أُعتبر نابليون أعظم عبقرية عسكرية عرفها التاريخ الحديث, أحرز بنبوغه ودهائه إنتصارات باهرة، في ميادين القتال والمعارك، مع أنه قصير القامة، وعندما كان قائداً للجيش الفرنسي في إيطاليا، وحقق تلك الانتصارات، أصبح في نظر الفرنسيين بطلاً وطنيا, بعدها أدخل إصلاحات جوهرية، وخاصة في الانظمة الادارية والتشريعية والمالية والقضائية، ولعل أهم أعماله ما عُرف بدستور نابليون.
برزت شخصيات كثيرة عبر تاريخ البشرية، من ملوك وقادة وحكام، ناضلوا من أجل مبادئهم وشعوبهم، أغلب تلك الشخصيات كانوا من ذوي القامات القصيرة، وبعيداً عن تلك الأسماء وخصوصياتها، لنقف عند ما نريد الوصول إليه، فقد إمتاز رئيس الوزراء العراقي الحالي (حيدر العبادي) بقصر قامته، فهل سيمتاز بعلو هامتهِ وهمته أيضاً!؟
الإسلوب الدبلوماسي، ومحاولة حل الأزمات بصورة سلمية، إسلوب إتبعهُ العبادي، منذ إستلامه رئاسة الحكومة، حتى عابهُ عليه أعداءه وخصومه، خصوصاً داخل كتلته(كتلة القانون)، ومن داخل حزبه أيضاً(حزب الدعوة)، والذين وصفوا إسلوبهُ بـ(الإنبطاح)، إستهزاءً وتهكماً، وهنا يأتي سؤال مهم هل سينبطح العبادي لأعضاء حزبهِ من أتباع رئيس الحكومة السابق!؟
بمعنى هل سينفذ العبادي ما طلبه منه أعضاء حزب الدعوة، من عدم شمولهم بالتغيير الحاصل!؟ وكذلك غض الطرف عنهم، وعدم محاسبتهم على الفساد الكبير، الذي أودى بالعراق إلى حافة الهاوية، إن لم نقل السقوط في الهاوية!؟
أم هل سيكون العبادي كسابقيه من قصيري القامة؟ ذو همةٍ عالية في القضاء على المفسدين؟ وإن كانوا من خواصهِ وأبناء حزبه؟ وأن يبدأ بهم أولاً ليكون مصداقاً حقيقياً لتطبيق العدالة؟ وأن الجميع يخضع للقانون ولا فرق بين عربيٍ وكردي إلا بالعمل الوطني الصالح؟
إن هذا ما نأملهُ ونرجوه حقاً من شخص رئيس الوزراء العبادي، ونتمنى أن يكون ما نقرأه ونسمعهُ من وسائل الإعلام، بخضوع أو رضوخ أو كما يحبون أن يطلقوا عليه: إنبطاح العبادي لرغبات ونزوات بعض المحسوبين عليه، من كتلتهِ وحزبه، غيرُ صحيحٍ، وإلا فكما كنا أقلام مشرعة، عملت بوطنية وحرفية وشرف، لأسقاط سلفه(الطالح المارق)، وفضحه أمام الرأي العام المحلي والدولي، سنكون كذلك معهُ، إن خضع لأوامر بعض أفراد حزبهِ الفاسدة.
بقي شئ…
على الجميع أن يضع الوطن وخدمتهِ في القمة، وأن يبدأ العلاج من النفس، خصوصاً الأمارة بالسوء.