23 ديسمبر، 2024 7:44 م

حين سأل عني الزمان …

ولم يجد لشعري عنوان …

حيث كنت مختبئة بين الأبيات

تائهة في  طرقات الشوق

 سائرة في دروب الذكريات

أبحث عن بعض كلمات

لقصة لم أعشها

لحكاية لم أرويها

لوطن لم يدرك معانيها

لحضارة قد جفت روافدها

وقطعت أيديها وأرجلها

مات فيها الرجال وأحيوا فيها الغربال

وأمست الأرض كما العيس في البيداء

ظمأى والماء مخزونا في ظهورها

محمولا على ذمة التحقيق بالفساد

لملفات مطبوعة على أوراق لعبة القمار بالثروات

منذ أن تكوم على طاولة الحكم

أشكال وأنواع من الجنسيات

 تحت ذرائع وأعلام بمختلف المسميات….

تعصبوا تحزبوا وتمحورا على وطن أسمه العراق

قطعوه بسكين البيتزا

 منذ أن تناولوا العشاء

مع الاحتلال …

ولعبوا  القمار…

وتعاهدوا أن يجنوا أربحاهم  من خمار الدماء

قبل ساعة الصفر بدقائق

صرخ الطفل جائعا

ليعطوه  قطرات حليب مقابل أطنان نفط ثمنا كالمعتاد

وإذا بالدموع قد سالت مدرارا ومدرارا

وبعد ساعات وساعات

نام الطفل جائعا ….

أستيقظ  بعدها مذعورا على صوت قذائف الهاون

مختنقا بدخان سيارة تفجرت مفخخة للدماء

ألقى الطفل نظرة على بيته …

لم يجد سوى صورة أخيه شهيدا على الحيطان

وأم قد أكل خدها تجاعيد الفراق

تاركا لها ملامح الأحزان …

وأب قد طأطأ رأسه من ثقل الهموم

لأن راتبه قد أستقطع تقشفا منذ زمان

وإرث أجداده قد وزع على النواب والحكام

أمسى البيت خاويا مجردا من الطعام ..

تذكر الطفل أن يطلب نداء استغاثة من الجيران

وإذا به يسمع القتلة والسراق من جميع الجهات

على الأسطح وعند المنافذ حاملين معهم السلاح ..

 على أن يحفظوا عندهم المال ويتقاسموا الأرباح …

أدرك الطفل حينها أن خيانة الوطن جريمة

لا تتحقق إلا لمن خطط  مسبقا ..

لتجارة تصدير الضمير خارجا واستيراد الحمير

 أراد سماع أغنية تعبر عن هذا الواقع بالوجدان

 وإذا بالعازف  مهاجرا  في أوربا …

والشاعرة متوفاة بين الكلمات ….