الله حينما يغضب على امة يسلط عليها انواعا شتى من العذاب وحسب حجم ما اقترفته من ذنب وهذا ما فهمناه من كتاب السماء المنزل ” القرآن الكريم ” .. الان برأيكم (( امة بنو عبد السيد وبنو عبد الرمز وبنو عبد القائد وبنو عبد الجار وبنو عبد الدينار وبنو عبد السلاح وبنو عبد العبد … )) .. هذه الامة المتشرذمة بين الطوائف والمعتقد والاديان وبين تابعيتها لهذا الصنم السياسي او ذاك اما يكون حقيقا على الله ان يعذبها بالعذاب المستحق ؟ .. ولنلاحظ ان اهل العراق منعوا خير السماء النازل ثم بسبب ضعفهم فرقتهم تمادت دول جوار العراق ليقطعوا عنهم الماء باقامة السدود تارة او لحرف مسارات الانهر لتصب باراضيهم لا اراضي العراق تارة اخرى ، جفت ارضهم شيئا فشيئا واصبح مناخهم متصحر وباتوا يلوكون الاتربة مع الاكل ويشربونه لما يردوا حياض الماء .. قل رزقهم ، انتشرت بينهم البغضاء والعداوة ، كثر الديانون وقل التدين ، كثرت المساجد وقل المصلون ، عقول شبابهم مسخت بتعاطي المخدرات فزادت جرائم ( القتل ، السرقة ، زنى المحارم ) ، كثر الجهل وانتشرت الاباطيل والخرافات بتردي التعليم كيف والدال باتت تقف امام اسم يعود لفرد لايمايز بين الاختيين ” الضاد والطاء” ، اعداد الطلاقات تزاحمت على رفوف المحاكم ، خربت الوشائج الاسرية ، فقدت القييم المجتمعية كافة كموروث كان العراقيون يباهون بها الامم ” كرم نخوة غيره شجاعة حمية .. الخ ” ، منافقون وفقط يبذخون اموالهم في مناسباتهم الدينية ك “زيارة الاربعين” وغيرها ، يلهجون باسم الحسين وال البيت والحسين وبقية اخوته وال بيته يشيحون بوجوههم عنهم باستدلال عدم قبول الدعاء عندهم لا بل هم يستغفرون لهم لجهلهم بتأديته حيث هناك البعض منهم يدخل نفسه فيما سمي ب ( الشرك الخفي ) دون وعي منه ، المغالون بحب ال البيت باتوا مغالين اكثر من الغلاة انفسهم في بداية ظهورهم فانتزعوا صفات الله جل في علاه واسبغوها على ال بيت النبوة الاطهار فافرغوا عظمته وقدرته ونسوا “إنَّ الَّذِي أَيّنَ الأَينَ لَا يقال له أين ، فعن أَمِير الْمُؤمنِينَ عَليٍّ ” ع ” كان أَشْفى الْبيانِ حِين قِيلَ لَهُ أَيْنَ الله، فقال ( إِنَّ الَّذِي أَيَّنَ الأَيْنَ لَا يُقَالُ لَهُ أَيْن، فَقيل لَهُ كَيفَ اللهُ، فَقَالَ إِنَّ الَّذِي كَيَّفَ الكَيْفَ لَا يُقَال لَهُ كيف ) هو الشي الداخل في الأشياء من دون ان يلج فهي مولوجة فيه ، مصّيرها ، خالق الاكوان من العدم فكيف وندعوا غير سبحانه ” إِنَّ ٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ ۖ فَٱدْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَٰدِقِينَ ” ، يقول الباري عزوجل :
” إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِۦ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِٱللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَٰلًۢا بَعِيدًا ” ، ونقول ايضا ان اهل العراق شيدوا الاضرحة بالذهب وزركشوها بالفضة والزمرد والياقوت بالوانه ، فبنوا بيوت الله وتركوا بيوت فقرائهم بلا سقف يحميهم قيض الصيف ويقيهم زمهرير الشتاء ، امة خلت من صنع المعروف بمحلِّه فاصبح معروفها يذهب لأناس بدافع كسب مغنم ومصلحة شخصية بآجل الايام بينما لسان الفقير اندلق من كثر السؤال ولا من مجيب لسؤاله الا الفقراء من جنسه ، رجالات دينهم اثرياء يتجارون ويستثمرون بأسمه حتى اصبحت مشاريعهم الاستثمارية والعمرانية لاتقو الدولة اقامتها غيرهم وهي بدل ان تكفل الفقير برضا ” الكفيل ” لتعينه حزت رقاب المحتاج واِن تَسَوَّلَهُم تخفيف العبء عنه بتخفيض شيئا من الاسعار ، لا تراحم بينهم وانقطعت صلة الرحم بين الاشقاء والاقارب ولاتزاور الا في المناسبات ، الابن عاق والبنت منفلتة ، اتسع عمل العصابات المنظمة باتساع السلاح المنفلت فأصبح التجار والاثرياء يخشون على انفسهم بعد ازدياد حالات القتل والخطف لشريحتهم فهاجروا بلدهم ، نشوء دولة الخوف بقيام الاحزاب الميليشياوية ، هي تقتل ، تخطف ، تحاسب ، تبتز ، تنفي وتسجن ، انهم دولة في بطن دولة سابرة بغور اعمق من عمق الدولة ذاتها ومع هذا كله نجد مناصرين لهم من امة كانت قد خلت من قبلها الامم في هكذا سلوكيات تمجد الباطل وتقبح الحق ، تضاد ذاتها بموضع وتزدوج معها في ذات الموضع ، اننا شعب لانشبه الشعوب متمردون لا يرتضينا احد ولا نرضى على فعل ولانستملح العيش مع الحاكم النزيه العادل البسيط فالعصا ما نرغبها في الحكم والقوة المفرطة نتغزل بها ، اذ هي وفق مفهومنا من تجعل منا نحترم الحاكم وان كنا مرهوبين خائفين ، نصفق له بالعلن ونلعنه في داخل اسوار بيوتنا ..
تلك الامة تستحق ان تشم التراب كل ليلة وتأكل الحجر مع الشوك ، امة تستحق ان تعيش بخوف ويأس وخذلان فالامة التي خذلت نفسها ومن استمرت الخذلان كعيشة استقرار ، حق لصانعها ان يعذبها بما يتوجب لها من العذاب .