر في قمة السودان عام 2006 بانشاء ما يسمى بمجلس السلم العربي ولكنه لم يرى النور هو الاخر شأنه شان الكثير من التنظيرات التي شهدتها هذه القمة.

ان المنتصر الوحيد في هذه المهزلة ومن خلال شهادة الابراهيمي آنفة الذكر هو ايران التي باتت تضحك على سذاجة آل سعود ومن ورائهم العرب لاقتتالهم وتمزقهم وادخال دولهم في حروب اهلية بسبب عامل المذهب في الوقت الذي كان يمكنهم فيه احتواء هذه الشعوب وجعلهم كتلة متعاونة تحت مظلة العروبة التي يتشدقون بها لولا الطبيعة المتخلفة التي تحكم مشايخ الدول الخليجية وعلى راسهم آل سعود.

ولا ننسى ان من جلس يضحك على هذا الغباء العربي ليقول “اينما تقع فتح” هو الكيان الصهيوني بالتاكيد .

والله تعالى من وراء القصد.