27 ديسمبر، 2024 3:03 م

عين على الشاشة .. الفضائيات المصرية..تعترض على سياسة تكميم الأفواه

عين على الشاشة .. الفضائيات المصرية..تعترض على سياسة تكميم الأفواه

في بادرة غير مسبوقة على الفضائيات العربية قام الاعلامي المصري يسري فودة  بتوجيه أقسى رسالة الى الرئيس المصري عندما خاطبه ومن خلال فضائية او ان تي في وعبر برنامجه أخر الكلام    وعلى الهواء مباشرة ((وعدت فاخلفت فقسمت فخرجت من بابا” خلفي فتركت أمة” في مهب الريح فكان علي انا ان اعتذر ..أخدعني مرة عارٌ عليك ، اخدعني مرتين عارٌ عليً ..اليوم اعلن استقالتي من حبك ياسيادة الرئيس فبدون ذلك لن استطيع ان احتفظ باحترامي لنفسي .)).

الاعلان الدستوري شغل المصريين وقسمهم مابين مؤيد ومعارض ..والمعارضة دفعت الثمن غاليا” شهداء وجرحى ومسيرات واعتصامات ، وبدوره لعب الاعلام المصري الليبرالي دوره في تأدية رسالته الواضحة التي ليس فيها لبس من خلال الوقوف بجانب الجماهير والقوى الفاعلة للوقوف ضد طموحات الاخوان بالسيطرة على الحياة السياسة في مصر .
وتعرض الاعلامي محمود سعد الى حملة شديدة من قبل الاخوان توجت بعرضه على النائب العام بعدما استضاف  في برنامج أخر النهار الذي يقدمه من قناة النهار الدكتورة النفسانية منال عمر وناقشت وضع السجناء الذين تبوئه مناصب هامة في مصر مؤخرا” ووصفتهم سلوكهم بالمرضي ويميل الى الحكم التسلطي وكان من بين السجناء الرئيس مرسي .
محمود سعد كانت تهمته العيب والسب في الذات الملكية وفق دستور الملك فاروق ! 
              ووصف السينارست تامر حبيب خطاب الرئيس مرسي بانه جاء على طريقة ضربني وبكى وسبقني واشتكى بعدما تعرض المعتصمون والمعارضون لااسوء انواع الاضطهاد والقهر والاعتداء ولم تسلم الاطقم  الاعلامية  من الاعتداء عليها من قبل مؤيدين الرئيس مرسي والاخوان عندما تعرض امام قصر الاتحادية صحفي جريدة الوطن   حمد أبو ضيف، حيث ألقى أحد المتظاهرين بكوب زجاجي أصاب رأسه، وحطموا كاميرا فيديو يحملها،كما اعتدى المؤيدون على طاقم تصوير “سي بي سي”، وحطموا معدات التصوير، إضافة للاعتداء بالضرب المبرح على مراسل قناة بي بي سي البريطانية كما قام انصار مرسي بتكسير وحدات البث الفضائي  في محيط قصر الاتحادية والاعتداء على المتظاهرين . وعلى صعيد أخر قامت احدى مذيعات الاخبار في التلفزيون المصري الرسمي واثناء تقديمها لنشرة الاخبار  بحمل كفنها بين يديها  وكانها تقول ان الاعلان الدستوري لن يكون الا على جثتي ويتعرض الاعلام المصري الى مضايقات ومحاربة من قبل الاخوان لغرض  السيطرة عليه .ويبدو ان الاعلان الدستوري فجر كل الغضب المخزون بوجدان الشعب والاعلام المصري نتيجة ممارسات الاخوان بالحكم والتي جاءت مخيبة للاامال وبعيدة عن طموح الشعب المصري فخرجت المظاهرات العفوية الى الشارع وغيرت الفضائيات المصرية برامجها   وتحولت برامج التوك شو على القنوات المصرية الى مناقشة هذا القرار وردود الافعال عليه والاجراءات التي سوف تترتب على حرية المواطن وحقوقه وواجباته من خلال تمرير قرارات استبدادية.. بينما وصف البعض بأن مايحدث الان هو أعادة لسيناريو الثورة الايرانية عندما صادروها رجل الدين وجيروها لحسابهم وهذا مايحاول الان عمله الاخوان من خلال فرض هيمنتهم على كل مرافق الدولة وتقييد الحريات العامة عن طريق تمرير قرارات استبدادية تصدى لها الشعب بمختلف فئاته وكان للاعلام الليبرالي الحر الدور الكبير في التنبيه والاشارة الى مايخطط له الاخوان المسلمين ومايضمره الاعلان الدستوري  . ردود فعل الشعب كانت عنيفة وغير متوقعة من خلال المظاهرات والاعتصامات التي لم تتوقف حتى بعد اعلان وقف العمل بالاعلان الدستوري اما الاعلاميين والفنانيين والمثقفين المصرين فانهم لم يقفوا على الحياد وهم يشاهدون الثورة تسرق من بين ايديهم من قبل راكبي موجة الربيع العربي فكانت المواجهة قوية وصادمة بالنسبة للاخوان لانهم منذ استلامهم للسلطة وهم يمارسون الضغط على الاعلام الحر الذي انحصر بزاوية واخذ موقف الدفاع ..
محمود سعد الاعلامي المصري ومن خلال برنامجه أخر النهار الذي يبث من قناة النهار قال قرارات مرسي فرعونية وتجعله فوق مستوى المساءلة ..الاعلامية ريم ماجد عبرت عن اعتراضها على قرارات مرسي بالبكاء أثناء تقديمها لبرنامجها (بلدنا بالمصري)وخطبت الاخوان قائلة لعبتكم أنكشفت… اما الاعلامي ابراهيم عيسى ومن خلال برنامجه هنا القاهرة ومن على قناة (القاهرة والناس) صرخ لاتقل مرسي أول رئيس منتخب بعد الثورة ولكن قل مرسي أول رئيس فرعون بعد الثورة .                                                              
وخرجت الاعلاميات المصريات بمظاهرة أحتجاجية وهن متشحات بالسواد من ساحة التحريروحتى مبنى التلفزيون احتجاجا”على قرارات مرسي وتقييد حرية الاعلام .

وقام المعترضون بميدان التحرير برمي الحجرة على استوديو قناة الجزيرة المقام بالقرب من الميدان وكسروه باعتبار قناة الجزيرة مقربة وقريبة من الاخوان ..وشارك الكثير من الفنانيين والمثقفين والنخب المصرية من اطباء ومهندسين ورجال اعمال ورجال علم وثقافة في التظاهرات التي اندلعت وقد كانت الفنانة المعتزلة شيريهان من ابرز الاسماء التي نزلت ميدان التحرير منذ انطلاق التظاهرات وحركة الاحتجاج وقد  عرض لها لقاء مباشر من على قناة العربية ومن ميدان التحرير قالت فيه انها لاتشعرأن مرسي يمثلها بل هو يمثل جماعة الاخوان وانه فشل ان يكون رئيس لكل المصريين.
الاعلان الدستوري سقط لكن هل سوف تتوقف حركات الاحتجاجات والاعتصامات مادام هناك طرف كبير في مصر يشعر بان الاخوان يعملون على تحجيم دوره وتحديد سقف حرياته… لااظن ذلك ؟!.