22 ديسمبر، 2024 8:56 م

عين على الاربعين(3) شروط الصدر والهدف الاكبر

عين على الاربعين(3) شروط الصدر والهدف الاكبر

يمكن القول ان هنالك محرك عقلي واخلاقي، يدفع الزعيم الصدر للتصدي ضد الطائفية ، وقد وصف هو ذلك في وثيقته بما سماه “الهدف الاكبر”… ماذا يعني ذلك؟؟؟ ولماذا؟!
اشار الصدر الى التظاهرات، والى موقف المرجعية، وضرورة تحقيق الهدف الاكبر، الذي وصفه بقوله : “محق الطائفية وابعاد شبح المحاصصة السياسية الرعناء، التي لم تجلب الى الوطن والشعب غير الويلات والحروب والفقر والصراعات فصار البلد في مصاف الدول المتأخرة والفقيرة.
ومن هنا ينبغي الاستمرار على المعطيات الاصلاحية العامة، التي لم نتنازل عنها على الاطلاق، واننا نؤكد على بقاء القرار عراقياً، ومن دون تدخلات من هنا وهناك… ”
انتهى كلام الصدر… فماذا يقصد بمحق الطائفية؟! ولماذا يتعقد ويتحسس الصدر من الطائفية؟!
يمكن ان نتعمق في فهم كلام الصدر، اذا فهمنا ماهيته ومزاجه وذوقه.. وباختصار اقول:
اولا: الصدر يؤمن باهمية وقدسية العراق، عقليا واخلاقيا وشرعا. ويجد الطائفية خطرا يهدد وحدة العراق ارضا وشعبا، لماذا؟
يمكن القول، ان الخطاب الطائفي الذي اصرت عليه الطبقة السياسية، انعكس على الشارع، واثار الفتنة.
لذلك، ان ابعاد العمل السياسي عن الطائفية، ينتج اكيدا، تقليص وتحجيم المزاج والخطاب الطائفي من الشارع.
ثانيا: الصدر يعتقد بان ثمنا غاليا، تم دفعه لانقاذ العراق من صدام وبوش والمالكي… وهو غير مستعد للتغاضي عن تلك التضحيات.
يضاف إلى ما تم من حراك شعبي، وجهود بذلها المتطاهرون والمعتصمون، هي تضحيات من الشعب، لا يمكن التفريط بها، بل تزيد الصدر اصرارا للسعي نحو التغيير والاصلاح، لاجل العراق وشعبه.
ثالثا. الصدر يحب العراقيين، ويتعصب لهم، بدرجة لا يفهمها الا القليل..
ويمكن ان اشير ما ينفع في فهم ماهية الزعيم العراقي وذوقه، وهي باختصار:
الف. ان الصدر ينظر إلى تاريخ العراق، وخاصة انتقال الامام علي (ع)، من المدينة إلى العراق، وهو يفهم اهمية ذلك، على انه اختيار للقواعد الشعبية، الافضل، في العراق.
باء. بعد 2003،بناءا على موقف الصدر ضد الاحتلال، ومساندته من قبل اغلب العراقيين، وبالرغم من قوة الاحتلال، وضعف الصدر ماديا وسياسيا. لكن اغلب العراقيين تفهم ان الصدر يحاول ان يبرئ ذمته، بتضحيته بنفسه، ليس اكثر من ذلك…
ولذلك كان الكثير، من الشيعة والسنة، مستعدا لان يخوض معه ما ينتظره من قتل او اعتقال. وهذا الموقف له تقدير عال في قلب الصدر.
هذا، وللحديث بقية.