23 نوفمبر، 2024 5:12 ص
Search
Close this search box.

عين على داعش و أخرى على طهران

عين على داعش و أخرى على طهران

عندما سقط النظام العراقي السابق إستبشر الشعب العراقي بمعظم شرائحه و أطيافه و طبقاته بذلك و تطلع بثقة و أمل نحو حدوث تغيير إيجابي حقيقي يضمن للشعب العراقي بمعظم مکوناته الحقوق و الامتيازات التي تکفل له الحياة الحرة الکريمة و تضمن له أيضا السلام و الامن و الاستقرار، وهذا التطلع کان من حق الشعب العراقي بعد کل الذي عاناه و قاساه، لکن الذي جرى و حدث منذ التاسع من نيسان من عام 2003، ولحد الان هو شأن آخر يختلف تمام الاختلاف عن ماتطلع إليه الشعب العراقي و إنتظره.
العراق وهو يدخل العام الثالث عشر من الاحتلال الامريکي له، يبدو واضحا بأن الفرحة و الامل و التفاٶ-;-ل قد إختفت و حلت محله الحزن و التشاٶم و الکرب، وان العراق من أقصاه الى أقصاه يغرق في بحيرة دماء من أجل أسباب و دوافع دينية و طائفية مقيتة لم تجلب للعراقيين إلا المصائب و الدمار و الالام، وليس هنالك حديث عن الديمقراطية او الحرية او حقوق الانسان و مٶسسات المجتمع المدني بل هناك حديث سقيم عن الطائفية و تزويج القاصرات و الرجم و الجلد و فرض الحجاب، هذا هو العراق اليوم کما هو من دون أي رتوش، وبطبيعة الحال ليس هنالك من يمکنه الاقرار بأن الشعب العراقي قد تطلع و حلم بهکذا عراق مسخ و مشوه يغرق في الدماء.
سقوط النظام السابق على أثر الاحتلال الامريکي للعراق و الذي لعب فيه نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية دور(أبرهة) للأمريکيين، تماما کما فعل في أفغانستان قبل ذلك، إتضح للعالم کله و ليس للعراقيين لوحدهم فقط بأنه إستغل أوضاع و ظروف سقوط النظام السابق و ماسببه من فراغ سياسي و أمني و فکري، و قام بتجنيد کافة إمکانياته لملأ تلك الفراغات و سدها بما يکفل تحقيق مصالح و أهداف خاصة له، وقد کان واضحا أن أفکار و مفاهيم التطرف الديني کانت هي البضاعة الاهم التي قام النظام الديني بتصديره للعراق وهو يحلم و يأمل بإستنساخ نظام ولاية الفقيه سئ الصيت في بلاد الرافدين، والذي يجب أن نشير إليه هو أن هذا النظام قد إستغل بساطة الناس و طيبتهم ولاسيما عقائدهم الدينية و دفعها بإتجاهات تخدم توجهاته لوحده، وقد کان تأسيس الميليشيات الشيعية المتطرفة واحدا من أسوء الادوار و المهام التي قام النظام الايراني بإنجازه في العراق، خصوصا بعد أن جعل من هذه الميليشيات بنادق تحت الطلب، مرة يقوم بتوجيهها ضد الثورة السورية و اخرى يوجهها ضد الشعب العراقي کما جرى في ديالى و تکريت قبل و أثناء و بعد تحريرها من تنظيم داعش الارهابي الدموي المعادي للإنسانية و المخاوف و التوجسات من تکرار نفس تلك السيناريوهات في معرکة تحرير الموصل، و الحقيقة التي يجب الاعتراف بها هي أن ماقد ذکرته السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة بشأن التطرف الديني و خطورته من أنه” حرب ضد البشرية بأسرها” وانه” كارثة دائمة ومستمرة ترتبط حياتها بتدمير الانجازات البشرية وإبادة النسل”، هو بحق خير وصف لأنه قد جسد کل ذلك في العراق و ان السبيل و الطريق الوحيد من أجل تخليص العراق من دوامة الدم و الدمار و الموت هذه تتلخص في قطع أذرع النظام الايراني منه و بغير ذلك فإن الشر و الموت و الدمار سيبقى مخيما على العراق، ومن هنا و في خضم إنطلاق معرکة تحرير الموصل و ماأثير و يثار بشأنها، فإنه وبقدر ماهو ضروري أن يکون هناك ترکيز على داعش فإن نفس الشئ ضروري بالنسبة للنفوذ الايراني في العراق بإعتباره بٶرة الشر و التطرف و الارهاب و الفتنة، وإنه إذا ماکانت هناك عين على داعش دائما فيجب أن تکون الاخرى على طهران.
 [email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات