-1-
النتاجُ الأدبيّ كالطعام ….
مِنْهُ ما هو عسير الهضم ..!!
ومِنْه ما هو يسيرُه .
-2-
ويمكن القول :
إنّ الرجال أيضاً على نَحويْن :
منهم من هو عسير الهضم ..!!
ومنهم من هو يسيرُهُ
والويل ثم الويل لمن يُبتلى بِمَنْ يتعسر هَضْمُهُم .
-3-
لقد هجا أحدُ الشعراء ، واحداً من أولئك عسيري الهضم فقال :
مَضى غيرَ مأسوفٍ عليه وليْتَهُ
تفادى السقوطَ المُرَّ في حُفَرِ الذَمِّ
وقد كان شِرِّيرَاً خبيثاً مُخادعاً
وألفيتهُ صَعْباً عسيراً على الهَضْمِ
-4-
وما يُقال في (الرجال) يُقال في (النساء) سواء بسواء .
أليست (النساء شقائق الرجال ) ؟
وحين تبلغ المرأة في تحدياتها الرجال القمّة ، تُصبح عسيرة الهضم يقينا.
-5-
والبيانات الاعلامية والسياسية – وما أكثرَها اليوم – يشملها ما يشمل الادباء والرجال والنساء :
منها ما لايُطاق في شدّة عُسْر الهضم ،
ومن ذلك مثلاً :
التحذير من تردد أسماء مُعينة ذُكرتْ ضمن مَنْ تسند اليهم حقائب وزارية ، وانهم موصوفون بالفساد المالي، وكأنَّ صاحبَ التحذير بعيدٌ عن المسؤولية بالاتيان بمن أغرق البلاد ، وانهك العباد ، بفساده المالي..!!
ومن ذلك أيضاً :
من طالب الوزراء الجدد بالتخلي عن الجنسية الأجنبية ، كما نص الدستور على ذلك – قبل أداء القسم ، ناسياً أنه لم يُطالب بذلك الوزارة السابقة لأسباب معلومة لايجهلها أحد ..!!
إنّ الغرض من هذه المطالبة هو الإحراج ، والاعلان عن عدم الابتهاج، بعد أن تغيرت موازين القوى ..!!
-6-
والمعلومات التي يدلي بها ” المسؤولون” هي الأخرى على نحويْن :
عسيرة الهضم ، كتلك المعلومة التي قدّمها أحد العباقرة قائلاً :
ان تصدير الطاقة الكهربائية سيتم نهاية عام 2013، بينما المواطنون العراقيون يعانون ما يعانون من أزمة انقطاع التيار الكهربائي وهم يقتربون من نهاية عام 2014 ..!!
-7-
أنّ ” عسر الهضم” يختص غالباً بالفاشلين الذين يحسبون أنهم يُحْسِنُونُ صُنعاً ..!!
وقد ابتلي العراقيون أيّما ابتلاء، بقوافل من هذا الطراز، الرافض لفهم الواقع ..!!
لقد قلنا ذات يوم – وفي تصريح إعلامي – :
اننا لانحضر جلسةً يتراسها مَنْ يجمع بين سُوءِ الادارة وسُوءِ الخُلُق..!!
إنَّ عُسر الهضم ليس حالة مؤذية (للمعدة) فقط
انه يوجع القلب …،
ويُصيب الرأس بالصداع …،
ويملأ النفس بالشجى والشجن ،
ويراكم الغيوم حدّ الضيق ،
ويُثقل الخطو أثناء المسير
ويُتعب الانسان بالمزيد من الأعباء آناء الليل وأطراف النهار …
وربما قاده الى التشاؤم والاحباط بدل التفاؤل والانبساط .
-8-
والسؤال الأن :
مَنْ يُبعد عسيري الهضم عن مواقع التسلط ؟
انهم يتوسلون للوصول الى ما يريدون بكل الوسائل غير المشروعة ما ظهر منها وما بطن .
ويبقى النَصَبُ نصيبَ المواطنين المرهقين بالعناء ، وبرموز عُسْر الهضم من أهل الخبث والدهاء …
وليس لنا في هذه الرحلة المضينة الاّ التوجه الخالص للقادر القدير –جلّت آلاؤه – بنياتٍ صادقة وقلوب مفعمة بالايمان ، نسأله الانقاذ فانه الملاذ، وكفى به مجيباً للدعوات وكاشفاً للكربات .