20 ديسمبر، 2024 4:54 ص

المهاتما غاندي –  المهاتما ( الروح العظيمة ) الثائر القديس ابو الامة الهندية وغيرها من النعوت ولد في 2 ت1-1869 واعتبر هذا اليوم عيدا وطنيا في الهند واليوم الدولي لللاعنف على مستوى العالم وفلسفة اللاعنف ( الساتاغرافا ) وهي مجموعة من المباديء تستند الى جملة من الاسس الدينية والسياسية والاقتصادية غايتها احداث تغيير سياسي بدون استخدام القوة كأسلوب للتغيير ومن وسائلها العصيان المدني وعدم الطاعة اوالتعاون مع السلطات والاضراب عن الطعام  والمقاومة اللاعنفية وقد اتخذ رجال الدين في فيتنام اسلوب جمع الحطب وحرق النفس احتجاج على العدوان الامريكي وكان حرق البوعزيزي لنفسه في تونس  شرارة الثورة ضد زين العابدين الذي فر هاربا من تونس .. استطاع القائد الهندي غاندي قيادة المستضعفين والوطنيين من ابناء وطنه وهزيمة الامبراطورية التي لا تغرب عنها الشمس بجبروتها واوج عظمتها واّلتها العسكرية  لتنحني امام هذه المقاومة السلمية وتمنح الهند الاستقلال سنة 1948 بعد ان ضمت الهند الى التاج البريطاني سنة 1858وبقت الهند ترزح تحت الاحتلال البريطاني حوال 90 عاما من خلال زرع الفرقة والنزاع بين مكونات الشعب الهندي والاعتماد على شراء الذمم ومساعدة المنافقين والعملاء من المسلمين والهندوس والسيخ الذي جندتهم لتنفيذ اغراضها الاستعمارية يقول غاندي ( لو تشاجرت سمكتان في اعماق البحار اعلم ان الانكليز وراء ذلك ) وكان محقا في ذلك كثيرا اذ  شعار ( فرق تسد ) معروف على مستوى العالم ان دهاقنة المستعمرين الانكليز كانوا يتخذونه الوسيلة الاساسية في السيطرة على الشعوب لقد اتبع دهاقنة الاستعمار اساليب عديدة يقول احد الكتاب الانكليز ( ان ما ارتكبه جنودنا من ظلم ووحشية ومن حرق وتقتيل لا تجد له مثيلا في تاريخ الانسانية ) ومن هذه الاساليب اقامة المذابح بين المسلمين والهندوس والسيخ وزرع التعصب وتغيير مناهج التعليم وفق منظورهم ونشر العادات الغريبة عن المجتمع الهندي وتاسيس حركات مضادة ودعمها ماديا ومعنويا واغراء الكفاءات والعلماء على مغادرة بلادهم حتى ان الخلافات والاحتراب الوطني الذي اوجدوه بين مكونات الشعب اثمر عنه انقسام الهند الى دولتين الهند والباكستان بعدما كان غاندي ورفيق النضال محمد علي جناح قادة حزب المؤتمر الوطني الهندي وانفرط الحلف الذي وحد المسلمين والهندوس ( حلف لكنا ) واستقال جناح بعد ان اتبع غاندي اسلوب اللاعنف في مقاومة الاحتلال البريطاني في عام 1920 لتتبعهما بنغلادش في الاستقلال عن الهند .. كانت مسيرة الملح احدى وسائل الاحتجاج السلمي التي اتبعها غاندي وقد استمرت المقاومة لمدة سنة تقريبا وكانت قد فرضت بريطانيا ضريبة باهضة على تداول الملح وقد اضطرت بريطانيا للتراجع عنها كم دعا غاندي الى الامتناع عن استخدام الاقمشة الانكليزية وبادر هو الى استعمال النول اليدوي للغزل ونسج ما يحتاجه من ملابس وقد اصبح النول اليدوي رمزا من رموز المقاومة وعاش عيشة بسيطة في كوخ بناه بيديه على النهر وكان يعتمد في جل غذاءه على حليب المعزة التي لم تفارقه في حياته حتى اصطحبها معه حينما سافر الى بريطانيا استطاع هذا الرجل النحيف القصير المتواضع ان يلم شمل مواطني الهند الذين يعتنقون اكثر من سبع ديانات ويتكلمون حوالي 15 لغة رسمية وفي 30 كانون 2 عام 1948 اي بعد استقلال الهند بأقل من سنه خرا صريعا برصاصة غادرة من هندوسي متعصب وهو الذي كافح طوال حياته ضد التعصب الديني والتفرقة بين المواطنين على اساس الدين او الملل والطوائف من اقواله :
– السعادة هي ان يتناغم ما تقول مع ما تفعل مع ما تحلم به – لو لم امتلك القدرة على المرح والسخرية لهزمت في اول معركة – لا اؤمن بأي فكرة دينية تتناقض مع عقلي وتفكيري المنحاز للعدل والحكمة والحرية – كم يسعدني الاعتقال حتى يتأكد الهنود انني انسان عادي مثلهم – الذي يعفو ارقى من الذي ينتقم السلام ارقى من الحرب – نحن موجودون على الارض بسبب النساء .. فلا تسيئوا معاملتهن ايها الرجال – لا تيأس من الحياة رغم ماّسيها ففي النهاية لا يتسخ  البحر من قطرات ملوثة من الماء – الحقد يستنزف طاقاتنا  ويجعلنا عبيدا لغريزة شريرة وهمجية لاحق لنا  في ممارستها ….. في 14 -3-2015 وفي ميدان البرلمان في لندن ازيح الستار عن تمثال لغاندي وهذا التاريخ هو ذكرى عودة غاندي من جنوب افريقيا الى الهند ليبدأ النضال لتحرير بلاده وكان عمره انذاك 46 عاما ..حينما تذكر الهند يذكرغاندي وحينما يذكر غاندي يذكر المجد الذي بناه  للهند ورفع الغبار عن الحضارة العميقة التي سادت وادي السند والهند ان القادة العظام لم يموتوا وغاندي واحدا من العظام في التاريخ الحديث الذين قادوا شعوبهم نحو النصر والحرية ويشار الى ان ارقى نظام ديمقراطي يمارس في الهند بين دول العالم المتحضر
[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات