23 ديسمبر، 2024 2:21 م

عَجَبٌ عُجَاب… وداعاً أيُّها المتنبي

عَجَبٌ عُجَاب… وداعاً أيُّها المتنبي

العجب العجاب على مدّعي الثّقافة هذهِ الأيام، يقرأُ نصف كتاب أو كتيب ربما، ويحفظ أسماء الكُتّاب او بعض عناوين الكتبِ على أرصفة شارع المتنبي، او يطلق شَعرهُ لمدة عامين كي يتسكع في شارع المتنبي ويلتقط بعض الصور هنا وهناك، هذا ما صرخ به (ذكاء) في اذني ذات حزن، او ان يأت أحد المارة من يناقشك بتفاهات ويدعي الصعلكة، وهذه التركيبة المهجنة فيسياً والمنتشرة كانتشار الواي فاي هذه الأيام، تتواجد بكثرة كتصريحات النواب الفاسدة دون مواد حافظة كأبو كَلل، فقل لحمار شعرك المتجول في يوم حظر للتجوال ان بغداد ليست حضيرة اسطبل، وروثك هذا ضعه في وجبة غداءك كصلصة كي تنتعش ذاكرتك، وأخلع عريك المصطبغ بصبغة الحلاج، فلست حلاجاً، ولست عبد الرحمن منيف، فسيأتي السّياب ذات قصيدة وسيمر بشوارع بغداد ويترك كورنيش شطه اللاعربي، وسيبيع السكائر بعدة نساء في شارع البتاوين، وفي الكمالية بعد أن اصبحت محل الشرف من العهر، وأنت يا بغداد ما زلت واحة الشعر والروايات والقتلى، لا زلت أتذكرك جيداً فعلى ارضك كان رأس صديقي الذي باعته البطالة،  وهنا يد جاري على رصيد شارع السعدون يستجدي خبزاً لطفلته، وهنا معدة الوزير تملأ عرقاً من محال الوزيرية، فلا تني ان جاءك المأفون جيفاً، فنهيق الحمير لا يرعب البلبل الغريد على اغصان شجر القردة، والكلاب المتراقصة على جثة الشهداء ليست بفرسان الأمة…!!!! وأصبح الذباب في هذه الأيام ينام على أنوف الجهلاء ويخطب!!… وداعاً أيُّها المتنبي…. وداعاً يا صديقي…