23 ديسمبر، 2024 10:33 ص

عُقدة الازمات العراقية

عُقدة الازمات العراقية

لن يكن صعباً على القادة العراقيين بعد 2003 من معالجة الازمات المتعددة التي خلفتها أثار الحروب والحصار والتدمير الممنهج للفرد وللبنى التحتية ، فهناك تجارب مريرة لشعوب عديدة عاشت ذات الازمات العراقية بل اكثرها قسوة وخراب نتيجة الممارسات الدكتاتورية وحروبها وماخلفته من دمار، والدرس الالماني افضل مشروع مارشال الذي استفاد من والاعمارالنماذج في اعادة البناء وهو مشروع اقتصادي وضعه الجنرال جورج مارشال لإعادة إعمار على الرغم من انها بقيت أوروبا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانيةسراها العائدين ألكنها استفادت من الاميركي تحت وطاة الاحتلال فحققت، واعداد خطط علمية لاعادة بناء الفرد علماءها الاهتمام بوبتصميم وطني على تحقيق النهضة المهولة التي جعلتها المانيا.القوة الاقتصادية الاولى في اوروبا بغضون سنوات

ان التركيبة السياسية التي تعاقبت على حكم العراق منذ اول انتخابات في 2005 والى انتخابات 2014 افرزت حكومات تفتقر الى الرؤية الوطنية الموحدة ولاتمتلك مشروع اقتصادي يمكن ان يسهم في اعادة بناء العراق وفق خطط علمية طويلة الامد ، كما لاتتسم بالاصرار في معالجة الازمات المتراكمة والنهوض مجددا بالبلاد ، بل ذهب كل فريق سياسي الى تأمين مصالحه الحزبية والشخصية والتخطيط المنظم بما يلزم استمرارية وديمومة تواجده السلطوي من خلال الحرص على تقاسم الثروات بما عرف بالمحاصصة الحزبية التي انتجت زمر تتصف بالانتهازية

والوصولية واللصوصية من سياسيي الصدفة الذين ينقسمون بين سراق وارهابيين وكلاهما شكلا اكبر العقبات امام نهوض العراق وتعافيه.

ان الاموال الطائلة والميزانيات الانفجارية الهائلة والموارد غير النفطية المعطلة التي يمتلكها العراق كان يمكن لجزء منها ان يجعله مع كل التحديات الامنية والاقتصادية والاجتماعية بلدا قويا متماسكا اقتصاديا لو تم استغلالها بشكل يعيد ثقة الفرد بالدولة ويعزز من دور المواطنة في اعادة البناء ، لكن الكتل السياسية التي تتقاسم السلطة فيه جعلته فريسة سهلة وساحة مناسبة لتصفية الحسابات الدولية والاقليمية بما يضمن مصالحها دون مراعاة مصلحة العراق ، فتمكنت شبكات الارهاب من ضرب كل مفاصل الحياة وتعطيلها مستفيدة من الدعم الذي توفره لها عصابات سياسية عراقية تشكل غطاءها السياسي وموردها المالي.

كل المؤشرات الحالية وعلى المدى المنظور البعيد تشير بما لايقبل الشك ان العراق لن يشهد قيادة سياسية وطنية حكيمة وشجاعة ذات منهج وخطاب سياسي موحد تؤسس لحكم قوي يرتقي لحجم التحديات لذلك هو يسير الى الهاوية والتشتت والتقسيم باسم الكونفدرالية لذلك اصبحت ازماته تتراكم اكثر وتتعقد بفعل الفساد والارهاب السياسي الذي ضرب وعطل جوانب اساسية في مشروع اعادة بناء الدولة العراقية الجديدة .