يَقولُ الرسولُ الكريمُ في حديثٍ لهُ رواه الإمامُ البخاري « لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا ، فَإِذَا رَآهَا النَّاسُ آمَنَ مَنْ عَلَيْهَا ، فَذَاكَ حِينَ لاَ يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا ، لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ ويؤمنُ عامة المسلمين أنَّ من علاماتِ الساعةِ الكُبرى هي طُلوعُ الشمسِ من مغربِها هكذا جِهاراً نِهاراً ولكن للإسف ما يفهمهُ الُمسلمونَ من هذا الأمر هوَ أمرٌ يُناقض العِلمَ ويُناقض القرآن نفسه فمن الناحية العلمية :
إنَّ خروج الشمسِ من مغربِها يعني إنَّ الأرض تتوقف عن الدورانِ حولَ نفسِها ومن ثم تدور بإتجاه يُعاكُس إتجاه دورانها الحالي فتشرق الشمس من مغربها بينما يقول ياكوف بيرلمان العالم الفيزيائي الروسي الشهير في كتابه الفيزياء المسلية بان الارض لو توقفت عن الدوران لرمي كل من على وجه الارض الى خارج الغلاف الجوي حيث يُشبهُ الأمر بسيارةٍ مُسرعةٍ وتتوقف فجأة إضافةً إلى هذا فإنَّ الأرضَ لو توقفت فأنها ستنجذب نحو الشمسِ بسرعةٍ هائلةٍ بفعلِ قانون الجاذبية وستنتهي المجموعة الشمسية وسينتهي إنتظامها ,
ولكن هل ورد في القرآن الكريم ما ينقض هذا الإحتمال أي خروج الشمس من مغربها
يقول الله تعالى
{لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ }يس40 هذه الاية تدل على أن الشمس والقمر لهما مواقيت محددة لا الشمس تستطيع ان تتعدى على وقت القمر ولا العكس ولا الليل يسبق النهار او النهار يسبق الليل وبالتالي لا بد أن ننظر الى هذا الحديث من زاويةٍ أخرى ومن منظوٍر قرآني أيضاً
يقول الله تعالى عن علاماتِ الساعة الآتي :
1 – { قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَاء اللّهِ حَتَّى إِذَا جَاءتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُواْ يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ } محمد31
2 – { يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللّهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } محمد187
3 – { أَفَأَمِنُواْ أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِّنْ عَذَابِ اللّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } محمد107
4 – { بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ } محمد40
5 – { وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ } محمد55
6 – { هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ } محمد66
7 – { فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً فَقَدْ جَاء أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ } محمد18
ذكرت هنا الساعة في تلك المواضع من الآيات مسبوقةً بكلمة (بغتةً) اي ان الساعة تأتي بغتة والناس لا تدري وفي غفلة من أمرِها وان تحقق علامات الساعة الكبرى بحرفيتها كنزول المسيح من السماء أو خروج دابة الارض وطلوع الشمس من المغرب ينافي ان تأتي الساعة بغتةً أبداً وتعالوا ننظر الى هذه الاية { وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ } محمد55 فتلك الآية تبين وبالدليل القاطع ان الناس سيكونون في مرية من علامات الساعة وغير متأكدين منها أبدا لذلك لا بد ان نفهم كيف تأتي علامات الساعة ؟
أن العلامات القطعية المزيلة للمِرية، والأمارات الظاهرة الناطقة الدّالة على قُرب القيامة.. لا تظهر أبدا، وإنما تظهر آيات نظرية التي تحتاج إلى التأويلات، ولا تظهر إلا في حُلل الاستعارات وهذا هو فهم الصحابة لها أيضا بدليل ما روي عن دابة الأرض فقد ورد في الإخبار ان بعض الصحابة قال لعلي إنك دابة الأرض الوارد ذكرها في القرآن الكريم
{وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ }النمل82
كأحدى علامات الساعة فنفى علي هذا ولو كان الصحابة يفهمون علامات الساعة كما نفهمها لما التجأوا الى الظن بأن سيدنا علي هو دابة الأرض وقال الماوردي ايضا ان الدابة من الأنس وغيرها >.
إنَّ خروج الشمس من مغربها هي كناية على شروق شمس الإسلام من مغرب الأرض فلو لاحظنا إلإحصائيات الرسمية فأن الدين الإسلامي هو أكثر الأديان إنتشارا في الغرب في روسيا وفي اوربا وفي الولايات المتحدة وهو الأمر الذي يقلق الدول الغربية الان وقد وردت عدة احاديث عن صلاح الروم في آخر الزمان والروم هم سكان اوربا وهذا ما أشار إليه الإمام إبن كثير رحمه الله تعالى في كتابه البداية والنهاية حيث قال معقبا على بعض تلك الأحاديث (وهذا يدل على أن الروم يسلمون في آخر الزمان ، ولعل فتح القسطنطينية يكون على يدي طائفة منهم كما نطق به الحديث المتقدم أنه يغزوها سبعون ألفاً من بني إسحاق ، والروم من سلالة العيص بن إسحاق بن إبراهيم الخليل)
وهذا يدل على ان الإسلام سيعتنقه الغرب وسيحسنون فيه ويفتحُ الله على يديهم الارض والفتح ليس من خلال الحروب انما تفتح وكما انبئ سيدنا محمد بالتهليل والتكبير أي ان فتح الدول والامصار في آخر الزمان يكون من خلال الدعوة السلمية والابتهال والدعاء حيث ورد مصداقا لقولنا هذا حديث النبي الذي أخرجه الحافظ أبو عبد الله الحاكم، في مستدركه على الصحيح.
وعن عمرو بن العاص، قال: ” تغزون القسطنطينية ثلاث غزوات، فأما غزوة فتكون بلاء وشدة، والغزوة الثانية يكون بينكم وبينهم صلح حتى يبني فيها المسلمون المساجد وتغزون معهم من وراء القسطنطينية، ثم ترجعون إليها، والغزوة الثالثة يفتحها الله لكم بالتكبير،