23 ديسمبر، 2024 10:38 ص

عِداء الأحباب غلَق الابواب

عِداء الأحباب غلَق الابواب

لو استعرضنا كثير من الامور التي تحصل في سير اعمال الدوائر والاقسام وكثير من البيوت وكثير من الاعمال الاهلية لوجدنا لغة التفاهم تحل كثير من المشكلات ولو ابتدأنا في البيوت والاسر فتجد الحب يخيم على الاسرة والتفاهم يسير بهدوء ويدب الحب متسللا الى وجدان افرادها  لو عرفنا لغة الاعتراف بالخطأ ولو سبقتنا كلمة (الاسف) عند كل هفوة
لكن لغة المكابرة اذا دبت في الاسرة تجدها متفككة وان واحدا فقط هو من يعاني الالام والاوهام والغبن وغالبا ما يكون رب الاسرة لأنه دائما يريد الجمع لا التفريق اذا كان ذا عقل موزون و قد تنتهي كثير من الزواجات بالمحكمة للطلاق كما نلاحظ الان
ولو عرجنا الى مواقع التجارة والمحلات والشركات نجد لغة التسامح حليفة كل عمل ناجح ولغة غض الطرف عن كثير من الاخطاء لغة ناجحة تأتي ثمارها كل حين لكن لغة الاصرار على الخطأ ولغة المكابرة وانا اعرف كل شيء والمحصلة لا اعرف شيء  نجدها لغة التدهور والهدم بمعول فتاك
كل هذه المقدمة تأتي لمشروع محبة ناجح في كل المجالات و نرى بلدان فقيره ليس فيها نفط  ولا ثروات لكنها تمتلك مقومات النجاح فمثلا شاهدت في الاردن سيارتين يلتقيان على منحدر جبل يسلم احدهما على الاخر ويطلب منه (فراطه للأجرة ) اي تحويل النقد للأصغر ويستغرق ذلك دقيقتين او اكثر ويترك ورائه مجموعه سيارات بانتظار حركته ولا احد ينادي بصوت نكر ولا زمار يزمر به ليملئ  الدنيا ضجيجا ان لم يتجاوز عليه , ببرودة اعصاب يتركه ينتهى ويستمر السير, لكن لدينا تجد سائق المركبة الخصوصي والعمومي دائما  محترف لغة السب والشتم على شفاهه خاصة مع من يخالف قواعد السير وكل واحد من اي الطرفين غير المتعادلين يظن ان الحق له ويمطر الاخر بوابل من السب والشتم
واصبحت للأسف هذه ميزتنا كعراقيين ولا احد يغفر لأخر زلته بل العكس كل منا ينتظر ان يخطا الاخرون ليكون هو سيد الموقف عليهم
وبعد هذه المقدمه  المتواضعة  نعرج على الجانب السياسي فالسياسيون الذين يحكمون البلد هم ابناؤه وهم مصبوغين بصبغته لكن العتب عليهم والكثير منهم عاش خارج العراق ردحا من الزمن ولم يكن يقتبس شيئا من صفات الاخرين  الجميلة ليمسح هذه الصفة غير الحميدة التي تميزنا وهي الثورة على اتفه الاسباب وقد حصل ما حصل بين سياسيينا ولم يستميح احدهم للأخر عذرا ولم يقرب احدهم الاخر للجلوس على مائدة مستديره للعتاب وتشخيص الأخطاء وتصويبها ومرت الايام والامور تتعقد وزادتها تعقيدا كثرت المساجلات السياسية والقنوات الفضائية التي جندت نفسها للإطاحة بين الاخ واخيه
كل هذا عقد الامور واصبح البلد على شفا حفرة من الهاوية لا ينجينا منها الا الله وتدخل القاصي والداني وكيل الاتهامات يكال بين هذا وذاك ولكن الحكمة اصبحت بعيدة عن الكثيرين ودفع ثمنها المواطن المسكين الذي بدأت مجريات الاحداث نقف عنده فلا تجارة تسير, ولا سوق يتنشط ,والدوائر بدأت بالتذبذب, ميزانية البلد توقفت, وكثير من الامور التي لها اول وليس لها اخر من عجلة الحياة قد توقفت  او في طريقها للتوقف …….!!!!
كل هذا بسبب كثرة العصبية لدينا وعدم اظهار الوجه السمح للأخرين
ومن يجد نفسه مرهقا لابد ان يأخذ قسطا من الراحة فان الدنيا لا ولن تنتهي !!!!
لكن لنا اسوة بسيد البلغاء علي بن ابي طالب عليه السلام عندما جثم على صدر عمر بن ود العامري واراد ان يحز راسه بصق الكافر بوجه الامام فقام الامام من على صدره لحظات  وعاد بعدها ليقطع راسه ولما سئل قال لأني اشتطت غضبا من تصرفه ولكي يكون عملي في قتله لوجه الله تعالى قمت واخذت شيئا من الراحة ولو قصير ثم عدت اليه ليكون عملي ليس بسبب الغضب
وهناك الكثير من المدراء والازواج اذا تعصب يترك الكلام وربما يغلق اجهزة موبايله خوفا من ان يصدر منه كلام يندم عليه وقد قال الامام علي عليه السلام (ليت لي رقبة كرقبة البعير ازن بها الكلام قبل ان اخرجه ) ولذا فان على الوجوه التي تقود البلد ان تأخذ قسطا من الراحة لنعود في المرات القادمة بشكل اكثر نشاطا واكثر استعدادا للعطاء  طالما ان تصرفهم يؤثر على الالاف بل الملايين من الناس خاصة عندما يحسون بانهم غاية في الارهاق فلا يصدر من المرهق امر صحيح وقد يصدر منه امر يندم عليه ويبقى يعاني الندم طول عمره ولات حين مناص.