23 ديسمبر، 2024 2:42 ص

غالب الشابندر ..لمصلحة من الهجوم على الصدر والعامري والخنجر ؟!

غالب الشابندر ..لمصلحة من الهجوم على الصدر والعامري والخنجر ؟!

آخر تقليعات غالب الشابندر في هجوماته على ” أي كان ومن كان وكيف ماكان ” أزاحت عن عيني غشاوة ” خسارة حياته” لتتكشف لي حقيقة إن الرجل يواصل الغوص في مستنقع تخبطه وفوضى أفكاره وربما توجهات خارج أفكاره الخاصة ، حتى يبدو كما لو إنه مدفوع الثمن مقدماً ..ولايقل لي أحد ، إنه خارج هذا التوصيف ، ففي كتاب له إعترف وقال ” كلّفنا حزب الدعوة ، انا وسامي العسكري ، لشن هجوم على المرجعية العليا “.
في لقاء على قناة دجلة الفضائية في 3 آذار 2019 خرج لنا الشابندر في برنامج “بصراحة” الذي يقدمه الزميل عدنان هادي ، ليشن هجوما فارغاً من أي محتوى على السيد مقتدى الصدر فثلم كثيراً من وطنيته ، والسبب بكل بساطة وغباء ، هي إن الرجل صافح الحاج هادي العامري وقال ” أن أول ‘كبوة سياسية’ في تاريخ مقتدى الصدر هي عندما وضع يده في يد هادي العامري ” !
والواضح إن الرجل بتخبطات أفكاره يسجّل الكبوة على السيد الصدر لانه يتفاهم مع الحاج هادي العامري الذي هو في تحالف متين مع الشيخ خميس الخنجر رئيس تحالف المحور الوطني..وهنا بيت القصيد له !!
ولايدري الشابندر إن إفق تعاون قريب كاد أن يحصل بين الشيخ الخنجر والسيد الصدر حتى شمل تغريدات متقاربة وصفتها في مقالة لي”الغزل بين الصدر والخنجر ” ، بل إن الخنجر نفسه كان يعتبر إن التيار الصدري أكثر تفهماً لمواقفه واقرب الكتل الى طروحاته السياسية ..ولاندري ماحصل فيما بعد وأي أياد دست أصابعها في إحتمالية تحالف بين الطرفين كان من الممكن أن يقدم الشيء الكثير للعملية السياسية !
وفي حالة هيستيرية يخرج فيها الشابندر عن كل تعارفات اللياقة ، على المستوى الشخصي أو العام ، وينخرط بهجوم لامبرر له على الشيخ الخنجر ،وكال الإتهامات التي إجترّها والتي أصبحت في مقبرة العداوات والتسقيطات التي لاتجد من يستمع اليها ، وبدا الرجل منفعلاً إلى أقصى الحدود ، حتى إن مقدم البرنامج عجز عن أيقاف تهوراته وإندفاعاته العدائية ، فإضطر إلى قطع الصوت عنه ليستطيع إكمال البرنامج ، الذي إشتبك فيه غالب الشابندر مع ممثل السيد عمار الحكيم مكيلاً الإتهامات الفارغة للجميع !!
لاأريد هنا أن أعيد ماقيل بحق غالب الشابندر من كتّاب وسياسيين شيعة الذين فضحوا الكثير من ادعاءاته ، حتى إن أحدهم سخر من كتابه ” فقدت حياتي ” المليء بالتناقضات وقال عنه ” غالب لم يفقد حياته لقد فقد حياة ولده الشهيد عمار ” !!
أريد أن أقول لغالب ، إذا كنت تعتبر إن من يمد يده للخنجر عميلاً أو قاتلاً ، فليس صعباً عليك أن تعرف إن الكثير من القيادات الشيعية كانت تلتقي الخنجر وتجلس في دواوينه خارج العراق وبعضهم تمتع ببعض هباته ، والأكثر إن شقيقك عزّت الشابندر من أقرب أصدقاء الخنجر من القيادات الشيعية وربما كان أحد أكبر عرّابي التقارب والتصالح بين الخنجر والقوى الشيعية الأخرى ومنها الحاج هادي العامري رئيس كتلة كبرى في البرلمان “الفتح” ، وتعلم جيداً إن الخنجر عاد إلى بغداد دستورياً وقانونياً وشارك في العملية السياسية وحصد العديد من المقاعد البرلمانية وهو الآن رئيس تحالف المحور الوطني الذي يضم اكثر من خمسين نائباً..
الغريب إن الشابندر إلى وقت قريب كان من دعاة تصفير الأزمات وترك الإتهامات للقضاء العراقي ، القضاء الذي لم ينجو من هجومه الغامض ، والذي إتهمه بأنه قضاء غير عادل !!
شخصيا لست معترضاً على توصيفات الكبوة وغيرها التي دفعها بوجه السيد الصدر ، لكنني أعترض بشدّة على سياسي ومحلل سياسي أيضاً ومفكر ، هكذا يفترض ، أن يستخدم لغة الاتهامات والشتائم التي لم توفر أحداً وخارج كل سياقات اللياقة وروح الحوار المنتج .
ثلم وطنية الآخرين كما فعل مع السيد الصدر ، لاتليق إلا بالسبابين والشتامين ..
إتهام الآخرين بالجرائم دون أدلة ، إعتداء صارخ على القضاء الذي نسعى لتطويره ، وبإمكان الخنجر أن يقاضيه أمام القضاء إن أراد ذلك ، وسيكون الشابندر عاجزاً عن تقديم أية أدلة ، بل سيجد نفسه في مواجهة القضاء ، وعليه أن يفّك نفسه من الورطة التي أدخل نفسه في تلابيبها !
يتهم الخنجر بأنه ذهب إلى لندن لجمع أدلة ضد الحشد الشعبي ، وليس لديه أي دليل على ذلك أيضاً ، كما إنه يعلم جيداً إن اتهامات طالت بعض فصائل الحشد الشعبي بخروقات إعترف بها بعض قادة الحشد ، ويبدو إن الشابندر قصير النظر إلى الدرجة التي لايرى فيها إن الرجل الخنجر دخل بغداد دخول الرؤساء ويعمل مع قيادات شيعية مؤثرة جداً على لملمة الأوضاع للخروج من الأزمة السياسية الخانقة في البلاد .
وحتى تكتمل خرز مسبحته الناقصة قال الشابندر معترفا بهجومه على القيادات السنيّة “هجومي على القيادات السنيّة صاعقاً لأنهم باعوا الوطن وسرقوا” !
لم يقل ، وهو المفكر والكاتب ” بعض القيادات ، بل جاء كلامه إطلاقياً ” القيادات السنيّة ” وليس مطلوبا من المكون السني إلا أن يتوسل للشابندر إختيار قياداته لهم وفق مسطرته ومعاييره ، التي أسقط كل متبنياتها الإيجابية في اللقاء الأخير عبر برنامج بصراحة !
ومن المفيد أن أذكّر السيد الشابندر ، إن السيد مقتدى الصدر ردّ عليه في الثامن والعشرين من تموز 2016 حول رأيه بحضور الصدر لتظاهرات الجمعة في ساحة التحرير ، قال الصدر “شكراً له ولا اكن له غير الاحترام وودي أن يطلع الشابندر ما خلف الكواليس لكي يكون على علم دقيق بالتفاصيل السياسية”..
وبذلك وضعه في خانة جهلة عالم السياسة دون أن يقولها صراحة ..!!
فأي رأي من الجهلة نستمع ؟ !!